الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«فبراير السعيد» شهر التتويج لـ«البيت الأبيض»

«فبراير السعيد» شهر التتويج لـ«البيت الأبيض»
22 فبراير 2020 00:06

مصطفى الديب - عبد الله القواسمة (أبوظبي)

من جديد أكدت أبوظبي أنها عاصمة الأحلام، عندما جمعت الأهلي والزمالك في كلاسيكو العرب أمس الأول. كل شيء كان يدعو للفخر على ملعب محمد بن زايد، التنظيم والجماهير وكل شيء على ملعب الانتصارات وفي المدرجات.
وحلق الزمالك باللقب الرابع له في تاريخه، والثاني له في ملعب محمد بن زايد، حيث سبق وأن فاز على الأهلي بالطريقة نفسها، على هذا الملعب منذ عامين، حيث تكررت خمسة مشاهد ليكون ملعب الجزيرة فأل الخير على عشاق مدرسة الفن والهندسة.
خمسة مشاهد حدثت منذ ثلاث سنوات لتكرر نفسها، وتأتي بالزمالك بطلاً لسوبر بلاد الأهرامات، المشاهد الأول هو إقامة المباراة على ملعب محمد بن زايد، الثاني كان في توقيت المباراة التي أقيمت في شهر فبراير أيضا من عام 2017 ليكون هذا الشهر شهر السعادة على الزملكاوية، أما المشهد الثالث، فهو انتهاء وقت المباراة الأصلي بالتعادل السلبي، واللجوء لضربات الجزاء الترجيحية، ورابع هذه المشاهد كان تصدي حارس الزمالك لركلتي ترجيحية وتسببه في الفوز.. لكن كان يومها محمود جنش وأمس الأول كان محمد أبوجبل، وخامس المشاهد كان تسديد الفريقين ضربات الجزاء على المرمى الأيمن للمقصورة الرئيسة لملعب محمد بن زايد، وهو المرمى نفسه الذي شهد فوز الزمالك قبل ثلاث سنوات.
أقيمت كأس السوبر المصرية في أبوظبي أربع مرات.. اثنتان في العين على ملعب هزاع بن زايد، فاز بهما الأهلي، الأول على حساب الزمالك، والثاني على حساب المصري البورسعيدي، ونسختان على ملعب محمد بن زايد، وفاز بهما الزمالك على حساب الأهلي وبنفس الطريقة، ليكون ملعب محمد بن زايد وجه الخير والسعادة على الزملكاوية.
ولم يكن مشهد الأمس غريباً، حيث أصبح شهر فبرابر هو شهر بطولات البيت الأبيض، فهو الشهر الذي شهد تتويجه بالسوبر الأفريقي قبل ستة أيام، والسوبر المصري أمس الأول، وسبق وأن شهد تتويجه بكأس السوبر المصري قبل ثلاث سنوات، كما أنه كان الشهر الذي توج به الزمالك بالسوبر الأفريقي عام 2003، وهو نفسه التاريخ الذي حصل فيه النادي الأبيض على لقب أفضل ناد في شهر فبرابر عام 2003.
وتحدث الفرنسي كارتيرون مدرب الزمالك، عقب المباراة، وعبر عن فخره الشديد بما قدمه لاعبوه، ووصفهم بالأبطال الخارقين خلال هذا الحدث التاريخي وقال: «أنا فخور بأبطال الفريق، وفخور بأنني أدرب هؤلاء المقاتلين الذين حققوا إنجازاً تاريخياً بحصد لقبين كبيرين في ستة أيام». وأضاف: خضنا مباراة غاية في الصعوبة أمام الترجي التونسي قبل ستة أيام، وكانت هناك رحلات سفر طويلة، ولم نحصل على راحة، ورغم ذلك كان اللاعبون عند حسن الظن بهم، وكانوا أبطالاً فوق العادة. وعن طريقة لعبه للمباراة، والاعتماد على المرتدات قال: «بكل تأكيد يجب أن تعرف قوة المنافس الذي تواجهه، وتعمل له ألف حساب، ونحن درسنا الأهلي جيداً، وهو فريق كبير ومميز، ولم يخسر أي مباراة في الدوري، لذلك كان علينا أن نواجهه بالطريقة التي تحد من خطورة لاعبيه، وأثنى مدرب الزمالك على الفريق بشكل عام، والدفاع بشكل خاص، مؤكداً أن الجميع كانوا رائعين، وقدموا المطلوب منهم على أكمل وجه. وفيما يخص لقاء القمة المقرر له بعد غد قال: «أتمنى أن يتم تأجيل المباراة، حيث إن الفريقين مجهدان بدرجة كبيرة، ويجب حصولهم على راحة من أجل الاستعداد للبطولة الأفريقية التي يمثلان فيها الكرة المصرية، وعن رأيه فيما قاله فايلر مدرب الأهلي عن رفضه التأجيل، أكد أنه يحترم كلام مدرب الأهلي، لكنه لا يتفق معه في الرأي، حيث إن اللاعبين مجهدون بدرجة كبيرة، ولا يمكن تحمل كل هذا الضغط قبل مباراة قوية في الدوري الأفريقي. ووجه كارتيرون الشكر لجماهير الزمالك وقال: المشاهد كان رائعاً، والأجواء كانت مميزة، لذلك علينا أن نشكر الجماهير التي ساندت اللاعبين بقوة، وعلينا أن نشكرهم، لأنهم جعلونا في قلب تجربة مشابهة لما سيحدث في ملعب رادس.
وأعرب مدرب الزمالك عن تقديره لدولة الإمارات ومجلس أبوظبي الرياضي على العمل التنظيمي الرائع، والمشاهد التاريخية التي حدثت خلال هذه المباراة الجماهيرية الكبيرة.

