الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد فوزي نجم «الأغنية الشبابية» رغم مرور 45 عاماً من رحيله

محمد فوزي نجم «الأغنية الشبابية» رغم مرور 45 عاماً من رحيله
31 أكتوبر 2011 00:10
محمد فوزي الذي حلت ذكرى رحيله الـ 45 هذه الأيام أحد أشهر المطربين والملحنين والممثلين والمنتجين المصريين في القرن العشرين، ورغم رحيله في سن صغيرة فقد تربع على عرش السينما الغنائية والاستعراضية طيلة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. ويصنف على أنه رائد الأغنية الشبابية والموجة الخفيفة في الأغنية العربية رغم أنه عاصر عمالقة الفن العربي، وكان سابقاً لعصره وله لون خاص به، وانعكست روحه المرحة وخفة دمه على ألحانه فكانت قصيرة وسريعة وموحية، كما كان من أوائل الملحنين والمطربين العرب الذين اهتموا بالطفل من خلال مخاطبته بأسلوب رائع. نجح ملحناً ولد محمد فوزي عبد العال الحو في 28 أغسطس 1918 في قرية تابعة لمركز طنطا بدلتا مصر “100 كيلو متر شمال القاهرة” وحصل على الشهادة الابتدائية عام 1931، وتعلم أصول الموسيقى في سن مبكرة على أيدي صديق والده محمد الخربتلي، أحد رجال المطافي، وظهر جلياً تأثره في هذا الوقت بأغاني محمد عبدالوهاب وأم كلثوم التي كان يقدمها للناس في حديقة المنتزه وفي الاحتفالات بمولد السيد البدوي. وحضر إلي القاهرة عقب حصوله على الشهادة الاعدادية للالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى، وبعد عامين تخلى عن الدراسة ليعمل في ملهى الشقيقتين رتيبة وإنصاف رشدي قبل أن تغريه بديعة مصابني بالعمل في صالتها التي تعرف فيها على فريد الأطرش ومحمد عبد المطلب ومحمود الشريف، وارتبط معهم بصداقة قوية، كما شاركهم تلحين الاسكتشات والاستعراضات وغنائها، وهو ما ساعده فيما بعد في أعماله السينمائية، وتقدم في هذه الفترة الى الإذاعة كمطرب وملحن أسوة بفريد الأطرش الذي سبقه إلى ذلك بعامين، فرسب مطرباً ونجح ملحناً. جراحة تجميلية وفي عام 1938 عرضت عليه الممثلة فاطمة رشدي التي كانت تؤمن بموهبته، العمـل في فرقتها ممثلاً وملحناً ومغنياً فلبى عرضها، وفي عام 1944 طلبه يوسف وهبي ليمثل دوراً صغيراً في فيلم “سيف الجلاد” يغني فيه من ألحانه أغنيتين، واشترط عليه أن يكتفي من اسمه بـ “محمد فوزي” فقط، فوافق. ولعبت الصدفة دورها معه حين شاهد المخرج محمد كريم الفيلم، وكان يبحث عن وجه جديد ليسند إليه دور البطولة في فيلم “أصحاب السعادة” أمام سليمان نجيب ورجاء عبده، فوجد ضالته فيه، واشترط عليه أن يجري جراحة تجميلية لشفته العليا المفلطحة قليلاً، فخضع لطلبه، واكتشف بعد إذٍ أن كريم كان على حق، وحقق الفيلم نجاحاً لافتاً، ساعده لاحقاً على تأسيس شركته السينمائية التي حملت اسم “أفلام محمد فوزي” عام 1947. قدم عبر مشواره 36 فيلماً شاركته بطولتها جميع فنانات عصره، ومنها “فاطمة وماريكا وراشيل” و”نهاية قصة” و”بنات حواء” و”معجزة السماء” و”آه من الرجالة” أمام مديحة يسري، و”مجد ودموع” و”نرجس” أمام