مع انطلاق كل بطولة خليجية، نسمع النغمات نفسها تتكرر في الصحافة ووسائل الإعلام، والآن في «السوشال ميديا»، حول ضرورة إلغاء بطولات كؤوس الخليج كونها استنفدت أسباب وجودها، وأصحاب هذا الرأي يقولون، إن الدول المشاركة في البطولة بات لديها منشآت حديثة وعملاقة، وأربع منها تأهلت لكؤوس العالم، وبات البعض ينظر لكؤوس الخليج «من فوق»، وهذا برأيي خطأ، لأن هذا يعني أيضاً لماذا تبقى بطولة أمم أميركا الجنوبية، رغم أن كل دولها تقريباً تأهلت لكؤوس العالم، ونالت الألقاب، ومنحت العالم مواهب وأساطير، وبات اللاعبون هم الأهم في العالم، فلماذا يشاركون في بطولة قارية، مثل كوبا أميركا، أو لماذا نقيم بطولات العرب، أو لماذا توجد بطولة لغرب آسيا؟. طالما هناك أجيال تتعاقب، ومواهب موجودة في حاراتنا وشوارعنا، وطالما هناك تنافس بين المشاركين، وطالما هناك اهتمام إعلامي وبرامج وقنوات، وجرائد وصفحات تكتب وتتابع كؤوس الخليج، فلماذا نطالب بإيقافها، ونحن أحوج ما نكون لمناسبة نلتقي فيها أولاً، ويتعرف لاعبونا على زملائهم ثانياً، ونتنافس فيما بيننا على زعامة المنطقة كروياً ثالثاً، ونتمتع برؤية مباريات جماهيرية رابعاً، ويقوى عود بعض المنتخبات المنتخبات التي لم تتأهل بعد لكؤوس العالم خامساً، ونتحضر للقادم من المنافسات التي يراها البعض «أهم»، مثل نهائيات أمم آسيا وكأس العالم سادساً. لا أعتقد أن هناك بطولة غير مفيدة «إذا كانت في توقيت مناسب للجميع»، ولا أعتقد أن غياب بطولة الخليج أفضل من وجودها، ولا أعتقد أن المطالبة بإلغائها أمر سيتوقف مع كل بطولة قادمة، ولكني أعتقد أن جميع المطالبين بإلغائها لا يفوتون مباراة من مبارياتها، ويتابعون كواليسها وتصريحاتها وحواراتها، حتى لو قالوا عكس ذلك.