من دون رتوش ولا مجاملات، كانت معظم الأحاديث قبل لقاء الجزيرة وريال مدريد الإسباني في نصف نهائي كأس العالم للأندية، ليس من سيفوز، بل كم سيخسر الجزيرة أمام أفضل فريق في العالم، يضم أفضل لاعب ومدرب على سطح الكرة الأرضية، ويضم نجوماً الاحتياطي منهم كان يوماً أغلى لاعب في العالم، وهو الويلزي جاريث بيل. الجزيرة الذي هزم بطلي أوقيانوسيا وآسيا أثبت فعلاً أن المستحيل بالنسبة للإمارات «مجرد كلمة». ونعم لو استغل الجزيرة الظروف التي صاحبت المباراة، ولو لم يخرج العملاق علي خصيف، ولو لم يمرر علي مبخوت الكرة، وهو منفرد لبوصوفة، لربما خرج الجزيرة فائزاً، ووصل إلى نهائي كأس العالم للأندية في مفاجأة قد تكون الأكبر في تاريخ الكرتين الإماراتية والعربية وحتى الآسيوية. ومن شاهد فرحة «الرياليين» بتسجيل «البديل» جاريث بيل هدف الفوز، سيدرك أنهم أخطؤوا وأخطؤوا كثيراً في الاستهانة بممثل الإمارات، رغم أن مدربهم زيدان، قال قبلها إنه لا توجد مباراة سهلة، ولا يوجد فريق صغير، ولا توجد نتيجة مضمونة في عالم الكرة، وهو ما أثبته الهولندي تين كات ومجموعته، علماً بأنني سمعت كلاماً كثيراً قبل البطولة، بأن أيام هذا المدرب معدودة، وأنه سيخرج من الباب الضيق، بعد النتائج السلبية التي حققها الجزيرة، في دوري الخليج العربي، ولكني أعتقد أنه بات صعباً جداً الآن، أي حديث عن خروج تين كات من «فخر أبوظبي»، فهو قدم لنا فريقاً نعتبره بالفعل ليس فخراً للعاصمة أبوظبي، بل فخر لكل العرب، وللأمانة يستحق علي خصيف مقالة لوحده، فهذا الرجل فعل ما يمكن تسميته بالمعجزة، في صد أكثر من عشرة أهداف، معظمها محقق من أقدام ورؤوس لاعبين بالملايين، لاعبين هزوا شباك أعتى حراس المرمى في العالم، وعجزوا عن هز شباك خصيف الذي خرج مصاباً، وللأمانة لم يكن بديله سيئاً، بل قام بواجبه أيضاً. وبغض النظر عن نتيجة مباراة المركز الثالث، ستبقى ذكرى مباراة الجزيرة وريال مدريد عالقة في ذهن كل من تابعها، وهي تبشر بمستقبل أفضل لكرة الإمارات أندية ومنتخبات بإذن الله.