الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأمن المصري يمنع هجوماً إرهابياً كبيراً في القاهرة

الأمن المصري يمنع هجوماً إرهابياً كبيراً في القاهرة
20 فبراير 2019 03:23

القاهرة (الاتحاد)

كشف مصدر أمني مصري لـ«الاتحاد» أمس عن أن تفريغ كاميرات المراقبة المنتشرة في القاهرة قاد إلى منع هجوم إرهابي كبير كان يخطط له المدعو الحسن عبدالله العراقي، الذي فجر عبوة ناسفة خلال مطاردته في منطقة الدرب الأحمر خلف الجامع الأزهر بوسط القاهرة مساء أمس الأول ما أدى إلى مقتله واستشهاد ثلاثة من رجال الأمن المصريين تم تشييع جثامينهم في جنازة عسكرية مهيبة ظهر أمس، إضافة إلى إصابة 6 آخرين بجروح، بينهم 3 مدنيين. وقال المصدر «إن الإرهابي يحمل الجنسية المصرية والفلسطينية وليس الأميركية كما تردد في عدد من وسائل الإعلام».
وكان الأمن المصري بدأ في تتبع شاب يستقل دراجة عقب إلقاء عبوة ناسفة بدائية الصنع على كمين أمني أمام مسجد في الجيزة يوم الجمعة الماضي. وأظهرت عملية تفريغ الفيديوهات من كاميرات المراقبة الأمنية، إلى جانب تفريغ كاميرات مراقبة المحال بالعاصمة، حركة شاب يستقل دراجة ويرتدي قناعاً واقياً ويحمل حقيبة ضخمة على ظهره يتنقل من منطقة الأزهر إلى مكان الهجوم على المسجد بالجيزة. وأظهرت الفيديوهات التي حصلت عليها «الاتحاد» مرور الإرهابي عبر مناطق حيوية بدراجته حاملاً الحقيبة نفسها التي كانت تحتوي على الأرجح عبوات ناسفة. وذكر المصدر الأمني لـ«الاتحاد» أنه مع تواصل عمليات تفريغ كاميرات المراقبة توصلت الأجهزة الأمنية إلى منطقة وجود الإرهابي بعد 48 ساعة فقط وتحديدها في منطقة الدرب الأحمر المزدحمة خلف الجامع الأزهر. وأضاف أن قوة أمنية توجهت إلى الحي الذي يقطنه الإرهابي المشتبه به، وخلال عملية المراقبة مساء الاثنين 18 فبراير وبالتحديد الساعة التاسعة والنصف مساءً بتوقيت القاهرة (23:30 بتوقيت أبوظبي)، خرج المشتبه به حاملاً الحقيبة نفسها واستقل دراجته فقامت قوات الأمن بمحاولة القبض عليه وفور إمساك عنصرين أمنيين به انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها ما أسفر عن مقتل الإرهابي وتحوله إلى أشلاء واستشهاد العنصرين الأمنيين فوراً وهما أمين شرطة من قطاع الأمن الوطني وأمين شرطة من مباحث القاهرة، فيما استشهد ضابط أمن ثالث برتبة مقدم متأثراً بجراحه فجراً.
وأظهرت مشاهدة لفيديو الانفجار الذي حصلت عليه «الاتحاد» أن الفارق الزمني بين القبض على الإرهابي والتفجير لا يتجاوز 10 ثوان فقط، ما يعني استعداد الإرهابي للقيام بهجوم انتحاري إلى جانب قوة التفجير التي حولته لأشلاء متناثرة، فيما نجحت إحاطة عنصري الأمن اللذين استشهدا في منع كارثة وحماية المدنيين الذين يقطنون المنطقة المزدحمة، وبينهم امرأة كانت تسير بالقرب من الإرهابي، وأصيبت في الانفجار.
وكشفت مصادر أمنية لـ«الاتحاد» أن والد الإرهابي هو عبدالله العراقي، وهو طبيب كان يملك عيادة لأمراض الباطنة في منطقة الأزهر بالقاهرة. وكان عبدالله يحمل الجنسية الفلسطينية ومعروف بانتمائه للتيار المتشدد وسافر إلى أميركا منذ نحو 20 سنة، كما أن جيران المنطقة كانوا يخافون الكشف في عيادته لأنه متشدد للغاية. وأوضحت المصادر أن الإرهابي الحسن يحمل الجنسيتين الفلسطينية والمصرية، وعندما غادر القاهرة مع والده قبل 20 عاماً تنقل في دول عدة منها فرنسا وأميركا، لذلك يرجح أنه تم تجنيده في الخارج، وعاد إلى مصر منذ نحو سنة و7 أشهر. بينما ذكر شهود عيان لـ«الاتحاد» أن الإرهابي كان يعمل في بيع أسطوانات الغاز «البوتاجاز» في بعض الأحيان عند عودته إلى القاهرة قبل أكثر من عام.
وبحسب المصادر الأمنية، فإن الإرهابي تم تجنيده في الخارج بطريقة الذئاب المنفردة، وكان ينوي استهداف منطقة الأزهر، خاصة أنها بها أكبر عدد من الطلاب الأجانب في مصر. وعثرت قوات الأمن المصرية على مخزن متفجرات بالشقة التي كان يقيم فيها الإرهابي، حيث تبين بتفتيشها وجود كميات كبيرة من المتفجرات وفوارغ قنابل ومادة «تي إن تي» شديدة الانفجار، ما يشير إلى تدبير الإرهابي هجوماً ضخماً إلى جانب استعداده الدائم للقيام بتفجير نفسه بدليل عدم مغادرته مكان إقامته دون حقيبته التي تضم عبوات ناسفة جاهزة للانفجار وهي التي استخدمها في التفجير الانتحاري مساء الاثنين.
جاء ذلك في وقت نجحت فيه قوات الأمن المصرية في القضاء على 16 إرهابياً في نطاق مدينة العريش بشمال سيناء. وبحسب بيان لوزارة الداخلية، فإن قوات الأمن رصدت بؤرتين إرهابيتين خططتا لتنفيذ سلسلة من العمليات ضد منشآت حيوية وشخصيات هامة. وداهمت قوات الأمن البؤرة الأولى في حي العبيدات، وخلال تبادل إطلاق النيران، نجحت في قتل 10 إرهابيين. وقتل خلال مداهمة البؤرة الثانية في منطقة أبوعيطة بالعريش، 6 إرهابيين وعُثر بحوزتهم على أسلحة نارية وذخائر وعبوات وأحزمة ناسفة.
وندد الأزهر الشريف، بأقسى العبارات، بإقدام إرهابي، على تفجير نفسه في الدرب الأحمر. ونوه في بيان بيقظة رجال الأمن ونجاحهم في اكتشاف وملاحقة هذا الإرهابي، مشدداً على وقوف أبناء الشعب المصري خلف مؤسسات الدولة وأجهزة الأمن في جهودها من أجل اجتثاث فلول عصابات الإرهاب من جذورها. كما دان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، بأشد العبارات التفجير الإرهابي بالدرب الأحمر، وأشاد بجهود أجهزة المعلومات بوزارة الداخلية في التوصل للخلايا الإرهابية وتفكيكها. كما دانت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بشدة الحادث الإرهابي.
وعبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية عن إدانة بلاده واستنكارها الشديدين للانفجار الذي وقع في الدرب الأحمر، وجدد رفض المملكة القاطع لهذه الأعمال الإرهابية الآثمة. كما دانت وزارة خارجية البحرين التفجير الإرهابي، مؤكدة تضامنها مع مصر في حربها ضد الإرهاب ورفضها التام لكل ما يمس أمنها واستقرارها. ودانت وزارة الخارجية اليمنية بأشد العبارات، التفجير الإرهابي، وجددت تضامن اليمن ووقوفه إلى جانب مصر في الحرب ضد الإرهاب ورفضه القاطع لهذه الأعمال الإرهابية الآثمة. كما أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين التضامن مع مصر في مواجهة الإرهاب.

