الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حدائق أبوظبي تفتح شهية زوارها للاحتفال بالعيد في الهواء الطلق

حدائق أبوظبي تفتح شهية زوارها للاحتفال بالعيد في الهواء الطلق
6 نوفمبر 2011 22:23
إنه عيد الأضحى بكل ما يحمله من معاني الفرح ولم الشمل وتلاقي الأقارب والأصدقاء. ومع اعتدال الجو وإشراقة يوم آخر من الإجازة التي تعم البلاد، امتلأت الحدائق منذ نهاية الأسبوع الفائت بالعائلات التي اجتمعت كبارا وصغارا للاستمتاع بأوقاتها في الهواء الطلق. فالمتنزهات العامرة بوسائل الترفيه والاستجمام الطبيعي، هي أكثر المرافق استقطابا للمحتفين بالعيد. يكفي القيام هذه الأيام بجولة على الحدائق المنتشرة في العاصمة أبوظبي، ما بين شارع الكورنيش والمناطق الداخلية، حتى يتضح المشهد العام للمدينة المفعمة بأجواء المرح العائلي. فالاحتفالات هذه السنة تأتي بالجملة تزامنا مع الذكرى الأربعين لقيام الاتحاد، وسلسلة الفعاليات الأخرى الاجتماعية منها والفنية والرياضية. وكل هذه المظاهر الحيوية تدعو إلى الانبهار بما ترسمه الشوارع من ملامح البهجة على وجوه المنهمكين بحفلات الشوي نهارا، وبالتنزه بالسيارات ليلا. الشواء سيد الموقف انسجام الناس مع مفردات الطبيعة خلال إجازة العيد، يفتح الشهية لقضاء الوقت في الخارج ومشاركتهم هذه المشاعر المتحررة من كل المتاعب. فالحدائق تسكنها حالياً ضحكات الأطفال وهم يتقاذفون الكرة بحماس ويتسابقون على أداء مهارة تنافسية. أما أصوات الأهالي فلا يسمع منها إلا أطراف أحاديث تزين جلساتهم التي يفترشونها بما لذ وطاب من مأكولات يحضرونها بأنفسهم وبالتعاون مع من يرافقهم من معارف وأصحاب. نزور أكثر من حديقة خلال فترة الظهيرة من أحد أيام الإجازة حيث الجميع مستمتع بوسيلة ما، ونعود بهذه المشاهدات. تتحدث سلوى المحمودي التي كانت ترتب الكراسي لتقابل مشهدا فيه المزيد من الأشجار، عن فرحتها بالخروج إلى الطبيعة مع كل عطلة لأبنائها. فهي موظفة في أحد المصارف وأم لولدين وبنت، مما يجعلها منشغلة معظم أيام الأسبوع. تقول «لا أبالغ حين أقول إنني أستعد لهذا البرنامج منذ شهر تقريباً. فقد رتبت المواعيد مع 3 عائلات أخرى من أصدقائنا حتى نتمكن من الاجتماع في مكان رحب نضمن فيه إيجاد ما يسلي الأطفال». وتذكر أن الطقس العليل يشجعها على الجلوس في الهواء الطلق، ويجعلها تؤجل الزيارات إلى وقت لاحق. وتضيف «مللنا المكوث في البيت، أو التنقل من مركز تجاري إلى آخر. وفصل الخريف فرصة للاستفادة من الطبيعة الجميلة التي تنعم بها أبوظبي بكل ما فيها من خضرة ومرافق عامة تريح النظر». ويكمل زوجها معروف الحديث بعدما أنهى تجهيز عدة «الباربكيو»، «العيد بالنسبة لي هو أن يكون أحبابي بصحة جيدة وأن أجتمع مع أفراد أسرتي في مكان رحب يجد كل منا فيه ما يشغل وقته بالمرح. وأجد أن المتنزهات العامة المنتشرة بكثرة في العاصمة، هي أفضل اختيار للتغيير والترفيه عن النفس. فنحن بحاجة لتنشق الهواء النقي والابتعاد