عدد اليوم
أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)
شهد معرض الدفاع البحري «نافدكس 2019»، أمس، في يومه الثالث، تنافساً كبيراً بين الشركات المشاركة التي بلغ عددها 113 شركة، حيث استعرضت أحدث الابتكارات والأنظمة في مجال تصميم السفن قبل مراحل البناء لتلافي أخطاء التنفيذ، علاوة على برامج المحاكاة في التدريب على مختلف المهارات المطلوبة للجنود في البحرية وقيادة السفن والأجهزة المبتكرة لحفظ اتزان القوارب التجارية والصغيرة لزيادة معدلات الأمان البحري.
ورصدت «الاتحاد» ما قدمه مديرو وممثلو الشركات العالمية العارضة في «نافدكس» حيث أكدوا أهمية المشاركة في المعرض الذي يعد أهم المنصات العالمية التي تجمع كبار منتجي الصناعات الدفاعية والمعدات والقطع البحرية.
أنظمة متطورة
وعرضت شركة هافيلسان التركية نظاماً متطوراً لمحاكاة تدريب الأفراد المظليين والذي يقوم على تركيب برج لوحدة تدريب فرد مقاتل أو مظلي واحد فقط ويمكن زيادة العدد في حال التدريب الجماعي (6 أفراد) على مهام الإنزال للمجموعات المقاتلة التابعة لوحدات المظلات في القوات المسلحة النظامية.
وقال إيمري بيلجي مدير تطوير المبيعات بالشركة: «إن التقنية التي تعرضها الشركة هي الأحدث في مجال التدريب حيث توفر التدريب الحركي من خلال ربط الفرد في البرج المخصص لهذا الغرض والذي يرتفع لنحو مترين ونصف متر ويتم رفع المتدرب بالوضع الأفقي المشابه للسباحة في الجو الذي يحفظ اتزانه قبل فتح المظلة».
وأضاف أن هناك مراحل عدة للتدريب منها ارتداء وحدة الرؤية الواقعية التي تتيح للمتدرب رؤية الأماكن التي يجب التدرب على القفز فيها من حيث التعرف على طبيعة جغرافيا هذه الأماكن بالشكل الطبيعي من دون الحاجة إلى التدريب على الطائرات وهو ما يوفر في النفقات ويقلل الإصابات، حيث إن أفراد المظليين يمكنهم التدرب على جميع الخطوات واكتساب الخبرات النظرية قبل التدريب على القفز من الطائرات.
وأشار إلى أن نظام المحاكاة للقفز بالمظلات يتيح أنواعاً عدة من المظلات وكذلك الرؤية الواقعية للمناطق المراد التدرب على القفز فيها ما يزيد معدلات نجاح المهمات العسكرية وكذلك تقليل فرص مخاطرة تعرض المظليين للإصابات.
ولفت إلى أن الشركة توفر أيضاً أنظمة للتدريب على الطيران سواء الطائرات المدنية أو التجارية أو المقاتلات، حيث توفر أجهزة المحاكاة إجراءات ما قبل الإقلاع وتشغيل المحركات وإيقافها وخطوات التحكم في الطائرات وأدوات الملاحة الجوية (TACAN ADF, VOR/ILS, FMS) والبحث والإنقاذ وأنظمة الرؤية الليلية وقائمة المناورات التكتيكية وكيفية التعامل مع أجهزة الرادارات المختلفة.
طوافة مراقبة تحت الماء
وقال مارك فليمينج مدير تطوير الأعمال بشركة «فيديو راي» الأميركية المتخصصة في صناعة الروبوتات تحت الماء: «إن شركتنا لديها أكثر من 4000 طوافة روبوت تحت الماء ويتم التحكم فيها عن بعد وتستخدم هذه الطوافات في جميع الأغراض العسكرية والأمنية وحقول النفط والغاز والكشف في البنية التحتية للموانئ».
وأضاف: «نعرض طوافة متطورة تستخدم في العمليات العسكرية البحرية سواء في المراقبة أو الاستطلاع أو مهام الإنقاذ، ويمكن أن تغوص هذه الطوافة على عمق 400 متر ويمكن أن تصل إلى 1000 متر، وكل وحدة مزودة بمولد طاقة وبلغت أطول مدة للعمل لها 19 شهراً حيث إن المولد يتم التحكم فيه من مقر قيادة العمليات ويعمل لتوليد الطاقة من حركة الأمواج تحت الماء إلا أنه يمكن استعداء الطوافة من قبل القائمين على استخدامها وإعادتها مرة أخرى إلى الماء».
وأشار إلى أن شركته تحرص على المشاركة في معرض الدفاع البحري نافدكس، حيث إنها الدورة الخامسة التي يشاركون فيها، إذ إن المعرض فرصة مهمة لتوسيع نطاق أعمال الشركة وعرض المنتجات المطورة والابتكارات في مجال الأمن البحري.
