حتى الآن.. «الأبيض» ليس على ما يرام في «خليجي 23» بالكويت.. نعم كنا نحفزهم، وكنا مع المكسب، حتى لو تحقق بشق الأنفس، وبأداء غير مرضٍ، ولكن الواقع أن المنتخب حتى الآن ليس على حالته، ويمكن القول إنه تائه.. تائه في الطريقة، وفي الأداء، وفي وعي اللاعبين ذاتهم، فلا نكاد نشعر أنهم يريدون المضي في البطولة إلى نهايتها.. هناك ما يكبلهم، ولكن الروح في الأداء من المفترض أنها لا تكبل.. خسرنا مرات، وتعادلنا كثيراً، لكننا أيضاً كنا رغم ذلك جيدين، ولنا نسق وشكل، أما ما نراه في كأس الخليج، فليس ما نتمناه من «الأبيض» على الإطلاق. ليست المشكلة في مباراة السعودية التي تعادلنا فيها، ولكن الأزمة أن «الأبيض» بهذا الشكل لا يمكن التعويل عليه في سائر المباريات، وإن تجاوز الدور الأول، فما لديه حتى الآن لا يؤهله للذهاب بعيداً، ومباراتنا المقبلة مع الكويت ستكون عصيبة، بالنظر إلى خروج المنتخب الكويتي، وأنه سيلعب دون ضغوط، ويريد أن يصالح جماهيره، ويقدم مشهداً لائقاً في وداع البطولة. لا أدري إن كانت المشكلة حقاً في زاكيروني وطريقته الدفاعية، وهل جاء إلى الكويت ليجرب الخطط واللاعبين أم ماذا؟، لكن حتى التجارب لا تكون بهذا الشكل، فليس هناك ما يجربه، وما رأيناه ليس حتى تجارب، ولست مع من يقولون إن المدرب الإيطالي يبني الخطوط تباعاً، فيولي كل اهتمامه للدفاع حالياً، قبل الاتجاه لبقية المراكز، لأنه لا يبني «بيتاً» ولا «عمارة»، وإنما كياناً واحداً، إذا اختل منه جزء ستتداعى بقية الأجزاء، ووصول المنتخب إلى أربع نقاط للآن، إنما تحقق بفضل المنافسين، أكثر مما حققه لاعبو «الأبيض». المنتخب السعودي الذي واجهناه أمس الأول، والذي من المفترض أنه هو من جاء ليجرب ويستكشف لاعبيه «الرديف»، كان أفضل منا في فترات كثيرة، وكان لديه شكل وصورة وأداء، أما نحن فنفتقد الكثير، واللاعبون يؤدون بلا روح، ولا بد من وقفة مع الجميع، لنعرف ماذا يحدث بالضبط، وهل هذا هو «الأبيض» الجديد، لأن هذا الجديد لا يمكن أن يستمر. وبعيداً عن منتخبنا، فقد ألقى خروج المنتخب الكويتي من المنافسات، بظلاله على البطولة التي يحمل لقبها عشر مرات، وكان دائماً أبداً من علاماتها، والحقيقة أن الجمهور الكويتي ضرب أروع المثل، في دعم فريقه، من خلال حضور غير مسبوق في الدورات الخليجية، قارب السبعين ألفاً في مباراته الأخيرة أمام عُمان، وهو حضور تمنينا معه استمرار «الأزرق» ليستمر هذا الصخب، ولكن ما يشفع للكويتيين أن كل ما حدث هنا كان استثناء وعلى عجل.. تم رفع الإيقاف وإسناد البطولة وتشكيل الفريق في أيام معدودة، وما حققوه أكثر من المأمول ولا ينال منه الخروج المبكر لـ«الأزرق». كلمة أخيرة: التجربة مكانها التدريبات وليست البطولات.