قليلا عن أجواء المكيفات». ويشير إلى أن يوم الخروج إلى الحديقة يجبر أبناءه على الاستيقاظ باكرا وطرد الكسل. ويضيف «الجميع لابد أن يشارك بتحضير المستلزمات التي نحتاجها لقضاء اليوم بدءاً من الـ11:00 ظهرا وحتى موعد الغروب. وأحيانا كثيرة نبقى حتى وقت متأخر عندما تكون الصحبة ممتعة والجميع يشعرون بالنشاط». خيمة شاطئية نصل إلى الحديقة المطلة على شاطئ الكورنيش، وهناك نستوقف سمير عليا الذي كان يعلم ابنه الصغير كيف يركب على دراجة بإطارين. وما كان منه إلا أن دعانا إلى خيمته التي نصبها على الرمل برفقة زوجته وابنته الكبرى وكأنهم ينوون الإقامة فيها لساعات طويلة. يقول «خرجنا من البيت في التاسعة صباحاً لتناول طعام الفطور هنا. فالجو في الصباح يكون عليلا وازدحام الناس يكون أقل من فترة ما بعد الظهر». ويذكر أنهم ينصبون الخيمة الشاطئية كي تتمكن ابنته التي لم تكمل عامها الأول بعد، من النوم ساعة تشاء. ويوضح «نحن لا نغادر هذا المكان النابض بالحياة إلا في المساء بعدما تنفذ منا المأكولات والعصائر التي تكفينا لأكثر من وجبة». وهو كان ينتظر إجازة العيد بفارغ الصبر حتى يتمكن من الاسترخاء بهذه الطريقة، وينوي أن يعيد الكرة خلال اليومين المقبلين قبل العودة إلى روتين العمل. وتعبر ابنته نانسي (13 سنة) عن سعادتها بالتمدد على العشب وسماع الموسيقى برفقة ابنة عمتها التي ترافقهم مع عائلاتها إلى الحديقة. وتقول «هنا يمكننا أن نركض ونتكلم بصوت عال من دون أن ينهرنا أحد أو يطلب منا الذهاب إلى الغرفة للدرس. فأنا لا أحب المذاكرة خلال الإجازة، وأتمنى أن أخرج يومياً مع رفاقي إلى الطبيعة لأننا هنا نمرح أكثر من أي مكان آخر». وهذا كذلك رأي أخيها الصغير رامي الذي يحاول أن يقود الدراجة بتوازن كما الكبار. ويوضح «وعدني والدي بأن يصطحبني دائما إلى الكورنيش حتى أتعلم القيادة بأمان، وسوف أذكره بوعده كي لا ينسى أو يقول إنه منشغل». ومن عباراته البريئة كانت تبدو عليه علامات الفرح إذ إنه لم يكن قادرا على المكوث في مكان واحد وإنهاء كلامه. روائح زكية نقطع الشارع باتجاه الحديقة المقابلة والتي تكشف الشارع العام بوضوح، فنجد أن المشهد أكثر كثافة للمتنزهين. فقد انتصف اليوم وازداد عدد العائلات التي اختارت الطبيعة ملاذا لها خلال الإجازة. وما هي إلا دقائق حتى انتشرت في الأجواء رائحة اللحوم المشوية والدجاج المحضر على مواقد الفحم المشتعل. بابتسامة المستضيف تستقبلنا فاطمة أبو الحسن التي انتهت للتو من إعداد السلطات وتوزيع الأطباق البلاستيك على طاولة واسعة. فقد أتت إلى هذا الموقع الكثيف بالأشجار برفقة زوجها وبناتها الـ 4 وأخويها وعائلتيهما. «مع أنني سيدة بيت لا أعمل، ولكني أشعر بحاجة ماسة لتغيير الجو. وها قد أتت إجازة العيد، وقد قررنا جميعا الاشتراك بإعداد هذا المشروع الذي يبث فينا الفرح كبارا وصغارا». وتعتبر أن ميزة قضاء اليوم في الطبيعة، هي أن كافة أفراد الأسرة يتعاونون على إنجاز أدق التفاصيل. «الرجال