واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس قمع الفلسطينيين وتخريب ممتلكاتهم، غداة مصادقة الحكومة الإسرائيلية على بناء وتطوير عشرات المستوطنات في الضفة الغربية.
وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية أقرت خلال اجتماعها الأُسبوعي أمس الأول خطة لبناء وتطوير 70 مستوطنة في الضفة الغربية، 57 منها واقعة خارج نطاق جدار جدار الفصل العنصري الإسرائيلي هناك، وهي ضمن قائمة تشمل 557 مستوطنة نشرها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ونقلت عن مسؤول إسرائيلي حضر الجلسة قوله “من الصعب تغيير القائمة لأسباب سياسية ولكن من الواضح أننا ندرك الحساسيات عند مناقشة تجمعات تحيط بالخط الأخضر. لقد تم أعداد هذه القائمة على أساس الحاجة ولكن سيتم تطبيقها تدريجياً حسب أجندة إسرائيل الدبلوماسية”.
واستنكرت مسؤولة ملف الاستيطان في حركة “السلام الآن” الإسرائيلية المعارضة حاجيت عفران خطة التوسع الاستيطاني الجديدة. وقالت لإذاعة فلسطين “ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من توسع استيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية ضد مصلحة إسرائيل وعملية السلام في المنطقة”. وأضافت “على الجمهور الإسرائيلي أن يعرف حقيقة حكومة نيتنياهو التي تتحدث عن السلام مع الفلسطينيين وتعرقل جهود السلام بممارساتها على الأرض “.
وذكرت أيضاً أن اعتداءات الجيش الإسرائيلي على الفلسطينيين غير أخلاقية ووحشية. وأوضحت “نحن في حركة السلام الآن نرغب في أن تكون إسرائيل دولة غير محتلة وأخلاقية، لأننا نحب يهوديتنا في إسرائيل ولأن من واجب الدول المحتلة حماية من يقع تحت سيطرتها”.
لكن رئيس مجلس مستوطنات غور الأردن المدعو ديفيد لحياني أبدى سعادته الغامرة لوجود مستوطنات في المنطقة ضمن القائمة، وأعلن استعداده لبناء 150 منزلاً جديداً هناك.
ميدانياً هدمت قوات إسرائيلية منزلاً متنقلاً في بلدة بيت حنينا شمال شرق القدس الشرقية. وقال صاحب المنزل المهدوم محمد سمارة في تصريح صحفي إن جيرانه تصدوا لأفراد شرطة الاحتلال وتعاركوا معهم بالأيدي، فتم اعتقال ثلاثة منهم.
وأصبح المقدسيون يستخدمون بيوتا منقولة (كرافانات) ذات عجلات للعيش فيها لعدم منح البلدية الإسرائيلية في القدس المحتلة تراخيص بناء لهم.
كما هدمت قوات الاحتلال إحدى غرف منزل مقدسي اسمه محمد جمال حسونة وسور المنزل في بلدة شعفاط شمال القدس الشرقية بدعوى إضافة بناء غير مرخص. وهدمت سلطات ما تُسمى “دائرة أراضي إسرائيل”خمسة مبانٍ في عدد من مناطق النقب جنوبي فلسطين المحتلة بالدعوى ذاتها.
وذكر منسق “الحملة الوطنية لمناهضة الجدار” في قرية نزلة زيد جنوب غرب جنين، عبد الرؤوف بري، أن مستوطناً يُدعى إيلي معلم جرف مزرعة له ولأقاربه داخل الجدار منذ أسبوع وزرعها بأشجار زيتون وسيجها، زاعماً أنه استأجرها من الحكومة الإسرائيلية. وأوضح أنهم لم يتمكنوا من فلاحتها منذ بناء الجدار بسبب عدم حصولهم على تصاريح إسرائيلية للدخول إليها.
وصرح المتحدث باسم “اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان” في بلدة بيت أُمَّر شمال الخليل، محمد عياد عوض، بأن قوات الاحتلال اقتحمت منازل في البلدة، واعتقلت الشبان حمزة يوسف محمد عوض (17 عاماً)، ومؤيد جواد سليمان بحر (17عاماً)، ومعاذ جمال محمود علقم (18 عاماً).
وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن القوات الإسرائيلية اعتقلت 14 فلسطينياً في أنحاء الضفة الغربية، بدعوى أنهم “مطلوبون”، وأحالتهم إلى “الجهات الأمنية المختصة” للتحقيق معهم.
وفي شأن عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المجمدة بسبب الاستيطان، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه في تصريح صحفي إن اللجنة المركزية لحركة “فتح” أكدت خلال اجتماعها برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله مساء أمس الأول، وجوب وقف الاستيطان وقبول مبدأ “حل الدولتين” على حدود عام 1967 من أجل استئناف المفاوضات المباشرة. وأضاف أنها قررت استمرار عقد الاجتماعات لمتابعة تطورات الأوضاع في الايام المقبلة.
وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة في عمان الليلة قبل الماضية “إن ألمانيا تدعم جهود الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وآخرها المبادرة الأردنية لمحاولة إحياء مفاوضات جادة وفاعلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”. وأضاف “لا بديل عن المفاوضات لتحقيق حل الدولتين، ولهذا من الضروري أن يظل الطرفان على مائدة التفاوض وأن يتفقا على تدابير بناء الثقة”.
عدد اليوم