السرب الغواص
وعرضت شركة «أكوابوتيكس» الأميركية للمرة الأولى أحد منتجاتها الجديدة لجهاز «السرب الغواص» «SwamDiver» الذي يمكن أن تطلقه المركبات والزوارق الصغيرة لتنبيه السفن الكبيرة بوجودها في فترات الليل حيث يضيء هذا السرب، علاوة على دور الأجهزة في مراقبة المناطق المحيطة بالمراكب والزوارق وإصدار التنبيه في حال وجود ألغام بحرية.
وقال إيان إيستافان أوين، نائب الرئيس التنفيذي لشركة أكوابوتيكس الأميركية: «إن السرب يطلق أضواء لإنشاء حدود مرئية والعمل كخط تنبيه أول على طول الشواطئ حول السفن وفي منطقة رسو السفن أو بالقرب من أي عنصر مهم أو منشأة بحرية حيوية، مشيراً إلى أن الأجهزة الجديدة يمكن استخدامها لضمان أمن السفن والأهداف الأخرى التي تهتم بها قوات مكافحة الإرهاب أو المقاتلة على الطرق التجارية والموانئ والمرافئ أو غيرها من المناطق التي قد توجد بها اختناقات جغرافية».
وأضاف أن: جهاز «السرب الغواص» من الابتكارات التي تعد الأولى من نوعها في مجال التأمين البحري حيث إن الجهاز ذو سطح هجيني وصغير الحجم بوزن 1.5 كيلوجرام ما يجعله فريداً من نوعه، وطول الوحدة الواحدة 75 سنتيمتراً، ويمكن إطلاق 100 وحدة من «سرب الغواص» دفعة واحدة وتحديد المهمة وخط السير من خلال التسجيل في ذاكرة التخزين الخاصة بها أو من خلال التحكم فيها عن بعد بحيث يمكنها الغوص لمسافة 50 متراً وتحمل العديد من الحساسات الإلكترونية التي توفر معلومات مثل درجة الحرارة والضغط تحت الماء والعمق ومسح بيومتري للمياه الضحلة وغير العميقة».
وأشار إلى أن تقنية «السرب الغواص» تسهم في تحديد مستوى التلوث في المياه المراد التعرف على طبيعتها، ويمكن أيضاً أن يتم ربطها بأجهزة الكشف عن الألغام في المياه الضحلة جداً أو الشواطئ، كما يمكن استخدامها لإزالة وتفجير الألغام عن بعد، وفي الوقت ذاته الاحتفاظ بالمعلومات التي تسجلها أجهزة السرب الغواص التي يتم تخزينها على شبكة المعلومات ومن خلال الشبكات السحابية.
قارب سريع
وبدوره قال إيريك سكارنيز، الرئيس التنفيذي لشركة هيدروليفت النرويجية: «إن الشركة تقدم في نافدكس خلال دورته الحالية منتجاً مطوراً وهو عبارة عن قارب سريع تم بناؤه على منصة تتسم بالمرونة حيث إننا ننتج قوارب سريعة متعددة الأغراض وتستخدمها القوات البحرية في النرويج لأعمال الإنقاذ حيث إنها تشمل عدة تطبيقات متنوعة بحيث يمكن أن يتم استخدامها في الأغراض العسكرية أو المدنية والتجارية».
وأضاف أن «الشركة حرصت على أن تنتج القارب السريع ويمكن قيادته بطاقم إبحار أو من خلال التوجيه الذاتي أو التحكم عن بعد باستخدام الذكاء الاصطناعي حتى يمكن تحقيق الأهداف المرجوة من عمليات المناورة الخطرة مع الحفاظ على أرواح العناصر البشرية المدربة والمؤهلة».
وأشار إلى أن القارب يتمتع من خلال محركه بالأداء القوي والصلابة وكذلك التكلفة المنخفضة للتشغيل، علاوة على تقليل المخاطر التي يمكن أن تقع على البشر في العمليات العسكرية، لافتاً إلى أن أهم ما يميز هذه المنصة البحرية أنها مرنة في التصميم ويمكن استخدامها للشرطة الملاحية أو القوات البحرية أو حرس السواحل أو دوريات الإطفاء.
ولفت إلى أن القارب يتميز بوجود ثلاثة أنظمة لقيادته (سواء من خلال طاقم إبحار أو التحكم عن بعد) من خلال محرك رولز رويس وصندوق تروس يساعد القارب على الوصول إلى السرعة القصوى التي تبدأ من 45 عقدة وتصل إلى 60 عقدة وهو ما يعد معدل سرعة عالياً جداً، علاوة على الحفاظ على الاتزان للقارب بشكل كبير.