يقومون بحمل المعدات الثقيلة وإشعال «الباربكيو»، والنساء يقطعن الخضار ويوزعن الطعام على الأبناء الذين يقومون بدورهم بالمساعدة وعن طيب خاطر. فهم أكثر المستفيدين من هذه المساحات الرحبة التي تشجعهم على اللعب الحركي، وتشغلهم قليلا عن الأجهزة الإلكترونية». ويستطرد أخوها عادل الذي كان يقوم بتقليب عيدان الشوي، قائلا «هذا هو العيد بأجوائه العابقة بالروائح اللذيذة وبفرحة الأطفال وطمأنينة القلوب. نشكر الله على نعمة العيش في أبوظبي التي تتمتع بأجمل المعالم الطبيعية، فهي تفتح ذراعيها للجميع وتوفر المرافق الترفيهية المجانية للأسر التواقة إلى الاستجمام في الطبيعة». ولم يكمل جملته إلا وكان قد بدأ بتناول قطعة دجاج من المؤكد أن مذاقها مختلف في مثل هذه الأجواء المحيطة. وتابع حديثه عن طبيعة عمله في أحد المستشفيات الخاصة، بحيث لا يمكنه القيام بمثل هذه المشاريع الخارجية إلا خلال الإجازات الطويلة. «فنظام المناوبة يمنعني من الالتزام بموعد مع العائلة والأصدقاء». ويقول ضاحكا «لهذه الأسباب أعتبر نفسي اليوم ضيفا عزيزا على الموجودين». خيارات قريبة مبدأ قضاء يوم الإجازة لا يقتصر على الحدائق الكبيرة التي يمكن أن تستوعب أعدادا كثيرة من الناس. فهنالك خيارات سهلة وقريبة، يلجأ إليها البعض من دون تكبد عناء الانتقال بالسيارة إلى موقع بعيد. وهذا ما لحظناه في أحد الشوارع الفرعية من العاصمة، حيث كانت عائلة إدريس تفترش العشب وتتظلل بشجرة نخيل توزع حولها مستلزمات الرحلة البسيطة. ويقول الزوج عباس «أجمل ما في أبوظبي أنها مليئة بالزرع والأماكن القابلة لاستقبال الناس في أي وقت من اليوم. وهذا حالنا، حيث وصلنا إلى هنا مشيا على الأقدام. فالبيت على بعد خطوات، ومع هذا الجو العليل لا داعي للقيادة أو تذكر أي من أنواع التوتر». وتوافقه الرأي زوجته محاسن التي كانت تغسل طبقا مليئا بالفاكهة. فهي أم لـ5 أبناء مما يجعلها تفضل الخروج بهم إلى الهواء الطلق منعا للمزيد من النفقات. ويضيف «عدا عن كون النزهات الخارجية أكثر متعة من المراكز التجارية والمطاعم المغلقة، فإن هذا النوع من المشاريع التي يمكن المجيء إليها برفقة الأصدقاء، أقل كلفة من أي فكرة أخرى لقضاء العيد». وترى أن الناس عموما قد ملت من التوجه إلى العناوين نفسها، إذ لابد من كسر الروتين وتعويد العائلة على الخروج إلى الطبيعة حيث يمكن القيام بالتمارين الرياضية وتنشق الهواء المنعش. ويذكر ابنهما الأكبر حسين، وهو طالب في الثانوية، أنه قد دعا إلى هذه الجلسة رفيقيه في المدرسة. «لم يصلا بعد، لكننا سوف نشكل مع مجموعة الشباب في الجوار، فريقا للعب الكرة». ويلفت إلى أنهم بالعادة يختارون ملعبا أبعد قليلا، ولكنه لا يريد أن يترك والديه وأخواته في مثل هذه المناسبة. «فنحن منذ فترة لم نجتمع في رحلة من هذا النوع، ومن المناسب أن نمرح سويا ونتبادل الحلوى والأحاديث التي يمنعنا عنها جهاز التلفزيون».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©