عدد اليوم
لكبيرة التونسي (التونسي)
لا يمثل «إكسبو 2020» الحدث الأروع في العالم فقط، فهو يطرح نفسه منصة لإيجاد حلول لإنقاذ كوكب الأرض من مخاطر تهدده، إلى جانب دوره في تسريع جهود تصونه، عبر جناح الاستدامة «تيرا»، المصمم ليكون استهلاكه من الطاقة منعدماً.
إلى ذلك، تقول منى إبراهيم آل علي، مدير أول، جناح الاستدامة، إكسبو 2020 دبي، إن «تيرا»، والتي تعني الأرض باللاتينية، من تجارب المعرض المميزة، التي ستأخذ الزوار في رحلة عاطفية عبر عجائب العالم الطبيعي، وتلهمهم لصنع مستقبل أفضل وأكثر استدامة، مشيرة إلى أن الجناح يتبنى أعلى المعايير العالمية في مجال المباني المستدامة، ولا سيما أنه يعتبر من بين قلة من المباني في العالم الحاصلة على شهادة، Platin LEED للمباني المستدامة، والتي تعد أرقى اعتماد دولي في مجال العمارة المستدامة.
وتؤكد أن الاستدامة في مقدمة الأمور التي اهتم بها إكسبو 2020 دبي في تصميم مبانيه، حيث توافقت جميعها مع معايير شهادة الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة (لييد) الذهبية أو البلاتينية، وستشمل معالمه عدداً من المباني التي صممها أبرز نجوم عالم التصميم المعماري، فضلاً عن عدد من المعالم المتميزة التي صُممت بأيدي مهارات معمارية ناشئة من أنحاء العالم.
وبحسبها فإن جناح الاستدامة صمم لأن يكون استهلاكه للطاقة مُنعدما، بحيث تشمل ملامحه المستدامة 9300 متر مربع من الألواح الكهروضوئية الموضوعة على مظلة من الصلب، و4100 متر مربع من الألواح الكهروضوئية موضوعة على 18 شجرة من «أشجار الطاقة»، ولأن الجناح يستهدف جميع الأعمار فإنه صمم ليتخطى حدود الممارسات والتقنية المستدامة، حيث سيصير مركزا للأطفال والعلوم في «دستركت 2020» مهمته توفير خبرات ثرية وممتعة باستخدام أساليب تعلم تقوم على المشاركة تستهدف الأسر وطلبة المدارس.
وتشرح آل علي أن الجناح، الذي صممه «جريمشو للهندسة المعمارية» في المملكة المتحدة، يلبي المعايير البلاتينية للمباني الخضراء LEED (الريادة في الطاقة والتصميم البيئي) - وهي أعلى اعتماد عالمي في مجال العمارة المستدامة، وقد أولى اهتماماً بالغاً لجميع التفاصيل وطرح حلولاً إبداعية بحيث سيتم توفير وتعبئة جميع الأطعمة والمشروبات في «تيرا» بطريقة مستدامة، وسيتمكن الزوار من معرفة مصدر طعامهم وتأثيره على البيئة، وستولد تقنية المبنى طاقة كافية لشحن أكثر من 890 ألف هاتف محمول، وستغطي مساحة تيرا نحو 25 ألف متر مربع، وستعتمد على تقنيات الري المبتكرة، بما في ذلك نظام إعادة تدوير المياه الرمادية، والنباتات المحلية لتقليل استخدام المياه بنسبة 75 في المائة، كما ستستخدم المظلة التي يبلغ عرضها 130 متراً - ويصل حجمها إلى خمسة حيتان - الطاقة من الشمس لتوليد الكهرباء خلال اليوم، أكثر من 1050 لوحة شمسية، مصممة لإنتاج أربع جيجاوات ساعة في السنة من الكهرباء - تكفي لسيارة نيسان Leaf لتقطع نصف الطريق إلى المريخ، كما سيتم استخدام نحو 10 أطنان من الخشب المعاد استخدامه لتغطية جدران المبنى. وستدور أشجار الطاقة المزودة بألواح شمسية مع الشمس، وستستخلص شجرة الماء من الهواء المحيط، وسيتدفق الهواء عبر سقف المبنى المخروطي ما سيؤدي بشكل طبيعي إلى تهوية الفناء وتزويده بالإنارة الطبيعية، كما سيتم استخدام الطاقة الشمسية لتعقيم المياه وإزالة الملوثات الحيوية الدقيقة.
تعلم وتواصل
توضح منى إبراهيم آل علي، مدير أول، جناح الاستدامة، إكسبو 2020 دبي، أن «تيرا» ستشكل منصة للتعلم والتواصل والابتكار من أجل مستقبل أكثر استدامة، من خلال تثقيف ملايين الزوار بالتهديدات الملحة التي يواجهها الكوكب، ومدى تأثير سلوكياتنا اليومية على محيطاتنا وغاباتنا ومواردنا الطبيعية، مع تقديم نظرة متفائلة حول قدرة الناس، إن هم اتحدوا وتعانوا معاً، على التغلب على هذه التحديات، وصنع مستقبل أفضل للجميع.
سمكة مختنقة
ستمنح «تيرا» للزوار، وفق منى إبراهيم آل علي، مدير أول، جناح الاستدامة، إكسبو 2020 دبي، فرصة الاستمتاع والتعلم والتثقيف البيئي من خلال خوض تجارب، منها المشي عبر الزمن في الوديان العربية، حيث تجول الفهود والأفيال الضخمة. و«متاهة عملاقة» تدعو الزوار إلى التعاون من أجل إعادة التوازن إلى الأرض، ونزهة تفاعلية عبر جذور الأشجار، حيث تؤثر كل خطوة على هذه الشبكة. وجولة «تحت المحيط» لاكتشاف جماله وسبر ألغازه. ورحلة عبر قاعات الاستهلاك للكشف عن الآثار الضارة الخفية لخياراتنا. ولقاء مع «ناشر»، هي عبارة عن آلة استهلاك عملاقة تظهر كيف يتم تدمير الموارد الطبيعية لصنع المنتجات الاستهلاكية. ومواجهة مع سمكة عملاقة مختنقة بنفايات بلاستيكية. ومختبر قيم المستقبل الذي يشكل مساحة مليئة بالأمل تعرض حلولاً للتحديات البيئية.
