الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قوانين ونواميس كونية (2)

6 نوفمبر 2011 01:07
نكمل اليوم موضوع القوانين والنواميس الكونية التي أخضع الله تبارك وتعالى كل ما خلق لها وسيرها في نظام واحد متكامل، وأي خلل في أي نظام يؤثر على بقية النظم بدرجة معينة وفق قوانين لا نعلمها. فحركة المذنبات والانفجارات الكونية، ووفاة النجوم والثقوب السوداء وغيرها من الأحداث الكونية والتقلبات المناخية والأعاصير والفيضانات والزلازل والأمطار والسيول والسحب وغيرها لها نظمها، والإنسان وضع لها علوماً وقام لها جامعات ومعاهد ومعامل لدراستها وتدريسها. فالكون بدأ من قوله تعالى “كن” فكان الكون وسار بنظمه في مجرى النمو الذي أراده الله سبحانه وتعالى له حيث يقول جل شأنه: (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (الذاريات:47)، فالسماء بناء وبناؤها متكامل متماسك متراص، فلكل نجم وكوكب في هذا الكون “زمان ومكان” يطلق عليه “زمنكان”. إن لكل بناء بداية ثم مرحلة نمو وبعدها مرحلة انتهاء، وهذا الكون ينتهي بنظام دقيق يبينه تبارك وتعالى في قوله: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأرضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ)(الزمر:68). إذن لكل شيء قانون إذا تتبعنا نظامه حصلنا على ما يمليه القانون، ولذا دعونا نتساءل في بعض الأمور لفهم نواحي عدة من النظم: لماذا يغضب المخالف للقانون عندما يعاقب؟ لماذا يحزن الطالب من نتيجة الامتحان إن كان هو من لم يجتهد؟ لماذا يغضب الموظف إذا وجه له كلام قاس شديد اللهجة إن كان هو المهمل المتقاعس اللامبالي؟ لماذا يلجأ بعض الناس للوم الآخرين في حالة فشلهم مع علمهم بأنهم هم السبب في ذلك الفشل؟! لماذا يحزن بعض الناس عندما يسمع أنه أسيء الظن به وهو من وضع نفسه في هذا الموضوع؟ فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “من تعرض للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن”. هناك أمور عديدة في حياتنا نقوم بها ربما ونحن لا ندرك أن منها ما لا يتوافق مع قوانين ونواميس الحياة. فمثلا: هناك من يريد أن ينجح دون مذاكرة (فقد يلجأ للغش)، وهناك من يريد أن يكسب المال دون عمل (فقد يلجأ لأساليب ملتوية وغير سوية)، وهناك من يود أن يكون في منصب وظيفي عالٍ وهو لا يجتهد لذلك ولا يأتي بما يؤهله لذلك، بل نجد منهم من يهمل في عمله (فقد يفكر بالواسطة)، وهناك من النساء من تتطلع لحياة أسرية سعيدة وهي لا تحسن التعامل مع زوجها ولا تُحسن إدارة بيتها (لأنها ربما ترى صديقاتها يعشن بسكينة وسعادة ولكنها لا تبحث عما جعلهم في تلك الحالة من السعادة والإيجابية)، وهناك من الآباء من يتمنون أن يكون أبناءهم في أفضل حال ويعملون في أفضل الوظائف وهم لا يعلمون عنهم ولا عن دراستهم ولا يهتمون بهم حق الاهتمام إلا الشيء القليل إما لكثرة انشغالهم في متطلبات الحياة والسعي وراء طلب الرزق، أو بسبب لهوهم في الحياة وضياع الأولويات بما لا يفيد ولا ينفع. الحياة ليست كذلك؛ لأنها تسير وفق قوانين كونية، وكذلك للعمل قانون والنجاح قانون والنتائج قوانين وللتعاملات قوانين، فلا تبتعدن عزيزي القارئ عن قوانين الكون لكيلا تجد نفسك بعد زمنٍ خارج النظم السليمة. وكل عام والجميع بخير، وعساكم من عوادة. د.عبداللطيف العزعزي | dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©