خبراء أمنيون لـ «الاتحاد»: أيادي «الإخوان» وراء تفجير «الدرب الأحمر»
سادت حالة من الغضب والحزن في أوساط الشارع المصري جراء الحادث الإرهابي الذي شهدته منطقة الدرب الأحمر بوسط القاهرة، والذي أسفر عن استشهاد 3 من قوات الشرطة المصرية، فضلاً عن إصابة 6 آخرين، من بينهم مدنيون. وكشفت الجهات الأمنية في مصر عن هوية الإرهابي، ويدعى «الحسن عبدالله»، ويبلغ من العمر 37 عاماً، ويعمل والده طبيباً ويقيم مع أسرته في الولايات المتحدة الأميركية. وفي بيانها الرسمي، قالت وزارة الداخلية المصرية، إنه في إطار جهود البحث عن مرتكب واقعة إلقاء عبوة بدائية لاستهداف «قوة أمنية» أمام مسجد الاستقامة في الجيزة عقب صلاة الجمعة الماضي، أسفرت عمليات البحث والتتبع لخط سير مرتكب الواقعة عن تحديد مكان وجوده في حارة الدرديري بالدرب الأحمر.
وأضاف البيان: «حاصرت قوات الأمن المتهم، وحال ضبطه والسيطرة عليه، انفجرت إحدى العبوات الناسفة التي كانت بحوزته، ما أسفر عن مصرع الإرهابي، واستشهاد أمين شرطة من الأمن الوطني، وأمين شرطة من مباحث القاهرة، وإصابة 3 ضباط، أحدهم بالأمن الوطني، والثاني من مباحث القاهرة، والثالث من ضباط الأمن العام (استشهد واحد منهم لاحقاً)».
وأوضح الخبير الأمني، العميد خالد عكاشة، أن حادث الدرب الأحمر يحمل العديد من الدلالات، من أهمها محاولة جماعة الإخوان الإرهابية تعطيل حركة الإصلاح السياسي والاقتصادي التي تشهدها مصر حالياً، لاسيما أن الحادث جاء متزامناً مع موافقة مجلس النواب المصري على التعديلات الدستورية، والتي تستهدف المحافظة على الإنجازات التي حققتها الدولة المصرية في السنوات الخمس الماضية. كما كشف الخبير الأمني اللواء محمد صادق، مساعد وزير الداخلية الأسبق، عن أن المادة المستخدمة في عبوة حادث الدرب الأحمر الإرهابي هي المستخدمة نفسها في تفجير الأتوبيس السياحي في المريوطية منذ شهر تقريباً، الأمر الذي يؤكد محاولات الجماعات الإرهابية الإضرار بمصر سياسياً واقتصادياً وأمنياً.

