كان يوماً رائعاً.. أمسية لا تنسى.. مباراة للذكرى.. للتاريخ، قدم فيها الجزيرة كل شيء، المتعة والقوة والصلابة والعزيمة والواقعية، هناك فرق بين الحظ والجهد.. وبين أن «تمشي معاك» وبين أن تستحق الإشادة! المباراة توقعها البعض استعراضية، ومواجهة من طرف واحد، وانتصاراً كاسحاً، وأن يكون ممثلنا مجرد متفرج وجالب للكرات من الشباك.. ولكن ما حدث كان العكس. الصحف العالمية أمس تحدثت عن معاناة في الصحراء، كما عنونت إحدى الصحف في إسبانيا، وهناك صحف أشادت بعلي خصيف، وأخرى تحدثت عن رومارينيو، والإشادة يجب أن تكون بالجميع، فالنجاح للجميع، والإشادة بكل الفريق، وعلى رأسهم تن كات الذي أعطى ثقة وإلهاماً غير طبيعي، فحولهم من فريق متواضع ومجهول، مقارنة بالمنافسين في البطولة، إلى الحصان الأسود الذي لا يُقهر ولا يُهزم بسهولة. الجزيرة أجبر الريال على أن يكون أكثر جدية، وأجبرهم على أن يلعبوا بكل قوتهم، وأن يهاجموا ويضغطوا ويلعبوا بكل أوراقهم في دكة الاحتياط، وحتى الإعلام تحدث عن إمكانية التعاقد مع مهاجم آخر في انتقالات الشتاء، بعد أن شاهدوا كيف وقف بنزيمة في الأمام من دون أي تأثير! شكراً من القلب على هذا التشريف، وشكراً من القلب على هذه الروح، وشكراً من القلب على هذه الرغبة في صنع بسمة على شفاه الرياضيين. كلمة أخيرة: الجزيرة خسر المباراة ولكنه كسب احترام العالم.