«العميد» يمتع الجماهير في حفل «سداسية العيد»

صبري علي (دبي) – وصل فريق النصر إلى المرحلة التي يستطيع معها أن يقنع ويمتع في الوقت نفسه، ويحقق أفضل النتائج في سباق دوري المحترفين لكرة القدم، وهذا ما أكدته مباراة اتحاد كلباء مساء أمس الأول، باستاد مكتوم بن راشد بنادي الشباب، في بداية مباريات الجولة الرابعة للدوري، التي حقق “العميد” خلالها فوزاً كبيراً مستحقاً بسداسية، ورفع رصيده إلى 10 نقاط، ضمنت له البقاء في الصدارة حتى إشعار آخر، انتظارا للجولة المقبلة بعد إجازة العيد. تأكد الجميع أن فريق النصر أصبح فريقاً آخر، غير الذي عرفته الجماهير خلال السنوات الأخيرة، وذلك بعد أن وصل لاعبوه إلى الحالة البدنية والفنية والمعنوية التي تمكنهم من الدفاع عن حلم انتظرته الجماهير 26 عاماً، ووصل الإيطالي والتر زنجا مدرب الفريق بلاعبيه إلى أفضل درجات التجانس والأداء الجماعي المتزن دفاعاً وهجوماً، وذلك بعد أن انتهت مرحلة اللعب بطريقة دفاعية، التي تعرض بسببها لانتقادات كثيرة في الموسمين الماضيين، رغم أنه حقق بها المركزين الثالث والثاني في آخر نسختين للدوري. ولم يكن مجرد الفوز بـ 6 أهداف على “النمور” سبباً في سعادة جماهير وإدارة ولاعبي النصر، ولكن سبب السعادة كان لتزايد الثقة في إمكانية اللعب على اللقب، بكل قوة هذا الموسم، في ظل امتلاك الفريق للكثير من الأسلحة الهجومية التي جعلته يسجل 14 هدفاً حتى الآن، مع تجاهل طريقة التكتل الدفاعي التي اعتمد عليها في السابق، وهو ما جعل شباك الفريق تهتز 6 مرات في 4 مباريات، بعد أن تخطى زنجا مرحلة “الكاتانيتشو” الإيطالية تدريجياً، ورفع شعار الهجوم في كل مبارياته بكل ثقة. ويبدو أن ستاد مكتوم بن راشد بنادي الشباب قد أصبح “ملعب الانتصارات” بالنسبة للفريق “الأزرق”، حيث حقق “العميد” على أرضه الفوز بـ7 نقاط من أصل 10 نقاط حصدها الفريق حتى الآن، وذلك بتحقيق التعادل مع الوصل 2-2 في الجولة الثانية ثم الفوز على “الجوارح” أصحاب الأرض 4 -2 في الجولة الثالثة، وأخيراً الفوز على اتحاد كلباء 6 -1، وذلك في ظل عدم انتهاء الإصلاحات الجارية بملعب ستاد آل مكتوم بنادي النصر الجارية منذ أشهر، وهو ما جعل الفريق يلعب مبارياته الأربع السابقة خارج ملعبه، ليصبح ذلك أحد أهم مكاسب الفريق أيضاً. ومن بين الأشياء المتميزة في أداء النصر حالياً أن الفريق لا يعتمد على المهاجمين فقط في إحراز الأهداف، فنجد أن الأهداف تأتي عن طريق عدد كبير من اللاعبين، سواء لاعبي الخط الأمامي، مثل برونو سيزار وماسكارا، أو لاعبي الوسط مثل ليو ليما ونشأت أكرم وحبيب الفردان، أو حتى المدافعين مثل حميد عباس، وبسبب الفرحة الكبيرة وحالة الرضا عن الفريق احتفلت جماهير “العميد”، التي بلغت 1150 مشجعاً، مع لاعبيها بالفوز الكبير لفترة طويلة عقب المباراة، بعد أن احتفظ الفريق بالصدارة منفرداً. دروس الماضي وعقب المباراة ظهر الإيطالي والتر زنجا مدرب النصر، في أشد حالات السعادة، واحتفل مع لاعبيه والجماهير وإدارة النادي داخل الملعب بالفوز الكبير، وأكد في المؤتمر الصحفي أن لاعبي فريقه استعدوا للمباراة بشكل جيد، ولم يتهاونوا في نظرتهم للفريق المنافس، وقال: “لهذا السبب أبدع اللاعبون، وأدوا مباراة كبيرة، لأنهم لم ينظروا إلى موقع فريق اتحاد كلباء في جدول الترتيب”. وأضاف: “لقد تعلمنا من دروس الماضي، ولم نسقط في “فخ” المباريات التي نواجه فيها الفرق المتأخرة في الجدول، وأنا راضٍ جداً عن مستوى اللاعبين، وراضٍ أيضاً عن المناقشات التي دارت بينهم عقب الهدف الذي دخل مرمانا، وهذه هي روح الفريق التي أريدها ونتمناها دائماً، ونحن دائماً ما نقوم بعمل نقد ذاتي لأنفسنا، من أجل الوصول إلى الأفضل، وهناك بعض التفاصيل الدقيقة في الأداء التي سوف نعمل على علاجها في المرحلة المقبلة”. وقال زنجا: “رفضنا أن يعيد التاريخ نفسه في مباراة اتحاد كلباء، وحذرت اللاعبين قبل المباراة من خطورة اللعب أمام الفرق الصغيرة، عقب العودة من توقف الدوري، لأن ذلك ليس أمراً سهلاً، خاصة أن الذكريات مع مثل هذه المباريات كانت مؤلمة، بعد أن شهد الموسمان الماضيان أحداثاً مشابهة، وقدم فريقنا وقتها عقب العودة من التوقف أداءً باهتاً أمام من يحتل قاع الجدول، لكن التركيز العالي كان سلاحنا في مواجهة ذلك أمام اتحاد كلباء فحققنا الفوز المقنع الكبير”. وقال مدرب النصر: “الآن أصبحنا نهتم بزيادة الأداء الجمالي وجودة الأداء الهجومي والدفاعي، بعد أن قلت نسبة الأخطاء، لكن العيوب تظل موجودة بشكل مستمر، ونحن نعمل دائماً على تفادي أي عيوب تظهر في الأداء في كل مباراة، فإذا قلت إن فريقي ليس به مشاكل يمكن أن أخسر موقعي سريعاً”. وأكد المدرب الإيطالي أن أداء برونو سيزار أو ماسكارا أو نشأت أكرم لا يمثل مفاجأة له، وقال: “عندما تعاقدنا مع هؤلاء اللاعبين، كنا ندرك قيمة كل لاعب، وهم الآن يثبتون صحة وجهة نظرنا، وأنا لست سعيداً أو مندهشاً، بسبب المستوى الذي يقدمونه لأنني أعرف عنهم ذلك، ولم يكن لدي أي شك في قدراتهم، وإن شكك الكثيرون فيهم خلال المباريات الأولى.