بان كي مون يصل إلى طرابلس في زيارة مفاجئة

وصل أمين عام الأمم المتحدة في زيارة مفاجئة إلى طرابلس أمس في الوقت الذي اختصر فيه رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المستشار مصطفى عبدالجليل زيارته الأولى إلى مصر وعاد إلى العاصمة الليبية لدواعي تشكيل الحكومة. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي أوباما ونظيره الفرنسي ساركوزي، سيحتفلان معاً بانتهاء العمليات العسكرية في ليبيا وذلك في ختام قمة مجموعة العشرين التي تعقد الجمعة في مدينة كان الفرنسية. غادر المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي القاهرة مساء الثلاثاء عائدا إلي طرابلس. واختصر عبدالجليل زيارته الأولى إلى مصر بسبب مساعي تشكيل أول حكومة ليبية بعد القذافي. والتقى المسؤول الليبي خلال زيارته مصر المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، وعددا من المسؤولين والشخصيات المصرية. ووصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إلى ليبيا في زيارة مفاجئة، في أول زيارة له منذ الانتفاضة التي أطاحت بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي. والتقي كي مون نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة، بعد فترة قصيرة من وصوله. وصرح المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي في وقت سابق بأن بان كي مون سيمضي يوما واحدا في طرابلس يلتقي خلاله مسؤولين من المجلس الوطني الانتقالي الذي يحكم البلاد حاليا. ولم يزر بان كي مون ليبيا خلال النزاع الذي استمر 8 أشهر وأسفر عن مقتل القذافي. وقال مصدر ملاحي إنه وصل بعد ظهر أمس إلى طرابلس في زيارة لم يعلن عنها مسبقا لأسباب أمنية. وقال بان كي مون إن مباحثاته مع عبدالجليل وعبدالرحيم الكيب رئيس وزراء ليبيا الجديد، تناولت العديد من الملفات المهمة والتي تشمل ملف حقوق الإنسان وجمع الأسلحة والديمقراطية والانتخابات. وأكد بان كي مون أن الأمم المتحدة مستعدة لتقديم كامل دعمها لليبيا الجديدة. وأعرب عن سعادته بتحرير كامل التراب الليبي. ومن جانبه، وجه عبدالجليل الشكر للامين العام على دور الأمم المتحدة في حماية المدنيين واتخاذ الوسائل اللازمة لحصول الليبيين على حقوقهم. ومن جهته، أكد نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي عبد الحفيظ غوقه أمس أن المجلس قادر على فرض سيطرته على جميع شرائح المجتمع الليبي. وتعهد بتطبيق القانون وردع أي تجاوزات تصدر عن أي طرف ومحاكمته قضائيا عبر قانون العدالة المتوقع إقراره خلال فترة وجيزة. وكانت صحيفة “ديلي تليجراف” البريطانية نشرت أمس الأول الاثنين تقريرا عن قيام مئات من ثوار ليبيا بالاشتباك فيما بينهم عند بوابة مستشفى طرابلس في مواجهة وصفتها الصحيفة بـ”العنيفة”. ونقلت الصحيفة عن شهود عيان قولهم إن القتال بدأ عندما تصدى حراس من كتيبة طرابلس لثوار من منطقة الزنتان، جاءوا لقتل أحد الجرحى بالمستشفى وأسفرت تلك المواجهات عن سقوط قتيلين و7 جرحى. وأضاف غوقة أن “الأمن لم يستتب بعد بشكل كامل، لأننا خرجنا من ثورة كبيرة، والسلاح موجود بكثرة في أيدي الناس، لكن عندما تبنى مؤسسات الدولة وتقوى بما فيه الكفاية ستفرض هيمنتها على الخارجين”. وشدد على أن “تلك الحادثة لا تمثل عموم الثوار وتعهد بردع ومعاقبة المتجاوزين حتى لو كانوا ينتمون فعليا لصفوف الثوار. وحول الفترة التي سيستغرقها نزع سلاح الثوار وتفكيك المليشيات المسلحة، أوضح أنه “ستكون هناك حكومة انتقالية ووزير للدفاع خلال أسبوعين، ويجري حالياً العمل مع مختصين في استراتيجية جمع السلاح وإعادة تأهيل الثوار واحتوائهم في المؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية”. ومن جهته أعلن البيت الأبيض أن الرئيسين الأميركي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي سيحتفلان معاً بانتهاء العمليات العسكرية في ليبيا وذلك في ختام قمة مجموعة العشرين التي تعقد الجمعة في مدينة كان الفرنسية.