نور الهدى، و”عدو المرأة” و”فاعل خير” و”ثورة المدينة” و”الأنسة ماما” و”الحب في خطر” مع صباح و”العقل في إجازة” و”بنت باريز” و”ليلى بنت الشاطئ” مع ليلى فوزي، و”حب وجنون” مع تحية كاريوكا، و”بنت حظ” و”صاحبة العمارة” و”كل دقة في قلبي” مع سامية جمال، و”الروح والجسد 1948” مع شادية، و”المرأة شيطان” مع أحلام، و”صاحبة الملاليم” مع كاميليا، و”المجنونة” و”ورد الغرام” مع ليلى مراد، و”غرام راقصة” مع نور الهدى، و”يا حلاوة الحب” مع نعيمة عاكف، و”دايماً معاك” مع فاتن حمامة. 400 أغنية ولحن فوزي أكثر من 400 أغنية منها حوالي 300 قدمها في أفلامه ومنها “حبيبي وعنيه” و”شحات الغرام” و”تملي في قلبي” و”وحشونا الحبايب” و”اللي يهواك اهواه” و”أي والله أي والله” و”ياولاد بلدنا يوم الخميس”، إلى جانب مجموعة من أجمل اغنيات الأطفال ومنها “ماما زمانها جاية” و”ذهب الليل طلع الفجر”، والوطنية “بلدي أحببتك يا بلدي” والدينية ومنها “يا تواب يا غفور” و”إلهي ما أعدلك”. ولم يكتف بالتلحين لنفسه، حيث قدم العديد من الألحان للكثيرين من مطربي عصره ومنهم محمد عبدالمطلب وليلى مراد ونازك وشقيقته هدى سلطان ونجاح سلام وآخرين، وهو صاحب لحن النشيد الوطني للجزائر “قسماً” الذي نظمه شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا، ولم يأخذ مقابلاً عنه واعتبره هدية للشعب الجزائري وثورته. صدمة ومرض وفي عام 1958 أسس شركة “مصرفون” وألحق بها استديو لتسجيل الألحان والأغاني وتفرغ لإدارتها، وكانت ضربة قوية لشركات الاسطوانات الأجنبية التي كانت تبيع الاسطوانة بتسعين قرشا، في الوقت الذي باعتها شركته بخمسة وثلاثين قرشاً فقط، وأنتجت شركته أغاني كبار المطربين وقتها ومنهم أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وغيرهما. وكان تأميم هذه الشركة عام 1961 وتعيينه مديراً لها بمرتب 100 جنيه من أكبر الصدمات في حياته، حيث أصيب باكتئاب حاد كان مقدمة متاعبه الصحية ومرضه الطويل الذي احتار أطباء العالم في تشخيصه أثناء وجوده في ألمانيا ولندن للعلاج، خصوصاً بعدما نقص وزنه من 76 كيلو جراما الى 36 فقط، وهو ما دعا المستشفي الألماني وقتها في أوائل عام 1965 لاصدار بيان أكد فيه أنه لم يتوصل لمعرفة مرضه الحقيقي ولا كيفية علاجه، وأنه خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض الذي تم تشخيصه لاحقاً على أنه “تليف الغشاء البريتوني الخلفي”. كما أطلق عليه “مرض فوزي” وظل على هذا الوضع حتى رحل في 20 أكتوبر 1966 عن 48 عاماً. تزوج ثلاث مرات تزوج محمد فوزي ثلاث مرات، الأولى عام 1943 من السيدة هداية وأنجب منها ثلاثة أولاد، وهم المهندسان نبيل وسمير والدكتور منير، والثانية عام 1952 من الفنانة مديحة يسري التي أنجب منها ابنه عمرو الذي توفي فيما بعد في حادث سير، والثالثة عام 1960 من السيدة كريمة التي كان يطلق عليها “فاتنة المعادي” وأنجب منها ابنته الصغرى إيمان، وظلت معه حتى وفاته.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©