عدد اليوم
منى الحمودي (أبوظبي)
قال حمد سالم العامري، المدير التنفيذي لتطوير الأعمال في شركة الإمارات للصناعات العسكرية «إديك»: «إن الكوادر المواطنة العاملة في شركة (كراكال) تشكل ما نسبته 30% من العاملين، وتبلغ نسبة الإناث منها 40%، يعملون في مجال تصميم وتصنيع وتجميع واختبار الأسلحة في الشركة».
وأكد العامري أن مشاركة الكوادر المواطنة تعد مطلباً مهماً في ظل التطور الذي يشهده قطاع الصناعات الدفاعية في دولة الإمارات، وأن هناك خطة لمضاعفة هذه النسب إلى ما فوق 50%، من خلال الخطة الاستراتيجية الشاملة للشركة، وفق منهج مدروس، للوصول إلى النتائج المرجوة لإعداد قوى عاملة إماراتية متميزة وذات كفاءة في مجال الصناعات الدفاعية.
وأوضح العامري أن «كراكال الدولية» هي الشركة الرائدة والوحيدة المصنعة للمعدات ومنتجات الأسلحة الخفيفة والبنادق الرشاشة والبنادق الهجومية وبنادق القناصة في منطقة الشرق الأوسط. وتدير «إديك كراكال» التي مقرها الإمارات، الأفرع التابعة لها في الولايات المتحدة الأميركية، وألمانيا متمثلة بشركة «ميركل»، وكراكال الجزائر في شمال أفريقيا.
وقال: «حققت الصناعات الوطنية في مجال الدفاع قفزة كبيرة في السنوات الأخيرة، وأصبحت منافساً حقيقياً مع نظيراتها على المستوى العالمي، ونحن فخورون بما تحقق على أرض الواقع من إنجازات لشركة (كراكال)، والتي رسمت موقعها في خريطة سوق صناعة الأسلحة على الصعيدين المحلي والدولي منذ 12 عاماً، أي منذ افتتاحها عام 2007».
وأضاف: «تحظى الصناعات الدفاعية في دولة الإمارات بدعم لا محدود من جانب القيادة الرشيدة، وذلك بتوفير كل أوجه الدعم للنهوض بالصناعات الدفاعية الوطنية، لتواكب كل ما هو حديث في هذا المجال، مع التركيز على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي أحدثت طفرة غير مسبوقة في هذه الصناعات، حيث تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز القدرات وتسريع العمليات، وتوفير تقنيات الجيل القادم، مثل الطباعة بالأبعاد الرباعية والروبوتات».
وأشار إلى أن منتجات «كراكال» تشمل حالياً، مسدسات بالحجم الكامل والمدمج، وبنادق كاربين من عيار 9 ملم، وبنادق القناصة من مختلف العيارات، وتتمتع جميع منتجات كراكال بميزات إضافية، مثل خاصية الإغلاق الأوتوماتيكي، وحامل الأقسام التكتيكي، والأنظمة البصرية الخاصة. كما توفر «كراكال» خدمات متكاملة لصيانة الأسلحة، والتدريب الأساسي والمتقدم على الرماية التكتيكية، لضمان تلبية احتياجات عملائها، موضحاً أن كل مرحلة من مراحل عملية التصنيع تُقيّم وتقاس، وفقاً لمعايير حلف شمال الأطلسي المُعترف بها دولياً.
وذكر أن «كراكال» تضم مجموعة من خبراء صناعة الأسلحة، بدءاً من التصميم إلى التصنيع، ومن المبيعات وصولاً إلى تدريب المشغل، ويمكّن هذا الفريق العالمي الشركة من العمل بطريقة مهنية وفعالة، والعمل جنباً إلى جنب مع جيل جديد من ذوي الخبرات المواطنة بالإمارات، مؤكداً التزام «كراكال» بتطبيق المعايير الدولية للسلامة والجودة، باستخدام أفضل طرق التصنيع الحديثة.
ولفت إلى أن الصناعات الدفاعية تتقدم بوتيرة متسارعة، وهناك تحديات في هذا السوق العالمي، حيث تعمل «كراكال» على تحقيق كل ما يمكنه رفع مستوى الصناعات الوطنية الدفاعية، وبناء سمعة حسنة في الأسواق العالمية.
وذكر العامري أن «كراكال» لديها منتجات دفاعية، تعتبر الأفضل على مستوى العالم، وحازت الشركة عقوداً عالمية، منها عقد الجيش الألماني لبندقية القناصة من عيار (338) ملم. واستطاعت الشركة خلال العامين الماضيين بيع أكثر من 80 ألف قطعة سلاح لمختلف الأسواق، منها السوق المحلي والخليجي، بالإضافة إلى طموح الشركة في التوسع بالسوق الآسيوي، من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات في بعض الدول، مثل الهند، كوريا الجنوبية، إندونيسيا وماليزيا، منوهاً بتميز خط الإنتاج لشركة «كراكال» في مجال صناعة الأسلحة وتصدير صناعتها، حيث مكنها ذلك من أن تكون في صفوف التنافسية العالمية في هذا المجال من الصناعات.
