السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات قصة ملهمة للتسامح والأصالة والنظر إلى المستقبل

الإمارات قصة ملهمة للتسامح والأصالة والنظر إلى المستقبل
20 فبراير 2019 03:24

حوار: حمد الكعبي

«الإمارات قصة ملهمة للتسامح والأصالة والنظر إلى المستقبل، والعلاقات بينها وبين المملكة المتحدة شراكة استراتيجية».. رسالة حملها وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أليستر بيرت، إلى الدولة، سعيداً بزيارتها، مؤكداً الترابط بين الشعبين، والتقارب في وجهات النظر حول أبرز الملفات السياسية المهمة وقضايا الاهتمام المشترك.
ورفض بيرت في حوار مع «الاتحاد» التي زار مقرها برفقة وفد إعلامي، تهديدات إيران لأمن المنطقة لاسيما تطويرها للصواريخ الباليستية ودعم ميليشيات مثل «حزب الله» و«الحوثيين»، وشدد على أن بلاده تضغط كي يتغير الأسلوب الإيراني، وقال: «كنا واضحين بموقفنا في اليمن ودعمنا للأمم المتحدة عندما وجدنا أن مصادر أسلحة الحوثيين التي استخدمت في الهجوم على السعودية، إيرانية، ودعمنا العقوبات على إيران في مجلس الأمن، ونحن على تواصل دائم مع الأصدقاء في الخليج، لتبادل وجهات النظر والعمل معاً للتصدي للخطر الإيراني». كما لفت إلى أن بريطانيا تعمل عن قرب مع الإمارات لتخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا وإرساء الاستقرار. وتحدث أيضاً عن أزمة «بريكست»، والخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، والغموض الذي يملأ المشهد الداخلي حالياً، وقال «نحن نريد الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وليس من أوروبا».

قصص ملهمة
وأكد بيرت متانة العلاقة بين بلاده والإمارات، معرباً عن تقديره الكبير للرؤية الإماراتية في كيفية النظر إلى المستقبل، ومشيداً بالقصص الملهمة التي قرأها في «عام زايد» و«عام التسامح»، ورأى أن زيارة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى الإمارات، رسمت صورة صحيحة للتسامح الإماراتي في الخارج. وقال: «الإمارات تعد شريكاً استراتيجياً لبريطانيا، والجالية البريطانية في الإمارات تصل إلى 100 ألف، بالإضافة إلى مليون زائر للسياحة ولأغراض مختلفة ما يؤكد الترابط بين الشعبين».
ورأى أن الإمارات نجحت بشكل ملفت في التناول الإعلامي لعام زايد وعام التسامح، وشرح أصالة التاريخ الإماراتي، من أين جاء، وكيف تطورت الدولة حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن. وروى أنه كانت لديه الفرصة عام 2010 للاطلاع على تاريخ الإمارات بما فيها من أصالة وقصص ملهمة وبالتالي لم يتفاجأ باستمرارها على هذا النهج في مزيد من القصص الناجحة. وأكد أن مبادرات الإمارات الداخلية في عام التسامح لها شق خارجي مهم متمثل في نقل القصص الملهمة لتوضيح صورة الإمارات المتسامحة للعالم، والتأكيد على ما تريد أن تحدثه من تغيير. مشدداً على أهمية الحضور الدولي لنقل ما يحدث في الإمارات إلى الخارج.
واعتبر أن نقص التسامح في المنطقة هو السبب الرئيسي لبعض الصعوبات والتحديات التي تواجهها. ولفت إلى أن زيارة البابا فرنسيس إلى الإمارات التي تابعها الملايين حول العالم لها أثر عالمي كبير، لأنها ساهمت في رسم صورة صحيحة للإمارات. فبينما كان لا يفرق البعض بين الدول في هذه المنطقة، استطاعت الإمارات رسم الصورة الصحيحة، لأن هذه الزيارة كانت تعبيراً عن التسامح وبالتالي توضيح الصورة الصحيحة.

