مرة واحدة، استقبل فيها العراق بطولة كأس الخليج، وكان ذلك عام 1997، وربما من هذا التاريخ، والعراق يطلب والخليج يراوغ، لأنه لا أحد يريد أن يتكلم بصراحة، وأن السبب في عدم إسناد البطولة للعراق، ليس أبداً في الإنشاءات ولا الترتيبات اللوجستية وغيرها، وإنما هو في الظروف غير المواتية، التي يعيشها البلد الشقيق من عقود، والتي تجعل من إسناد البطولة إليه، مغامرة محفوفة بالمخاطر. أمس الأول، كشف عبدالحسين عبطان وزير الشباب والرياضة العراقي، رغبة بلاده في طلب استضافة «خليجي 24»، كما أكد أن وزارة الشباب ستوفر كافة مستلزمات ضيافة الوفود الخليجية والتجهيزات الرياضية والمنشآت المتكاملة الحديثة، ولا أستبعد أن تتبع الاتحادات الخليجية السيناريو المعتاد، فتوافق بصورة مؤقتة، وشيئاً فشيئاً تسحب التنظيم، إما قبل البطولة بقليل أو بكثير.. المهم أن الطرفين - العراق والاتحادات الخليجية - ربما يعلمان أن البطولة لن تقام في العراق الآن، وأن الأمر بحاجة إلى وقت لا يرى فيه أحد على الإطلاق أن اللعب في بلاد الرافدين مخاطرة. أعلم كم ستجر علي كلمتي، وهي ليست الأولى في هذه القضية بالذات، لكنني أرفض أن أكون كالبقية، أو ربما ليست لدي تلك الحساسية التي تغلف قرارات الاتحادات الخليجية، ولكن المفترض بهم أنهم تجاوزوا هذا «الحياء» منذ زمن، والمفترض أيضاً أن الأشقاء في وزارة الشباب العراقية وفي الاتحاد هناك، تجاوزوا أيضاً هذه النقطة.. نقطة أن يطلبوا البطولة، وهم يعلمون أنها لن تذهب إليهم، طالما بقيت الأمور على حالها. أذكر في كأس آسيا 2011 أن أحد مسؤولي المنتخب العراقي تحدث عن فرص العراق لتنظيم البطولة، وكان العراق قد تقدم أيضاً وقتها لطلب التنظيم، وذهب الرجل إلى ما لم يذهب إليه غيره، وأكد أنها لن تقام لديهم لفترة طويلة، لكنه لم يتحدث كما يصر غيره عن المنشآت والملاعب، وإنما عن تلك الحالة التي لا نستحضرها إلا بداخلنا، ونحن نتابع الواقع العراقي الذي ندعو الله أن يعود كما كان. لم تكن المنشآت والترتيبات يوماً عائقاً أمام البطولة، والنسخة التي انطلقت أمس في الكويت أصدق دليل على ذلك، فقد أسند تنظيمها إلى الكويت قبل أيام، ورغم ذلك ذهب الجميع دون أن يسألوا كيف وتكفل وطن النهار بالمهمة دون أن يسأل هو أيضاً كيف.. الأزمة دائماً في أننا لا نواجه الحقيقة ونترك ما يجب أن نتحدث عنه. كلمة أخيرة: أينما حلت البطولة فهي في العراق.. كلنا وطن واحد