الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المخطوط العربي.. من سبات القرون إلى فضاء الحداثة

المخطوط العربي.. من سبات القرون إلى فضاء الحداثة
17 فبراير 2019 01:07

أبوظبي (الاتحاد)

أصدرت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي كتاب «المخطوط العربي من سبات القرون إلى فضاء الحداثة»، للباحثة السورية الدكتورة بغداد عبد المنعم، ضمن مشروع «إصدارات».
ويوضح الكتاب أهمية التحقيق والتثبت من النصوص المكتوبة، باعتباره تقليداً أصيلاً رافق التدوين والكتاب منذ لحظات ولادته الأولى في القرنين الأول والثاني الهجريين. وتشير الباحثة إلى أنّ التحقيق ليس مجرد جهود تنظيمية محضة تمهّد لطباعة المخطوط ونشره، بل هي جهود تتغلغل في صلصال فكري عميق يمنحها استمرارية الحيوية والبناء من داخل النواة الصلبة للتراث العربي، وتلك النواة ليست إلاّ المخطوطات.
وترصد الباحثة في 111 صفحة من القطع المتوسط، جهود التحقيق في مراحل زمنية مختلفة؛ مشيرة إلى أن هذا الأداء بلغ درجات عالية من التتبُّع والتقصّي مع بدء الرسالة الإسلامية، وتدوين الحديث الشريف فيما بعد. ومع تكاثر الإنتاج الكتابي في الفترة من منتصف القرن الهجري الأول وحتى الثالث عشر (من القرن السابع الميلادي وحتى التاسع عشر)، تم إنجاز عشرات الآلاف من الكتب باللغة العربية في مختلف العلوم والمعارف مُتضمّنة في بضعة ملايين من النسخ المخطوطة، التي توزعت خلال قرون النهضة الإسلامية على مكتبات وخزائن، جزء كبير من العالم كان يدين للثقافة العربية المهيمنة آنذاك، لكن في القرون التالية انتقلت هذه المخطوطات بسبب الحروب، وما رافقها من اعتداء على الخزائن واستلابها، لتستقر في مجموعة من مكتبات وخزائن العالم الغربي العامة والخاصة.
وتقدم الباحثة في ختام الكتاب عدداً من المقترحات والتوصيات للارتقاء بجهود التحقيق ومنها: تنشيط عملية نشر المخطوطات المصوّرة، وإعادة طباعة كتاب «مجموعة الخطوط العربية من القرن الأول الهجري حتى عام 1000» للمستشرق موريتس، وتضمينه في إصدار موسوعة لتاريخ الخط العربي بما يخدم عملية تحقيق المخطوطات. وتحديد الأولويات الموضوعية والحيوية في احتياجات تحقيق المخطوطات، وإنجاز معجم مصطلحات التحقيق ليغطي حتى الوقت الحاضر. كما اقترحت تشكيل لجنة على مستوى كبار المحققين والخبراء لإعادة قراءة جهود المستشرقين في تحقيق التراث العربي، وتعريض إنتاجهم لعمل نقدي طويل.
وبالإضافة إلى المقدمة والخاتمة والتوصيات، يتضمن الكتاب خمسة فصول ترصد الموضوعات التالية على التوالي: تاريخ التحقيق، جهود التحقيق الفنية والاستقصائية، جهود التحقيق البحثية والدراسية، ولادة نصوص التحقيق، ومسارات التحقيق قديماً وحديثاً، في حين تسرد الكاتبة في الفصل الخامس تجربتها في تحقيق مخطوط علمي، وهو مخطوط (كتاب إنباط المياه الخفية) لأبي بكر محمد بن الحسن الكرجي (ت حوالي 410 هجرية)، وقد نالت عنه الجائزة العربية الأولى في تحقيق التراث للمحققين الشباب من جامعة الدول العربية بالقاهرة في 1997م.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©