خطورة إرهاب الحوثي
وأكد بيرت على خطورة تهديدات ميليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن على دول الجوار، خاصة ما يخص هجماتها على المملكة العربية السعودية. ولفت إلى أن بريطانيا تعمل بإصرار مع الأمم المتحدة لتأمين وصول المساعدات إلى اليمن، لتخفيف المعاناة الأكبر في هذه الأزمة. وثمن دعم الإمارات والسعودية لإزالة آثار المعاناة وتخفيفها عن الشعب اليمني، وكذلك المساعدات لمختلف مناطق النزاعات، وقال إنه سيكون هناك مؤتمر قريباً في جنيف وإن بلاده واثقة من الدور الكبير الذي ستلعبه كل من الإمارات والسعودية في المؤتمر.
وقال وزير الدولة البريطاني إن بلاده تدعم جهود الأمم المتحدة في اليمن الذي يواجه أسوأ أزمة غذائية في التاريخ سببها الرئيسي التمرد الحوثي، لافتاً في هذا الصدد إلى تقديم بلاده دعماً بقيمة 2.5 مليون جنيه استرليني للمساهمة في حل الأزمة الغذائية هناك، كما أكد على دعم الجهود الأممية في ليبيا وأيضاً سوريا التي رأى أن الوضع الإنساني فيها هو الأكثر مدعاة للحزن والقلق، حيث نزح نصف السكان تقريباً، وقال إن المساعدات الإنسانية البريطانية لدعم اللاجئين والنازحين السوريين في سوريا ولبنان والأردن بلغت 2.7 مليار جنيه استرليني.

وقف التهديدات الإيرانية
وأعرب بيرت عن قلق بريطانيا من السلوك الإيراني خاصة في ظل التشدد الأميركي حالياً، مؤكداً أن المملكة المتحدة تريد تغيير هذا السلوك كي يتوقف تهديد أمن المنطقة، وقال «إن بريطانيا تشارك الأميركيين وأصدقاءهم في المنطقة قلقهم ومخاوفهم تجاه إيران، وهي على دراية بما تفعله إيران من تطوير للصواريخ الباليستية ودعمها لميليشيات مثل حزب الله، والحوثيين». وشدد على أهمية عدم ترجمة دعم بريطانيا للاتفاق النووي كمؤشر على عدم قلقها من التهديدات الإيرانية للمنطقة، ولا كعدم حرص على وقف الأدوار الهدامة التي تلعبها طهران في المنطقة. وقال إن بريطانيا تستخدم نفوذها والعقوبات التي وقعتها على إيران كي لا تصبح تهديداً مرة أخرى للمنطقة، وتعمل كأداة ضغط كي يتغير الأسلوب الإيراني ولا يشكل تهديداً أمنياً على دول الجوار.
وأضاف: «نحن نتطلع أن يكون انخراطنا في المنطقة رادعاً لإيران ويقلل من احتمالية وجود صراع إقليمي في المنطقة، وكنا واضحين في موقفنا في اليمن ودعمنا للأمم المتحدة عندما وجدنا أن مصادر أسلحة الحوثيين التي استخدمت في الهجوم على السعودية من إيران ودعمنا العقوبات على إيران في تصويت مجلس الأمن، كنتيجة للتحقيق بهذا الصدد». وقال إنه في السنوات التي سبقت التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران كان الكابوس هو قدرة إيران على تصنيع السلاح النووي، وترى بلاده أن الاتفاق النووي استطاع كبح تطوير إيران لبرنامجها النووي. لكنه أكد أن بلاده على تواصل دائم مع الأصدقاء في الخليج لتبادل وجهات النظر والعمل معاً للتصدي لخطر إيران ومواجهة تهديداتها.

جهود مشتركة في سوريا
وأشار بيرت إلى أن بريطانيا تركز جهودها على دعم المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا، وقال: «نرى أن عدم تغيير نظام بشار الأسد لنهجه ودوره في المنطقة سوف يوفر أرضية لصراعات أخرى، وسيمنح فرصة للإرهابيين والمتطرفين أن يحاولوا ملء الفراغ الناتج عن هذه الصراعات، فإذا كان النظام يعتقد أنه انتصر في هذه الحرب، وأنه سوف يرجع إلى أسلوبه القديم في الحكم فهو مخطئ لأن المشكلة لم تنته مع الحرب، ويجب على أصدقاء النظام السوري أن يعملوا معاً لمنع حدوث هذه النتيجة». ولفت إلى أن بريطانيا تعمل عن قرب مع الإمارات لتخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا وإرساء الاستقرار.
وقال إن بريطانيا تتعامل بحذر مع النظام السوري، وسوف تستمر في العمل مع الإمارات في ملف إعادة الإعمار والملف الإنساني، والسبب الرئيسي لذلك أن اللاجئين في الأردن ولبنان إذا لم يشعروا بالراحة في بلدهما سوف لن يوافقوا على العودة إلى سوريا، وبالتالي سيمثلون عبئاً إضافياً على البلاد المستضيفة لهم. وأشاد بالمساعدات الإماراتية المستمرة للأردن وحرصها الدائم على تلبية احتياجاته في دعم اللاجئين، وأكد على ترحيب بريطانيا الدائم بالمساعدات الإماراتية. وقدم شكره للإمارات لدعمها مؤتمر الأردن الذي سيعقد في 28 فبراير في لندن، والذي سيتناول فرص الاستثمار ومستقبلها وتحقيق التقدم المأمول، وقال: «نثمن المشاركة الإماراتية في المؤتمر على أعلى مستوى».

