الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كريستوف بيترز يشرب الشاي مع المتصوفة

كريستوف بيترز يشرب الشاي مع المتصوفة
17 فبراير 2019 01:07

أبوظبي (الاتحاد)

الروائي والقاص «كريستوف بيترز- مواليد عام 1966 في كالكار بألمانيا» أحد أكثر الكتاب الألمان المعاصرين قرباً من الجمهور والقارئ العربي، سواء على مستوى كثرة أعماله المترجمة إلى العربية، وآخرها الترجمة الأنيقة لمجموعته القصصية التي صدرت عن دار صفافة للنشر في القاهرة بعنوان «استئناس الغربة»، أو على مستوى حضوره متحدثاً في عديد معارض الكتب العربية، أو لجهة ارتباطه بصلات أسرية وعلاقة وطيدة مع العالم العربي منذ سنوات، حيث يركز بيترز في كتاباته وقصصة ونصوصه النثرية على تساؤلات وقضايا تعنى بالحوار والتفاهم بين الشرق والغرب.
في هذا السياق يفصح بيترز عن اهتمامه بالثقافة العربية، ورؤيته لها من زاوية الإعجاب والاحترام والهوية، ومنذ دعاه صهره المصري إلى زيارة القاهرة، اكتسب أفكاره التي كوّن من خلالها رؤيته بخلفيته العقائدية الألمانية التي مكنته من الاقتراب إلى عقلية وحضارة وثقافة الشرق عامة، والمجتمع العربي خاصة.
ويعرف بيترز، صاحب رواية «ذراع الأخطبوط»، باهتمامه بالصوفية والمتصوفين، منذ أن كان في الخامسة والعشرين من عمره، فقد قرأ للحلاّج وابن الرّومي، والكثير من أقطاب المتصوفة الغربيين، فهو يرى وبحسب عديد مقالاته ودراساته الأدبية أن تراثهم يعد رافداً بالغ الأهمية في تكوين كل كاتب وباحث، ملمحاً إلى أنه جانب مهم من جوانب الإنسان، ولا ينبغي الاستخفاف به أو إهماله في دراسات العلوم الإنسانية.
بعد أهم رواياته «غرفة في دار الحرب» عام 2006، والتي أحدثت إشكاليات أدبية عديدة، أصدر كتاباً عن منشورات دار العربي للنشر والتوزيع، بعنوان لافت «الشاي.. ثقافات.. طقوس.. حكايات»، يقول في مقدمته الموجهة للقارئ العربي: «حتى اليوم لم أجد تفسيراً لكون قلبي يقفز من السعادة كلما انتهى بي المطاف في مصر، ويكون ذلك مصحوباً بالشعور كأنني عدت من رحلة بعيدة إلى بيتي».
كما يعرّف بيترز الشاي في كتابه بأنه «مشروب الساعة السحري، وهو الذي يجمع الناس في العالم، ويمثل لهم مادة سحرية تحثهم على الجلوس معاً وسرد الحكايات ومناقشة اسئلة ذات الشأن، من أين جئنا؟ وإلى أين سنذهب؟ وكيف نريد أن نحيا حياتنا الممتلئة بالأشياء المفروضة علينا؟».
أما مجموعته الأخيرة «استئناس الغربة» فتدور حول مفهوم الترحال والاغتراب الداخلي، وشعور الفرد بالوحشة في مناخات الواقع المعاصر، كما تجري بعض أحداثها في مصر وعدد من مدنها وقراها، ومن الغريب أن كريستوف بيترز، ما زال يعتبر نفسه كاتباً حراًّ هاوياً، ولا يجب عليه أن ينضوي تحت مظلة أي مدرسة أو نهج أدبي، لأنه، كما يرى، يكتب عن الإنسان الحر، وهو ما يتضح في رواياته: «مدينة، بلد، نهر»، «السيد ياما شيرو يفضل البطاطس»، «عام القط»، «هذه المرارة الرائعة»، ومجموعته القصصية «صورة شخصية مع الشيخ».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©