فايلر: نفتقد الروح الرياضية!
عبر السويسري رينيه فايلر عن غضبه الشديد لحالة الاستياء التي ظهر عليها الإعلاميون في المؤتمر الصحفي، وطريقة توجيه الأسئلة له ولومه على الخسارة وقال: أمر غريب، الفريق أدى بشكل جيد، وخسرنا للمرة الأولى بضربات الجزاء. وطالب فاير الجميع التحلي الروح الرياضية وتقبل الخسارة قبل الفوز، مؤكداً أن لاعبوه أدوا بشكل جيد وأهدروا فرصاً عديدة، والزمالك لم يكن له أي فرصة، والجميع يلومنني على الخسارة.. كيف ذلك؟
وفيما خص الأحداث التي وقعت بعد المباراة قال: لا أعرف السبب ولكن على الجميع أن يتحلى بالروح الرياضية، وكل ما أعرفه أن المحصلة هي حصول كهربا على بطاقة حمراء. وفيما يخص لقاء القمة المقرر له بعد غد قال: من جهتي لا أريد تأجيل المباراة أنا مع إقامتها في الموعد المحدد، ولكن القرار ليس بيدي على الإطلاق، وعن السلبيات التي حدثت في المباراة قال: لقد فعلنا كل شيء في الكرة، ولكن اللمسة الأخيرة كانت غائبة، ولم نسجل، لذلك علينا الانتباه لهذه المشكلة وعلاجها بشكل سريع. وأكد أنه سوف يعمل على عودة الانتصارات، مؤكداً أن مباراة الزمالك انتهت بكل ما فيها من أحداث وخسارة، وأن الفريق سوف يركز فيما هو قادم، سواء لقاء القمة القادم أو مباراة صن داونز في دوري أبطال أفريقيا.

عبدالله جمعة.. ثقة الحسم
ليس سهلاً أن تكون آمال ملايين المشجعين معلقة بركلة ترجيحية، هذا هو المشهد الذي كان حاضراً في استاد محمد بن زايد وأمام ما يقرب من 40 ألف متفرج.
الركلة الترجيحية الحاسمة التي تصدى لها عبدالله جمعة، كانت أصعب منعطف في هذه المواجهة التاريخية، إذ تقدم اللاعب وبكل ثقة مسدداً في أقصى الزاوية اليسرى للحارس، معلنة فوز الزمالك باللقب الثمين.
ويعتبر عبدالله جمعة النجم الدولي البالغ من العمر 24 عاماً أحد أركان الجيل الجديد لكرة القدم المصرية، بزغ نجمه مع نادي إنبي قبل أن تتم إعارته للعب مع يونيون برلين في عمر الـ 19 عاماً، قبل أن يعود مجددا إلى مصر ويلعب على سبيل الإعارة مع النادي المصري، ثم ينتقل وبشكل نهائي إلى نادي الزمالك عام 2017، في عقد يمتد لمدة خمسة أعوام، حيث يحتل اللاعب مركز الظهير الأيسر.
وأكد عبدالله جمعه أن فوز الزمالك بكأسي السوبر الإفريقي والمصري على التوالي، يفرض على الفريق الكثير من المسؤوليات في المستقبل، حيث يطمح الفريق إلى إسعاد جماهيره على الدوام.
ويرى جمعه أن الفترة القادمة ستكون مزدحمة بالمواجهات المهمة على الصعيدين المحلي والقاري، حيث أن فريقه يجب عليه أن يتعامل بحذر مع هذه الفترة، من خلال التعامل مع كل مباراة لوحدها، ليظل التركيز حاضراً لدى الجميع.