«بريكست».. قراءة متعمقة
وعن أزمة «بريكست» والخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي والغموض الذي يملأ المشهد الداخلي حالياً، وكيفية الخروج من الأزمة، أوضح بيرت أن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا كانت دائماً معقدة، وأضاف «نعم، نتشارك معاً في العديد من الأحداث التاريخية، ولكن لدينا تاريخ من الصراعات مع قارة أوروبا، ونحن جغرافياً، لسنا جزءاً من القارة، نحن جزيرة منفصلة، وساهم ذلك في تشكيل الوعي البريطاني ليكون مختلفاً عن أوروبا». واعتبر أن عدم تعرض بريطانيا إلى الاحتلال أثناء الحرب العالمية الثانية يعد ظاهرة معاصرة تستحق الملاحظة، فهي الدولة الوحيدة بشكل متفرد وحصري التي لم يتم احتلالها أثناء الحرب، فيما تعرضت جميع الأجزاء الأخرى من القارة الأوروبية إلى الاحتلال وأهوال أخرى.
وأوضح أن فكرة إنشاء الاتحاد الأوروبي جاءت في الأساس لمواجهة تحدي عدم حدوث أهوال الحرب مرة أخرى، حيث أجمع القادة الأوروبيون على تشكيل مجتمع خاص بهم يساهم في منع مثل هذه الحرب مجدداً، وكانت البداية بأسباب الحرب نفسها وهي الفحم والصلب وتم التوافق على عدم امتلاك دولة بعينها لهما، وتطور هذا التجمع إلى ما أصبح اليوم بالاتحاد الأوروبي. وأكد أن أغلب المجتمع البريطاني لم يفهم هذه الفكرة الفلسفية للاتحاد، وينقصهم الرابطة العاطفية مع مشروع الاتحاد ويرون العلاقة بينهم كعلاقة نفعية متبادلة.
وأضاف أنه عبر هذه النظرة المختلفة لدور الاتحاد مع تطوره وتوسعه، شعر البريطانيون أنه ليس الكيان الذي التحقوا به للانتفاع منه، وروى كيف أن الناخبين في دائرته الانتخابية عبروا عن ضيقهم له من الاتحاد الأوروبي، مؤكدين أنه ليس هذا هو الاتحاد الذي صوتوا للانضمام له عام 1971، وبالتي أراد البريطانيون أن يعودوا إلى ترتيبات ما قبل انضمامهم إلى الاتحاد، والتي تتيح للبريطانيين حرية الحركة مع من يشاؤون بمعزل عن الاتحاد. وهذا هو قلب الموضوع. ولكنه استطرد أن الأزمة حالياً في طريقة الخروج من الاتحاد والاتفاق على كيفية الخروج، فلم يتوقع الكثيرون أن تكون بهذه الصعوبة بمن فيهم فريق الداعين إلى الخروج، وقال «نحن نريد الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وليس من أوروبا».

إكسبو 2020
وأعرب وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ختام اللقاء عن سعادته بهذه الزيارة وهذا التواصل، وبداية مشاريع جديدة مع الشركاء الاستراتيجيين في الإمارات في المستقبل. وأشاد بزيارته للإمارات وعبر عن إعجابه بمعمارها الرائع ورؤيتها للمستقبل، وقال «الإمارات تنظر إلى الأمام وتبحث عن دورها في المستقبل». وأضاف «نتطلع إلى إكسبو دبي 2020 ونشعر بالسعادة لتصميم الجناح البريطاني في المعرض».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©