لا أعلم هل يجب أن نفرح بنتيجة التعادل التي آلت إليها مباراة منتخبنا الوطني أمام «الأخضر» السعودي، والنقطة اليتيمة التي رفعت من رصيدنا إلى 4 نقاط، أم هل يجب أن نحزن، لأننا واجهنا منتخباً يضم مجموعة من العناصر الجديدة للغاية، والتي لم تحظ بفرصة للإعداد، كما أنها لا تزال غير متجانسة، ويلعب معظم أفرادها بجوار بعضهم للمرة الأولى، وبمدرب جديد نزل من الطائرة، ليتسلم قيادة الفريق، وربما لا يزال لا يحفظ أسماء بعضهم. هي مشاعر متضاربة، ما بين الحسرة على فوز ضائع كان متاحاً، إذا كنا في أفضل حالاتنا، إذا وجدنا هويتنا المفقودة، والتي صعب علينا مدربنا الإيطالي زاكيروني إمكانية استعادتها، وما بين الرضا بالخروج من المباراة بنقطة هي أفضل من لا شيء، بناء على واقع كان على أرض المباراة، ومجموعة من الفرص الضائعة التي كادت أن تحرمنا من تلك النقطة اليتيمة. ولكن الأكيد أن هناك وقفة ضرورية ومطلوبة، من اللجنة الفنية في اتحاد الكرة تجاه الإيطالي زاكيروني، ومناقشته في العديد من الأمور التي يتحدث عنها الجميع خلف الكواليس، وفي الجلسات الخاصة والأحاديث الودية عن تغيير الطريقة التي لطالما كان المنتخب يلعب بها، والعديد من القناعات التي لم تثبت جدواها حتى الآن، وباتت بحاجة إلى المراجعة. تلك النقطة اليتيمة، ربما أبقتنا في مقدمة المرشحين للتأهل إلى الدور نصف النهائي، ولكن لا تزال المهمة صعبة، حيث بثت الأمل في المنتخبين الكويتي والعُماني اللذين كانا يخوضان مباراتهما الثانية في الوقت الذي كنت أكتب فيه هذا المقال، وستكون المواجهة صعبة للغاية أمام أصحاب الأرض والجمهور «الأزرق» الكويتي في ختام الدور الأول. هذا المنتخب «عناصرياً» يضم مجموعة هي الأبرز بين كل المنتخبات المشاركة في هذه النسخة من كأس الخليج، وكل مدربي هذه المنتخبات يتمنون تلك النوعية، وبالتالي من المفترض أن يكون زاكيروني الأكثر حظاً لوجودهم بمعيته، وعليه أن يجيد الاستفادة من إمكانياتهم القادرة على ترجيح كفة أي فريق. لا تزال الفرصة لدينا وحظوظنا في أيادينا، بإمكاننا حسم المهمة، ولكن العملية لا تتعلق بفوز قد يأتي بطريقة أو أخرى، ولكن القلق على الهوية الغائبة، والتي لا تزال لغزاً عجز عن فك طلاسمه كل الخبراء والمراقبين، فنحن لا نبحث عن فوز خادع أو انتصارات وهمية، نحن نتحدث عن شخصية ضائعة وعن أزمة هوية.