الجزيرة والريال، مواجهة من الخيال، بطل دوري الإمارات، على موعد مع التاريخ، عندما يستقبل في مدينة زايد الرياضية هذا المساء أعظم نادٍ عرفته البشرية جمعاء، ليس انحيازاً ولا تقليلاً من الآخرين، ولكنه بالفعل كذلك، لست أنا الذي أحدد ولكنها الأرقام والإنجازات والألقاب، والتاريخ هو الذي يحكم، فهو بطل أوروبا 12 مرة، وبطل العالم مرتين، وبطل الليجا الإسبانية 33 مرة، وفي رصيده 87 لقباً ما بين محلي وقاري ودولي. إذن هي فرصة العمر وسيرة ذاتية بحد ذاتها، أن يواجه لاعبو الجزيرة نجومهم المفضلين على مرأى من العالم في مباراة الدور نصف النهائي لكأس العالم للأندية، هذه الأمور لا تتكرر كثيراً في حياة لاعبي كرة القدم الخليجيين والعرب، وعندما تحدث عليك أن تعيش اللحظة وتتمسك بالفرصة بأقصى ما استطعت من قوة، وأن تقدم أفضل ما لديك، وفي الغد ستكون حديث العالم بأسره. هي دعوة للمتعة والاستمتاع بهذه المباراة، فقد قدم لاعبو الجزيرة مشاركة مثالية حتى اليوم، ونحن لا نطالبهم بالمستحيل، لا نقول لهم عليكم الفوز على العملاق المدريدي، ولكن الدخول إلى أرض الملعب من دون ضغوطات، وتقديم أفضل أداء ممكن، ورسم لوحة مشرفة للكرة الإماراتية إلى كل العالم، ومثل هذه المباريات هي واجهة تسويقية ودعائية ليس لها مثيل، على اعتبار الجماهيرية الكبيرة للفريق الملكي، وملايين البشر الذين سيشاهدون المباراة، فهم يعرفون ريال مدريد، ولكنهم سيتعرفون هذا المساء على الفريق الذي قهر بطلي قارتين واسمه الجزيرة، وينتمي إلى دولة الإمارات. من الذي سيرافق كريستيانو رونالدو كظله، ومن سيراقب بنزيمة، وكيف سيتم الحد من تحركات مودريتش الخطيرة، ومن سيوقف انطلاقات مارسيلو، وماذا عن كروس وإيسكو ومن سيمنع راموس من الارتقاء لأداء رأسياته الشهيرة، كلها أسئلة لا تبدو محيرة، بقدر ما هي ممتعة، فهي مباراة العمر، وستحتل مكانة مميزة ومرموقة في مسيرة كل لاعب سيشارك هذا المساء، وستظل عالقة في أذهان الجماهير التي ستملأ الملعب عن بكرة أبيه، لتشاهد رونالدو ورفاقه، وكذلك مبخوت وبقية المجموعة التي دخلت تاريخ الكرة الإماراتية من الباب الواسع. لا تفكروا كثيراً في النتيجة، عليكم بالاستمتاع، لا نطالبكم بالوصول إلى المباراة النهائية، ولكن ادخلوا المباراة كأنكم تحضرون إحدى حفلات الأوبرا، واخرجوا منها كأنكم خارجون من أتون حرب طاحنة، وبغض النظر عن كل شيء، هنيئاً لكم لقد دخلتم التاريخ.