لا شيء يمضي بالمصادفة، لا سيما النجاح، هو لا يأتي للجالسين في انتظاره.. لكنه يلتقيهم في منتصف الطريق إليه.. يعلم أنهم ساروا إليه فيسير إليهم.. يعلم أنهم يريدوه فيريدهم.. يعلم أنهم يستحقون. في 48 ساعة، صار سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس نادي الجزيرة ومالك نادي مانشستر سيتي، حديث العالم من أقصاه إلى أقصاه، فإضافة إلى عطائه السياسي الممتد والمتشعب والثري، تأكد للعالم أيضاً أنه شخصية رياضية من الطراز الأول، فالناديان اللذان يشرفان بإدارته وتوجيهاته، أحدهما يتصدر الدوري الإنجليزي بفارق كبير وقياسي عن أبرز منافسيه، والثاني يستعد لمواجهة ريال مدريد في نصف نهائي كأس العالم للأندية، ليمتد الفخر من أبوظبي إلى مانشستر في إنجلترا، والقائد في الحالتين واحد.. هو ربان السفينتين سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان. أمس الأول، اقترب مان سيتي أكثر من لقب الدوري الإنجليزي بعدما أكد تفوقه على مضيفه وجاره مانشستر يونايتد وهزمه بهدفين مقابل هدف في ختام الجولة السادسة عشرة من الدوري، ليرفع القمر السماوي رصيده إلى 46 نقطة بفارق 11 نقطة عن اليونايتد الذي تلقى أول خسارة على ملعبه بعد 40 مباراة في مختلف المسابقات، قضاها عصياً على الانكسار بين جماهيره، قبل أن يفعلها السيتي. لا حديث لصحافة العالم الرياضية سوى عن السيتي الذي بات حسب وجهة نظر الكثيرين أقوى فريق بالعالم، وأمس تغنت كبريات الصحف العالمية بالإنجاز وبما حققه المان سيتي الذي كان قبل أن يصله سمو الشيخ منصور بن زايد مجرد أطلال وذكريات قديمة وجمهور يائس لا يتطلع إلى أي شيء وأفق مسدود، ليتبدل مع قدوم فارس أبوظبي المشهد بأكمله، وتتغير الصورة من النقيض إلى النقيض، وليصبح مان سيتي طرفاً أصيلاً في كل المعادلات الأوروبية. المشهد في الجزيرة الإماراتي اليوم، يؤكد أن النهج واحد، وعلى الرغم من التباين والاختلاف الكبير بين الواقع هناك في أوروبا والواقع هنا، سواء في الدوري الإماراتي أو في الكرة الآسيوية ككل، إلا أنه لا يمكن الفصل بين ما يحققه مان سيتي وما فعله مؤخراً الجزيرة بتغلبه على أوكلاند بطل أوقيانوسيا ثم أوراوا الياباني بطل آسيا، وصعوده لمواجهة ريال مدريد في لقاء تاريخي واستثنائي، فالرابط في الحالتين هو سمو الشيخ منصور، صانع الفخر هنا وهناك.. مفسر الأحلام هنا وهناك.. ربان السفينة الراسية على شاطئ الأمجاد في مانشستر، وسفينة الجزيرة، الماضية هي الأخرى إلى مجد ينتظرها ويرعاه منصور. كلمة أخيرة: الرائعون ينثرون الروعة أينما حلوا.. لا يليق بهم سوى المجد