السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء لـ «الاتحاد»: مزاعم قطر بدعم السلطة الفلسطينية تؤكد ازدواجيتها

خبراء لـ «الاتحاد»: مزاعم قطر بدعم السلطة الفلسطينية تؤكد ازدواجيتها
20 فبراير 2019 00:15

أحمد شعبان (القاهرة)

أكد خبراء سياسيون أن تصريحات وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن، في مؤتمر ميونيخ للأمن حول علاقة قطر بالسلطة الفلسطينية وليس «حماس» كذب، مؤكدين أن قطر هي الحاضن الأكبر لجماعة الإخوان الإرهابية والتي تعد حركة حماس جزءاً منها، وإن هذه التصريحات ما هي إلا مناورة دولية من قطر للتغطية على جرائمها بحق الفلسطينيين، والسعي ليكون ذلك مخرجاً لأزمتها الحالية بسبب دعمها للإرهاب.
وأوضحوا في تصريحات لـ «الاتحاد» أن العلاقات القطرية الإسرائيلية تنسف كل الجهود القطرية في هذا السياق، وتهدم كل دعاوى القطريين في أنهم يساندون القضية الفلسطينية من قريب أو بعيد، وأشاروا إلى أن الازدواجية في المواقف القطرية تؤثر سلباً على الشعب الفلسطيني، باعتبار أنها تؤخر مسار العملية السلمية والمصالحة بين السلطة التنفيذية ممثلة في حركة فتح وبين حركة حماس في غزة، ويعزز حالة الانقسام في الداخل الفلسطيني.
وكان وزير الخارجية القطري قال في تصريحات في مؤتمر ميونيخ للأمن بألمانيا، بأن بلده تدعم السلطة الفلسطينية، وأن قطر لا تمول حركة حماس والتي هي مجرد مجموعة في غزة، وأن قطر تحاول وضع حد للأزمة الإنسانية في غزة.

الازدواجية في المواقف
وأكد الدكتور طه علي، باحث سياسي متخصص في الشأن الخليجي، أن الضغوط الدولية التي تواجهها قطر في الفترة الأخيرة جعلت قطر تحاول الظهور أمام المجتمع الدولي في صورة أقرب من الرؤية الدولية، فتتظاهر بأن هناك مساحة كبيرة بينها وبين حماس، على الرغم من أن قطر هي الحاضن الأكبر لجماعة الإخوان الإرهابية التي جزء منها حماس.
وأشار إلى الدور المصري الكبير في الفترة الأخيرة في المصالحة الفلسطينية والذي أثبت للعالم أن مصر على مر التاريخ هي الراعي الرسمي للقضية الفلسطينية، وأنه الوسيط الشرعي المقبول لدى جميع الشعب الفلسطيني وجميع الفصائل، وأن هذا الدور يتعارض مع رغبة قطر في القيام بدور في فلسطين. وبالتالي قطر تحاول مناكفة الدور المصري في وجود دور لها في القضية الفلسطينية، ومحاولة مزاحمة مصر في هذا الدور على الساحة العالمية، ومحاول إظهار دعمها للسلطة الفلسطينية على عكس ما تبطن دعمها لحركة حماس، مؤكداً أن العلاقات القطرية الإسرائيلية تنسف كل الجهود القطرية في هذا السياق، وتهدم كل دعاوى القطريين في أنهم يساندون القضية الفلسطينية من قريب أو بعيد.
وأشار إلى أن الازدواجية في المواقف القطرية تؤثر سلباً على الشعب الفلسطيني، باعتبار أنها يؤخر مسار العملية السلمية والمصالحة بين السلطة التنفيذية ممثلة في حركة فتح وبين حركة حماس في غزة، وتعزز حالة الانقسام في الداخل الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، وتؤثر على الدور المصري في إجراء عمليات المصالحة بين هذه الأطراف، مؤكداً أن الدور المصري باعتباره راعي العملية السلمية والمصالحة بين جميع الأطراف، يدرك مثل هذه المناكفات التي تقوم بها قطر، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يدركون أنفسهم أن أي مصالحة لن تتم إلا في القاهرة، وأن السلطة الفلسطينية تدرك تماماً أن تصريحات وزير الخارجية القطري إنما جاءت في إطار المناورة، مؤكداً أن قطر لن تساعد السلطة الفلسطينية على حساب حماس لأن من يحكم قطر في المقام الأول جماعة الإخوان الإرهابية التي تعتبر حماس فصيلاً وجزءاً منها.

أدوار متناقضة
ومن جانبه رفض الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية القطري في ميونيخ حول تعامل قطر مع السلطة الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد، مؤكداً كذب هذه التصريحات لأن الجميع يعلم علاقة قطر القوية بحماس وأن قطر تأوي وتستضيف قادة حماس على أرضها، مشيراً إلى أن العلاقة القوية بين قطر وإسرائيل على مر السنوات الماضية تفضح وتكذب مزاعم قطر في دعمها للقضية الفلسطينية، وأن هذه المزاعم القطرية ناتجة عن الازدواجية في الدبلوماسية التي تمارسها قطر، لأن علاقة قطر بفلسطين تكمن في العلاقة مع حركة حماس فقط.
أكد أن قطر تمارس أدواراً متناقضة في العلن وتخفي علاقاتها المشبوهة بحماس من خلال التمويل الذي ترسله إلى قادة حماس عن طريق سفيرها في فلسطين محمد العمادي الذي يزور حماس كل فترة بالتنسيق مع قوات الاحتلال الإسرائيلي تحت ستار «المساعدات الإنسانية»، وهذا باعتراف أمير قطر تميم من قبل الذي أكد على أن علاقة قطر بإسرائيل جيدة.
وأكد أن قطر تقيم علاقات جيدة مع حماس، وأن أمير قطر السابق حمد بن خليفة قام في عام 2012 بزيارة لقطاع غزة وقدم 500 مليون دولار منحاً خصصت لبناء 3 آلاف وحدة سكنية تحت مسمى مشروع مدينة حمد، بالإضافة لإنشاء مركز للتأهيل. مؤكداً أن هذه الزيارة وغيرها من الأموال التي تدفع لقادة حماس، أتت بأثر سلبي على الجانب الفلسطيني الداخلي، حيث كرست للانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، وخدمت المخطط الإسرائيلي لجعل الشقاق الفلسطيني مؤسساتياً عن طريق وضع الدعائم الدبلوماسية لكيان فلسطيني يقتصر على قطاع غزة.
وأكد أن ما صرح به وزير الخارجية القطري في ميونيخ يؤكد على مواقف قطر المتناقضة، وأن ما يصرح به المسؤولون القطريون في المحافل الدولية عكس ما يقوم به النظام القطري على أرض الواقع، وذلك لتجميل صورة قطر في العالم الخارجي، خاصة بعد اتهامها بدعم وتمويل وإيواء الجماعات والتنظيمات الإرهابية على أرضها وفي الدول الأخرى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©