في كأس الخليج العاشرة عام 1990 التي أقيمت في الكويت آنذاك، كان منتخبنا الوطني متأهلاً إلى نهائيات كأس العالم في إيطاليا، وقبل البطولة دار الكثير من الجدل حول نوايا اتحاد الكرة حينذاك، في إشراك هذا المنتخب المنتشي بأفراح الصعود، أو المشاركة بفريق رديف، وتجنيب الأول ضغوط كأس الخليج الرهيبة، وتجهيزه بطريقة مثلى للمشاركة في المونديال العالمي. في تلك الأيام كان الفوز بلقب كأس الخليج حلماً تاريخياً يداعب الجميع، وكان منتخبنا الوطني في أفضل حالاته، وبعد مشاركتين سابقتين اكتفى بهما الفريق بمركز الوصيف، اعتقد البعض أنه آن الأوان، في تلك الأيام كان الفوز باللقب الخليجي يساوي بالنسبة للبعض فرحة التأهل إلى كأس العالم، ومن هذا المنطلق جاء القرار بمشاركة منتخب الإمارات بكامل نجومه، في هذا الملتقى الخليجي، حتى تكون الفرحة فرحتين. شاركنا وقدمنا أداءً لا يليق بالسمعة التي وصلت إليها كرتنا، وختمناها بخسارة ثقيلة أمام المنتخب الكويتي بسداسية، وجاء وقع الصدمة ثقيلاً على الجميع، لم يكن أحد مستوعباً ما حدث، تمت إقالة مدرب الفريق بلاوت الذي كان بديلاً للمقال زاجالو، وتمت الاستعانة بالبرازيلي كارلوس البرتو، كما عاشت المنظومة الكروية حالة من اختلال الوزن، أثرت على استعدادات المنتخب لكأس العالم، وجاءت دون المستوى وهو ما أدى إلى مشاركة هزيلة في المونديال. قبل هذه البطولة تأهل المنتخب السعودي إلى كأس العالم المقامة في روسيا صيف العام القادم، وجاءت كأس الخليج، وكان القرار المناسب هو إشراك منتخب من الصف الثاني في البطولة، ودخل «الأخضر الرديف» إلى الحدث، وحقق مفاجأة في مباراة الافتتاح، وفاز على أصحاب الأرض، ثم تعادل في المباراة الثانية أمام الإمارات، ولم تكتمل مغامرته الجريئة بعد خسارته أمام «الأحمر» العُماني بهدفين نظيفين، ليودع من الدور الأول، ولكنه بكل تأكيد كسب المستقبل. كان القرار حكيماً وفي محله، وتجنب المنتخب الأول أي آثار جانبية قد تحدثها أي نتائج سلبية قد يتعرض لها الفريق، كما كسب الفريق مجموعة من الوجوه الجديدة التي سيكون لها مستقبل مشرق في قادم الأيام، وكسب اتحاد الكرة السعودي الرهان، وأثبت أن كرة القدم لا تدار في الملعب فقط، والأمور بحاجة إلى الكثير من الحكمة والكياسة عند اتخاذ القرارات، واليوم هو مطالب بإعداد المنتخب السعودي بكل أريحية للمشاركة في المونديال، وخوض مباراة تاريخية في الافتتاح بمواجهة «الدب» الروسي.