الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شما المزروعي: شبابنا قادر على تحقيق «رؤية الخمسين»

شما المزروعي: شبابنا قادر على تحقيق «رؤية الخمسين»
19 فبراير 2020 00:01

هناء الحمادي (أبوظبي)

حين تنبع الثقة بقدرة الشباب على تحقيق «رؤية الخمسين» من شخصية ترأس أعلى سلطة تنفيذية معنية بهم، فإن لذلك وقعاً مختلفاً، حيث قالت معالي شما المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب لـ«الاتحاد»: «نحن على ثقة تامة بأن شبابنا على قدر المسؤولية من خلال توظيف طاقاته وقدراته الإبداعية للوصول إلى المكانة الرائدة التي تضع الإمارات في المراتب الأولى عالمياً في جميع المجالات خلال الخمسين عاماً المقبلة».

تؤكد المزروعي أن «إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن أكبر استراتيجية وطنية للعام الجديد، ليكون عام 2020، عام الاستعداد للخمسين، شحن الهمم وغذاها بروح التحدي والإصرار، التي يتسم بها شعب الإمارات»، مشيرة إلى أن «الاستعداد باكراً لإطلاق قفزات في الاقتصاد، والتعليم، والبنية التحتية، والصحة، والإعلام دليل على رؤية القيادة الثاقبة التي ستزداد فيها التنافسية العالمية في المستقبل».
روح التحديوحتما فإن المزروعي، التي حملت لقب أصغر وزيرة في العالم حين عينت في عام 2016، مدركة لحجم المسؤولية الملقاة على عاتق الشباب لإنجاز تحولات جذرية تتماشى مع تطلعات الدولة الرامية لحجز موقع متقدم بين الدول على جميع الصُعد.
وتقول إن «تمكين الشباب وتطوير قدراتهم والاستفادة من طاقاتهم ومهاراتهم نهج راسخ في دولة الإمارات، أرسى دعائمه الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى جانب أنها أولوية رئيسة في توجيهات القيادة الرشيدة التي تؤمن بأن الشباب هم بناة المستقبل، وصناع غد أفضل»، معتبرة أن استحداث منصب وزير للشباب في عام 2016، وإنشاء مجلس الإمارات للشباب، تتويج لهذا الاهتمام وانعكاس لدور الشباب الحيوي والفعال في مسيرة التقدم والازدهار لتكون منصة للتواصل المباشر والمستمر مع هذه الفئة التي تشكل 50% من إجمالي السكان».

وجهة مفضلة
ولم تصبح دولة الإمارات وجهة مفضلة للشباب وقادة المستقبل من فراغ بل نتاج النموذج المحلي الناجح، وتقول المزروعي «هذا ليس تقييماً بقدر ما هو حقيقة عكستها دراسات واستطلاعات رأي تجرى سنوياً على مستوى المنطقة، فالنموذج الإماراتي في تمكين وتأهيل أجيال من قادة المستقبل، مع توفير المقومات كافة التي تتيح لهم إثبات أنفسهم من خلال التوظيف الأمثل لطاقاتهم الإبداعية للمساهمة في إحداث التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم، جعل الإمارات وجهة تحظى باهتمام شريحة واسعة من شباب العالم، ونموذجاً يحتذى به في توفير حاضنات لابتكاراتهم».
وتوضح: «الإمارات من أوائل الدول التي كرست جل اهتمامها للشباب المواطن، باعتباره صانع التنمية، وباني النهضة، ووضعت أسساً ثابتة لبناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة في المجالات كلها، وعلى الصعد كافة، وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، وبذلك أصبحت دولتنا الغالية مثالاً يحتذى به في العالم». وأكدت أن «اعتماد مجلس الوزراء قراراً بإشراك الشباب الإماراتي في مجالس إدارة الهيئات والمؤسسات والشركات الحكومية، يهدف إلى إيصال صوت الشباب وأفكارهم ومقترحاتهم في تطوير العمل الحكومي». وزادت: «نحن فخورون بالمكانة الرائدة التي يحظى بها الشباب الإماراتي، والذي بات نموذجاً يحتذى به في الريادة، ومثالاً في التمكين والمشاركة الإيجابية في دفع مسيرة التنمية للوصول إلى تحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة وطموحات شعبنا في التربع على المراكز الأولى عالمياً على المستويات كافة، وفي شتى المجالات».

خطة وطنية
وتلا فصل قطاعي الشباب عن الرياضة، صدور قرار إنشاء «المؤسسة الاتحادية للشباب» برئاسة المزروعي، والتي تعمل على وضع أجندة سنوية للأنشطة والفعاليات الشبابية في الدولة، والتنسيق مع مجالس الشباب المحلية في مختلف إمارات الدولة لضمان توافق أهداف وخطط وأنشطة تلك المجالس مع الخطط العامة للدولة في مجال الشباب، إلى جانب إنشاء المراكز الشبابية في الدولة وإدارتها وتنظيم الفعاليات فيها، وكذلك إنشاء قاعدة بيانات للمجالس الشبابية وتوثيق بياناتها وأنشطتها بالتنسيق مع تلك المجالس.
في السياق ذاتها، قالت معاليها «نعمل في المؤسسة الاتحادية للشباب وفق خطة وطنية منبثقة عن الأجندة الوطنية للشباب التي جرى وضعها بعد دراسات مكثفة تم خلالها جمع المعلومات من إحصاءات وآراء الشباب، بهدف توصيل صوت الشباب بشكل مباشر إلى القطاعات الحكومية كافة». وأكدت أن الإمارات استطاعت بناء نموذج شبابي عالمي متمسك بهويته الوطنية ومنفتح على الثقافات، قادر على تمثيل قيم الدولة الأصيلة وثقافتها وتجربتها الحضارية في التسامح والتعايش وبناء الإنسان وتمكين الشباب، وعليه أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «المبادرة العالمية لشباب الإمارات» التي تشرف على تنفيذها «المؤسسة الاتحادية للشباب»، لتفعيل دور شباب الإمارات عالمياً في تحقيق الريادة وصناعة السمعة الطيبة، ومد جسور التواصل الإنساني والمعرفي والعلمي بين شباب الإمارات والعالم، واستعراض سياسات الإمارات في تمكينهم.

