قبل يومين كان أحد الأخوة المستمعين يبث معاناته عبر البرنامج الجماهيري «استديو1» من إذاعة أبوظبي، ويروي تجربته المريرة مع أحد مكاتب «تسهيل» لتجديد إقامة عاملة منزلية، بعد أن انتقل هذا الأمر من مكاتب الطباعة العادية إلى «تسهيل» بعد أن آلت أمور هذه الفئة من العمالة مع غيرها لوزارة الموارد البشرية والتوطين. يقول الرجل عن معاناته إنه توجه لأحد مكاتب «تسهيل» لإنجاز معاملته، حيث قدم المطلوب منه من أوراق ودفع الرسوم كاملة، وهي بالمناسبة أكثر مما كانت تتقاضاه المكاتب العادية، وليس هنا باب الاعتراض، وإنما كانت المشكلة عند ذهابه إلى «جوازات أبوظبي»، حيث أبلغ بأن المعاملة غير مكتملة، وبالتالي عليه مراجعة «تسهيل». الرجل الذي يسكن في السمحة، أي على بعد أكثر من 45 كيلومتراً من العاصمة، قال «ظللنا ثلاثة أيام على هذه الحالة» سايرين و«رادين»، بصورة تؤكد أن موظفة «تسهيل» غير ملمة بالإجراءات المطلوبة، ولم تخضع لأي دورة تدريبية حول الإجراءات والأنظمة الجديدة، وبالتالي تحول الهدف من «تسهيل» إلى تعقيد للأسف على يد مثل هذه النوعية من الموظفين الذين يسيئون لجهد كبير ونوعي متميز لمختلف مؤسسات الدولة التي أنفقت الملايين من الدراهم، واستثمرت كثيراً وطويلاً في إطلاق المبادرات من «تسهيل» و«تدبير» و«تقييم» وغيرها من البرامج والتطبيقات الذكية ليس فقط من أجل خدمة المتعاملين، وإنما إسعادهم. ولكن للأسف شرائح واسعة من العاملين في مكاتب «تسهيل» أو«تدبير» يبدو أنهم غير مدركين أو مستوعبين لجوهر وروح تلك المبادرات الرامية لخدمة الناس والمتعاملين برقي وتحضر، يوفر عليهم المشقة وكثرة التردد والتيه بين دهاليز المكاتب في زمن «التطبيقات الذكية». نعود للقول بأن وزارة الموارد البشرية والتوطين مدعوة للاهتمام بتأهيل العاملين في المكاتب وتدريبهم بصورة مكثفة بالتنسيق مع من تطلق عليهم الوزارة «شركاء استراتيجيين»، وفي مقدمتهم الجوازات والبلدية «التنمية الاقتصادية». كما أنها مدعوة للتعامل مع أي تجربة جديدة بأريحية لجهة التطبيق التدريجي أو منح المكاتب فرصة للتدريب والتعود على البرنامج والتطبيقات لفترة محددة قبل أن يوكل لها التطبيق الفعلي. وقد أثبتت التجارب أن تحديد موعد زمني لإطلاق هذه المبادرة أو تلك ومن ثم تطبيقها من دون الاستعداد الجيد تؤتي نتائج عكسية، وبعيدة كل البعد عن الهدف الأساسي لها لإسعاد المتعاملين.