قبل شهرين من بداية مهمته مع منتخب الإمارات، تحول الفرنسي ميتسو من تدريب الغرافة القطري إلى قيادة فريق اتحاد جدة عميد الأندية السعودية، وعندئذ اعتقد الكثيرون أنه لن يفي بالتزامه مع اتحاد الإمارات بتدريب الأبيض اعتباراً من الأول من يونيو ،2006 لكنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع اتحاد الكرة أكد خلاله أنه حريص على تنفيذ ما تعهد به بتولي تدريب الأبيض الإماراتي في نفس الموعد الذي اتفق عليه الطرفان ووقتئذ قلنا بالحرف الواحد أفلح إن صدق · وصدق ميتسو وتولى تدريب الفريق في الموعد المحدد ونجح في قيادته للفوز بكأس الخليج لأول مرة في تاريخه، وهنا بدأت الاغراءات الداخلية والخارجية من أجل كسب ود المدرب المحظوظ الذي يرافقه النجاح أينما ذهب· وهنا لابد من مناقشة قضية بقائه أو رحيله من أكثر من جانب· أولاً: أن ميتسو يرتبط بعقد مع اتحاد الكرة بدأ في الأول من يونيو 2006 وينتهي يوم 31 مايو 2008 مع شرط جزائي قيمته مليون دولار· ثانياً: لأن العقد بين طرفين، اتحاد الكرة وميتسو، فإنه إما أن يكتمل حتى نهايته، أو ينتهي في أي مرحلة من مراحله برغبة أحد الطرفين على أن يدفع الطرف الذي يرغب في إنهاء العلاقة قبل موعدها الشرط الجزائي· ثالثاً: ولأن التجربة ناجحة حتى الآن، فمن الطبيعي أن يعلن اتحاد الكرة على لسان رئيسه يوسف السركال أن الاتحاد لن يستغني عن ميتسو وأنه يرحب جداً باستمراره حتى نهاية عقده منتصف ·2008 أما الطرف الثاني ميتسو فقد أعلن مؤخراً أنه يشعر بالاستياء إزاء الأنباء التي تشير إلى أنه عقد العزم على الرحيل، خاصة مع ما تردد عن وجود عرض قطري جاهز لدفع الشرط الجزائي، وتأمين راتب سنوي لميتسو يعادل ثلاثة أضعاف ما يحصل عليه حالياً· رابعاً: إذا افترضنا جدلاً أن تصريحات ميتسو الأخيرة تعكس حقيقة ما بداخله، فلماذا أعلن بعد انتهاء خليجي 18 أنه سيحدد موقفه من البقاء أو الرحيل بعد شهر من الآن، أي مع نهاية شهر فبراير الحالي، ولماذا لم يعلنها صراحة في ذلك الوقت أنه مرتبط بعقد رسمي مع اتحاد الكرة حتى نهاية مايو 2008 ليغلق الباب أمام القيل والقال، وحتى يوفر للأبيض بطل الخليج الاستقرار المطلوب وهو يتحول للاستعداد لنهائيات أمم آسيا حيث سيواجه اليابان بطل آسيا، وقطر بطل الآسياد، وفيتنام الدولة المنظمة· خامساً: لا نملك إلا أن نُقنع أنفسنا بأن ما ذكره ميتسو مؤخراً هو الحقيقة، مع الوضع في الاعتبار أنه يهوى التجارب والتحديات الجديدة وأذكر أنني عندما التقيته في الدوحة قبل شهور من بداية مهمته مع منتخب الإمارات، أبدى حماساً شديداً لخوض التجربة مع الأبيض، لاسيما بعد أن علم أن المنتخب لم يسبق له الفوز بكأس الخليج وقال بالحرف الواحد إنها تجربة مثيرة تتماشى مع رغبتي الدائمة في كسب مزيد من التحديات! سادساً: هل يكون ما صرح به ميتسو من أنه لا مجال للحديث عن رحيله عن الأبيض، هو آخر صفحة في هذا الملف ·· أم أن هناك صفحات أخرى· وأفلح إن صدق·