تستمد دورة الخليج أهميتها، عبر تاريخها، من الأجواء المصاحبة لها، حيث التصريحات الساخنة التي يطلقها كبار المسؤولين، والتي يكون لها صدى واسع في أوساط الدورة، وتخلق حالة من الإثارة والجدل في أروقتها، مما ينعكس على أرضية الملعب، إذ يحاول اللاعبون أن يترجموا الإثارة خارج الملعب إلى تنافس ساخن في المباريات، فترتفع وتيرة الأداء بما يترجم الحالة خارج الملعب. وفي السنوات الأخيرة، افتقدت دورة الخليج تلك الأجواء في الفنادق واختفت الديوانيات، لغياب المسؤولين الذين كانوا، بتصريحاتهم يصنعون المانشيتات الساخنة، ويتهافت الإعلاميون على إجراء الحوارات والمناظرات بين هؤلاء المسؤولين، حتى أن الكثيرين رأوا أن دورة الخليج بطولة كروية صنعها الإعلام. ولم يعد في الساحة سوى الشيخ عيسى بن راشد ـ أطال الله في عمره ـ عرّاب دورة الخليج وشاهد العيان على كل أحداثها منذ الدورة الأولى التي انطلقت من بلاده البحرين قبل 47 عاماً، وحتى الدورة الحالية، بعد أن رحل عنّا العديد من الرموز والشخصيات المؤثرة، إما بالوفاة أو بالابتعاد عن الساحة الرياضية وخدمة بلادهم من مواقع أخرى. وتتضاعف صعوبة الموقف أمام الإعلاميين عندما ترفع الفرق المشاركة لافتة «ممنوع الاقتراب أو التصوير»، برغم «ودية الدورة» وعدم الاعتراف بها من قبل «الفيفا» حتى الآن، وهي حالة من شأنها أن تشكل عائقاً أمام أداء الإعلاميين الذين يفردون مساحات واسعة، صحافةً وتلفزيوناً، من أجل تعزيز مكانة الدورة. ولا بد أن يدرك المسؤولون عن الفرق أن الكل في قارب واحد، وبغير تسهيل مهمة الإعلاميين، حتى لو كان ذلك من خلال ضوابط منطقية ليس مبالغاً فيها، تزداد المهمة الإعلامية صعوبة بما يضر بمصلحة الدورة التي كانت، طوال مسيرتها، سبباً في تطور الأداء الإعلامي، وحرص الإعلاميون على استحداث أفكار استثنائية، ومبادرات غير مسبوقة، لخدمة الدورة والارتقاء بها. ××× في الجولة الأولى، تعرض منتخب اليمن لأثقل خسارة في «خليجي 23» حتى الآن، ويبقى السؤال: متى يحقق «اليمني» أول فوز له في الدورة؟ فقد «هرمنا» من أجل انتظار تلك اللحظة! والسؤال الأهم: متى يصبح منتخب اليمن «السعيد» قولاً وفعلاً؟