الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحرب على الإرهاب

22 نوفمبر 2015 22:50
لا يجب أن تنسينا الأيام أن أميركا هي التي اخترعت فكرة «الحرب على الإرهاب» عقب هجمات 11 سبتمبر، فزعزعت أركان أفغانستان والعراق، ثم اخترعت مصطلح «الربيع العربي» لتمتد يدها ويد حلفائها إلى سوريا وليبيا، وبين الاختراعين روعت المنطقة العربية بأسرها بتفجيرات وأحداث دموية، وخرج من رحم الحرب على الإرهاب والربيع العربي جنين مشوه يدعى «داعش»، عجزت أمامه أميركا وأوروبا اللتان قوضتا العديد من أنظمة دول المنطقة بحق وبدون حق. منذ سنوات طويلة يقف الوطن العربي أمام عصابات الإرهاب التي أطلقها الغرب علينا، ففي مصر لا تزال الشيخ زويد ورفح والعريش ساحات حرب يخوضها رجال القوات المسلحة المصرية ببسالة لدرء خطر الجماعات المتطرفة، وتلك الحرب المستمرة منذ 4 سنوات سقط خلالها مئات الشهداء من رجال الجيش والشرطة والمواطنين المصريين. أما لبنان الذي يبحث عن رئيس منذ عام ونصف العام فهو يدفع ضريبة الربيع العربي من اقتصاده واستقراره، ويدخل الآن دائرة التفجيرات الإرهابية التي نسيها منذ سنوات طويلة، وفي السعودية والكويت كان الإرهاب محاولة لشق الصف باستهداف مساجد الشيعة، ولكن وحدة الشعبين السعودي والكويتي وحكمة القيادتين كانت ترى أبعاد المؤامرة ونجحت في تجاوز الأزمة. لقد عانت المنطقة طويلاً من ذلك الإرهاب الذي انطلق في العراق وسوريا وليبيا وتونس ومصر واليمن ولبنان والسعودية والكويت والبحرين، تصديقاً لكل هذه الأحداث وتحملناها، ورغم أن العالم الغربي لم يتعاطف مع شهداء العرب في سيناء وبيروت والكويت وأبها، فإننا نتعاطف ونشارك باريس عاصمة الحرية والإخاء الأحزان في ضحايا الليلة الإرهابية، ونتساءل متى يتبنى الغرب استراتيجية جديدة يمحو من خلالها خطيئتي «الحرب على الإرهاب» و«الربيع العربي»، وفتح آفاق التعاون الدولي لتجفيف منابع الإرهاب ومطاردة واعتقال الإرهابيين الذين وجدوا في الغرب واحة الأمان لهم وكأن هناك فرقاً بين إرهابي معتدل وإرهابي متطرف، إن العالم في حاجة ماسة لفكر جديد وأسلوب تعاون مختلف للقضاء على الإرهاب الذي ارتد إلى صانعيه مهدداً العالم كله دون تمييز. يوسف أشرف - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©