وقال: «تحرص (كراكال) على تحقيق التميز والجودة المضاعفة والسعر المناسب في منتجاتها، بالإضافة إلى الدقة والثقة والمسؤولية لخدمة العملاء في أنحاء العالم كافة»، مضيفاً: «إنها تعمل بشكل مستمر على زيادة ثقة عملائها إقليمياً ودولياً، وذلك بتطوير منتجات جديدة، والتركيز على أعمال البحوث والتطوير، وصولاً إلى أعلى توقعاتهم، ويتحقق ذلك من خلال الاستعانة بأفضل الخبرات العالمية في مختلف المجالات العملية، وإشراك العملاء في تطوير المنتجات».
وتابع: «بصفتنا شركة متخصصة منتجة للأسلحة الصغيرة، ندرك قيمة خدمة العملاء، وبالتالي نقدم سبل الدعم كافة ما بعد البيع لجميع أسلحة (كراكال)، لأي مستخدم سواء للأفراد والمدنيين أو عقود المجموعات، حيث نقدم الدعم الفني الكامل لصيانة أنظمة الأسلحة وإصلاحها، جنباً إلى جنب مع خبير الأسلحة المعتمد والمسؤول الأساسي عن التدريب المتقدم من قسم كراكال التكتيكي المخصص للتدريب». موضحاً أن «كراكال» لديها فريق متخصص من الموظفين الذين يستطيعون السفر لجميع أنحاء العالم، لدعم الاحتياجات التقنية لخدمات ما بعد البيع.
وأكد العامري الحرص على المشاركة في معارض الدفاع المحلية والإقليمية والعالمية، لعرض القدرات التصنيعية لدولة الإمارات في المجال الدفاعي بشكل عام وتصنيع الأسلحة بشكل خاص، حيث تعكس المشاركات مدى تقدم الإمارات لتصبح مركزاً للدفاع والتصنيع الاستراتيجي في منطقة الخليج، والتي تدعم بشكل موازٍ المتطلبات الأساسية لإنشاء قاعدة صناعية قوية للدفاع عن الإمارات، لافتاً إلى أن «كراكال» تتبنى فلسفة اللاحدود في إدارة أعمالها، ويعكس ذلك رؤيتها فيما يتعلق بخدمة العملاء والتقدم التكنولوجي.
وأشار إلى أن دولة الإمارات توفر البيئة الإيجابية لاستقطاب الخبرات العالمية، وبحكم القوى الناعمة التي تمتلكها، والبيئة الجاذبة، والبنية التحتية، والسمعة الحسنة، فإن هذه الخبرات جعلت من دولة الإمارات مقصداً لها في مختلف الأوقات والفعاليات، كما استطاعت الإمارات أن تستقطب رؤوس أموال ضخمة من القطاعين الحكومي والخاص في مجال الصناعات الدفاعية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن وجود كبريات الشركات الدفاعية، وأقوى الخبراء على أرض الإمارات، دليل واضح على أن دولة الإمارات استطاعت خلال فترة قصيرة أن ترسم موقعها على خريطة الصناعات الدفاعية العالمية. منوهاً بأن ذلك يساهم في احتكاك الشركات الوطنية بالخبرات والتطورات التقنية العالمية في هذا المجال، وفرصة للتعرف إلى إمكانات وقدرات دولة الإمارات، وبناء شراكات، ما ينعكس إيجاباً على الصناعات الدفاعية الوطنية.
بندقية «سلطان»
وذكر حمد العامري أن أكثر المنتجات التي تم تصنيعها هي «بندقية سلطان»، وتم توريد أكثر من 80 ألف بندقية للقوات المسلحة الإماراتية، بالإضافة إلى كميات من النوع نفسه لبعض الدول الخليجية، حيث تعتز «إديك كراكال» بأن تطلق على البندقية إماراتية الصنع اسم «بندقية سلطان»، تيمناً باسم الشهيد العقيد الركن سلطان محمد بن هويدن الكتبي الذي استشهد في اليمن، وتقديراً لما قدمه جنود الإمارات البواسل في ميدان الشرف خلال العمليات العسكرية لاستعادة الشرعية في اليمن، لافتاً إلى أن البندقية تعتبر دافعاً للجنود المستخدمين لها حالياً، عند رؤيتهم لشعار «سلطان» أثناء استخدامها.
