الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطاعة أم الحب

26 نوفمبر 2015 21:09
* أنا شاب متوسط الحال أعجبت بفتاة محترمة ومحجبة، وكلمت والدي وأبدى إعجابه وسعادته لكوني أفكر بالزواج، وذهبت أولاً لمحادثة أهلها بشكل فردي، وفوجئت بأن والدتها منفصلة عن والدها منذ فترة طويلة، وعندما سألت عن السبب وجدت أنه عادي ولا عيب فيه، ولكني فوجئت عند محادثة أهلي برفضهم بشدة، وخصوصاً والدي فشرحت له أن الانفصال ليس عقبة ولا نهاية الطريق، ولكن الجدال استمر بيني وبين والدي إلى أن اتخذت قراراً بعدم الزواج إلا من هذه الفتاة لأنني وجدت فيها كل الصفات التي تناسبني وأبحث عنها. بعد فترة عدت وفاتحت أبي بالموضوع ثانية، ولكنه رفض وهددني وخاصمني، وفكرت أن أقاطع والدي، وأن أبقي على إصراري. ماذا أفعل.. هل أبي له الحق في حرماني من الزواج من الفتاة التي اخترتها لمجرد انفصال والدتها، مع العلم أن البنت محجبة ومتدينة بلا تشدد، وأعجبني فيها أخلاقها والتزامها، وأشعر أن أبي يحطمني نفسياً برفضه زواجي منها. ** الإقدام على مخالفة الأهل، أو معاداتهم، أو مقاطعتهم، فضلاً عن كونه من كبائر الذنوب، فهو أيضاً محفوف بالمخاطر الدنيويَّة؛ كما يشهدُ به الواقعُ، فكم واحد خرَج عن كنفِ أهله وطوْعِهم، أو تزوَّجَ بغير رضاهم ورغْبَتهم، فحدَث ما لَم تحسنْ عُقباه، ولَم يَجْنِ إلا الخَسارة! لذا أُوصيكَ بمُعاودَة السعي لإقناع الوالد، ولتستعِن بكل مَن له تأثيرٌ عليه، ما دامت الفتاة على تلك الدرجة من الإيمان والصلاح، فابذُل جُهْدَك في إقناع والدك، وتودد إليه، وأحْسِن التعامُل معه، وأَلِنْ له القول، وذَكِّره بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (تُنْكَحُ المرأة لأربع: لمالها، ولحَسَبها، ولجمالها، ولدينها؛ فاظفرْ بذات الدين، تَرِبَت يداك))؛ رواه البخاري ومسلم. فإن لَم تنجحْ في إقناعه بذلك، فالأوْلَى تركُها؛ التماسًا لرضاه؛ لأنَّ رضا الربِّ في رضا الوالدين، وسَخَطَه في سَخَطِهما، وتذَكَّرْ أنه لَم يأْمُرْك بإثمٍ، ولا قطيعة رحمٍ، ولا بفعْل مُنْكرٍ نَهَى الله - تعالى – عنه؛ بل غاية أمره لك ترْك الزواج من امرأة معيّنة؛ لانفصال والديها، والظاهر أنه يَخشى من تأثير ذلك نفسياً واجتماعياً وأُسرياً سَلبًا على الفتاة، والزواج بتلك الفتاة بعينها غير واجب قطعاً، وطاعة الوالدين في المعروف واجبة قطعاً، والواجب مقدَّم على غير الواجب، هذا إذا كان الزواج بها مُباحاً، أو مستحباً فمن البِرِّ الواجب أن يتركَ المرءُ المستحبَّ؛ بِرًّا بأَبَويه. تهاني التري استشارية علاقات أسرية وتربوية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©