نجاح كبير
ولاقت المبادرات التي نظمتها «المؤسسة الاتحادية للشباب» نجاحاً كبيراً. إلى ذلك، قالت المزروعي «تمكنا على مدار السنوات الماضية من تنفيذ مبادرات ومشروعات نوعية تمكن الشباب الإماراتي في عدد من المجالات بالتعاون مع شركاء استراتيجيين من جهات حكومية وخاصة استثمرت في الشباب»، مضيفة «أطلقنا مبادرة «أثر» لقياس فاعلية المؤسسة الاتحادية للشباب ومبادراتها ومدى تفاعلها مع الشباب للاستفادة القصوى مما يقدمه المسؤولون والخبراء ضمن مختلف المبادرات».
وأضافت: «تحدد الأجندة الوطنية برنامج عمل واسع النطاق يركز على مؤشر الأداء الوطني في جميع القطاعات»، مشيرة إلى أنه للمرة الأولى على مستوى العالم يتم تطوير أجندة من الشباب وإلى الشباب. وأوضحت أن «مراعاة المنظور الشبابي محور أساسي ترتكز عليه الأجندة الوطنية لدولة الإمارات، من خلال تصميم مبادرات وبرامج للوصول إلى نطاق عالمي، لتقديم الشاب الإماراتي كنموذج رائد لشباب العالم»، موضحة أن «تنفيذ الأجندة يتم من خلال مجموعة من الأهداف ومؤشرات الأداء الرئيسة بعيدة المدى، لقياس نتائج الأداء في الأولويات الوطنية، كما تعمل على مقارنة مرتبة دولة الإمارات في المؤشرات الدولية مع دول العالم، لجميع الجهات المعنية بخدمة قطاع الشباب في المجتمع. وتحظى هذه المؤشرات بمتابعة دورية من قبل القيادة الحكومية لضمان تحقيق أهدافها بحلول عام 2021».

أبعاد عالمية
حول مرتكزات المبادرة العالمية لشباب الإمارات، أوضحت معالي شما المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب، أنها تقوم على مبادرات ونشاطات عدة، تشمل عقد «ملتقيات لشباب الإمارات حول العالم» لاستعراض التوجهات العالمية وأفضل الممارسات، ودور الشباب في تعزيز تنافسية الإمارات عالمياً، بالإضافة إلى مبادرة «التدريب المهني» لشباب الإمارات في كبريات الشركات العالمية لاكتساب الخبرة، وبناء جيل مطلع على أهم القطاعات عالمياً، و«المشاركات والاحتفاء العالمي» و«برنامج التبادل العلمي والثقافي»، إلى جانب «الترويج العالمي لتجربة شباب الإمارات»، و«المجالس العالمية لشباب الإمارات» تعمل على تعزيز مشاركة المبتعث الإماراتي من خلال إنشاء منصة تمثيلية لجميع شباب الإمارات المبتعثين تحت إشراف وإدارة سفارات الإمارات ومجلس الإمارات للشباب، ومنها تم إطلاق المجلس العالمي لشباب الإمارات في الولايات المتحدة الأميركية، والمجلس العالمي لشباب الإمارات في المملكة المتحدة.

خطوة تاريخية
اعتبرت معالي شما المزروعي، وزيرة الدولة لشؤون الشباب، أن تأسيس «المدرسة المهنية لشباب الإمارات» خطوة تاريخية ستغير شكل الاحتراف المهني لآلاف الشباب في دولة الإمارات نحو تحقيق طموحاتهم واستكشاف مواهبهم، فهي توفّر لهم دراسات مهنية مجانية متقدمة في مختلف القطاعات، بالاستعانة بخبراء ومحترفين، وصولاً إلى تقديم تجربة تعليمية تنفيذية متميزة، ولفتت إلى أن المدرسة تستثمر وقت الشباب في التعليم المستمّر، وتعدّهم لسوق العمل.
وعن «الأكاديمية الصيفية لشباب الإمارات»، قالت، إنها تعد أضخم مبادرة صيفية تشارك فيها مختلف مؤسسات عالمية في تقديم دورات تدريبية، وورش عمل، ومنافسات حول مختلف الهوايات، معتبرة أنها فرصة مثالية لاستغلال فترة الصيف في بناء القدرات، وإتمام دورات تثري رصيد المعرفة والخبرة لدى الشباب.

قائدة حراك التغيير
في العام 2018، وضع موقع «سي إن بي سي» الإخباري الأميركي، معالي شما المزروعي، على قائمة ضمت 7 شخصيات نسائية من العالم، دون الـ23 عاماً، ممن يقدن حراك التغيير العالمي.

سيرة حافلة
تحمل معالي شما المزروعي شهادة الماجستير في السياسات العامة مع مرتبة الشرف من جامعة «أكسفورد»، وهي أول طالبة مواطنة تفوز بمنحة «رودز للقيادات الشابة في العمل الحكومي»، وحاصلة على دبلوم متقدم في الشراكات متعددة القطاعات من جامعة نيويورك، وعلى شهادة البكالوريوس في الاقتصاد مع مرتبة الشرف العليا من جامعة نيويورك.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©