أمير مرتضى: يجب تأجيل القمة
أكد أمير مرتضى منصور، المشرف العام على فريق الزمالك، أن ناديه يتمنى تأجيل مباراته القادمة أمام الأهلي في بطولة الدوري، وهو الأمر المرهون بقرار اتحاد كرة القدم، مشيراً إلى أن المنطق يفرض التأجيل، نظراً لكثافة جدول المواجهات القادمة، ولكي تتاح للاعبين فرصة التقاط الأنفاس. وألقى أمير مرتضى باللائمة في الإشكاليات التي شابت الأجواء بعد صافرة النهاية على لاعب الأهلي محمود عبدالمنعم كهربا، الذي قام باستفزاز زملائه السابقين في نادي الزمالك وبطريقة غير لائقة، مما تسبب في حدوث هذه المشكلة.
ووجه أمير مرتضى الشكر للجماهير التي آزرت الفريق في مباراته أمام الأهلي، وقبل ذلك أمام الترجي في السوبر الإفريقي، إلى جانب اللاعبين الذين خاضوا مباراتين من العيار الثقيل أمام فريقين كبيرين.
وأكد أن الزمالك طوى صفحة السوبر فور انتهاء مراسم التتويج، في حين أن التركيز سينصب خلال الفترة القادمة على مباريات الدوري، إلى جانب مباراة الترجي في دوري أبطال إفريقيا.

عودة مينا موحد القطرين !
عندما انطلقت المباراة أبدعت جماهير الفريقين في إظهار فنونها بالأعلام والدخلات، وفي مدرجات الزمالك بطل السوبر، عاد الملك مينا موحد القطرين في عصر الفراعنة مجدداً من خلال تيفو الأبيض، وجاءت الفكرة من حكم مينا للقطر الجنوبي المصري إشارة إلى مدرجات الثالثة يمين الزملكاوية، ومحاربته وانتصاره على ملك الشمال إشارة إلى مدرجات الثالثة شمال الأهلاوية، وبعدها يقوم بتوحيد القطرين المصريين تحت قبضته.
ورسمت جماهير الزمالك صورة للملك مينا وهو يجلس على العرش وينظر إلى علم الزمالك وتحتها تمت كتابة لوحة كبيرة تحت عنوان «العاصمة منذ القدم الأبيض فيها حكم»، وقامت رابطة مشجعي الزمالك بعمل التيفو الذي بلغ عرضه 50 متراً ليغطي المدرج الأعلى كاملا لملعب محمد بن زايد العاصمة أبوظبي. ولم يكن تيفو الملك مينا هو الوحيد الذي ظهر في المدرجات البيضاء ولكن كانت هناك لافتات وكتابات أخرى أبرزها «مدرسة الفن والهندسة موجودة على طول» و«الزمالك هو البطل» وصورة أخرى تجمع علم مصر بالإمارات.

إنذاران وبطاقة حمراء
رغم حالة الشحن الكبيرة التي شهدتها مجريات المباراة إلا أن الحكم النرويجي نجح في ضبط إيقاع لاعبي الفريقين، واحتواء أي محاولة للخروج عن النص خلال التسعين دقيقة.
الحكم النرويجي الدولي سفبن أودفار موين، والذي يعتبر أحد الحكام المعروفين على الصعيد العالمي، أشهر البطاقة الصفراء خلال مجريات المواجهة مرتين، ودفعة واحدة في وجه جونيور آجاي لاعب الأهلي وطارق حامد لاعب الزمالك، وذلك خلال الدقيقة 74 إثر المشاحنة بينهما، لكن الحكم اضطر بعدها إلى إشهار البطاقة الحمراء في وجه لاعب الأهلي كهربا عقب انتهاء المباراة للأحداث المؤسفة.

«كهربا».. التبديل الصاخب
فور دخول محمود عبدالمنعم كهربا إلى اللقاء قبل 20 دقيقة على نهاية الوقت الأصلي بدلاً من حسين الشحات، اشتعل الملعب بالهتافات، من جماهير الفريقين معاً. فاللاعب واجه فريقه السابق للمرة الأولى منذ انتقاله إلى الأهلي مؤخراً لذلك قابلته جماهير الزمالك بهتافات الاستهجان. أما على الطرف المقابل فكانت جماهير الأهلي تحيي اللاعب بحرارة.. دخول كهربا إلى أرض الملعب كان صاخباً إذ سرعان ما احتك مع لاعبي الزمالك بعد دقيقة واحدة فقط، ليتدخل عقلاء الفريقين في احتواء المشكلة، ثم تلقي اللاعب بطاقة حمراء فور نهاية ركلات الجزاء، وذلك بعد احتكاكه مع عبدالله جمعه لاعب الزمالك، مما يعني أن «كهربا» سيغيب عن اللقاء القمة القادم الذي يجمع الأهلي مع الزمالك في الدوري. المحصلة النهائية لما قدمه كهربا خلال مشاركته الأهلي في هذه المباراة كانت أداءً متواضعاً بسبب غياب التركيز على اللعب، منشغلاً بمشاغبة لاعبي فريقه السابق وجماهيره في المدرجات، وتعرض إلى سيل كبير من الانتقادات بعد نهاية المباراة بسبب نيله بطاقة حمراء مجانية ستحرم الأهلي من جهوده في المباراة القادمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©