السيسي: التصدي للإرهاب أخطر التحديات في العالم
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن التصدي للإرهاب والفكر المتطرف يعتبر من أخطر التحديات التي تواجه العالم بأسره وليس فقط الدول الأفريقية. وشدد خلال استقباله أمس رؤساء المحاكم الدستورية والعليا الأفارقة المشاركين في المؤتمر الثالث الذي تنظمه المحكمة الدستورية المصرية للمحاكم الدستورية والعليا الأفريقية، على أهمية مفهوم الإرادة والوعي الشعبي المشترك لتعزيز دور القانون والقضاء في دول القارة لتمكينها من التصدي بفعّالية للتحديات المشتركة مثل الإرهاب والفكر المتطرف، الأمر الذي يستوجب أن تتمكن المؤسسات القضائية من مواجهته واستحداث الأطر القانونية اللازمة للتعامل معه، أخذاً في الاعتبار ضرورة الحفاظ على حقوق الدولة ومكتسباتها. وأضاف أن مكافحة الإرهاب هي أحد أهم حقوق الإنسان، وهو الحق في الحياة ذاتها وفي الشعور بالأمان الذي بدونه تستحيل الحياة ويستحيل تحقيق التنمية والتقدم.
واستقبل السيسي أعضاء اللجنة الأميركية التي دعمت منح «ميدالية الكونجرس الذهبية» للرئيس الراحل محمد أنور السادات، وذلك بحضور رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل. وأكد خلال اللقاء أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وشدد على أن حل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام في الشرق الأوسط من شأنه أن يغير واقع المنطقة ويفتح آفاقًا واسعة لتنميتها وتطويرها وتوفير الرخاء والتقدم والأمن لجميع شعوبها. ونوه بأن السلام لكي يكون مستدامًا يجب أن يستند إلى إرادة شعبية حقيقية من جميع الأطراف المعنية، كما يجب أن يكون عادلا وشاملا ويراعي المتطلبات المشروعة للشعوب، لافتًا النظر إلى ضرورة دفع جهود التوصل لحلول سياسية للأزمات التي تموج بها المنطقة.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©