احتضنت دولة الكويت الشقيقة الأسبوع الفائت قمة مجلس التعاون الخليجي، التي حملت رسالة قوية واحدة، جسدت حرص قادة المجلس على انتظام انعقاد دورات هذه المنظومة من العمل الخليجي المشترك على الرغم من الشرخ الهائل الذي أحدثته دولة عضو في جسم المجلس بمواقفها الصادمة والداعمة للإرهاب، وهي قطر غير المستوعبة أو المقدرة لمعنى أن يكون البيت الخليجي متوحداً ومستقراً، ونحن نشهد ونلمس شدة اضطراب المنطقة من حولنا والنيران المشتعلة فيها، والتي كان للدوحة يد في مجرياتها. وقد كان من أكثرها دموية الطريقة التي صفت بها الميليشيات الحوثية الإيرانية الإرهابية الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح واغتالته بكل خسة وحقارة ودناءة، بالأساليب ذاتها، المعروفة عن أذناب إيران الدولة «الشريفة» المتحالفة معها قطر. لا شك في أن غياب رجل بحجم وقوة ودهاء صالح سيكون مؤثراً في مجريات الأحداث التي يشهدها موطن العرب، ولكن إرادة شرفاء اليمن والتفافهم حول حكومتهم الشرعية، وبدعم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وبالمشاركة الإماراتية الفعالة، ستتصدى للمخطط التوسعي الإيراني، مع اقتراب قوات الشرعية وحلفائها من تخوم «صنعاء العروبة» التي ستظل عربية وعمقاً استراتيجياً لشقيقاتها في بلدان الجزيرة والخليج برغم كل المكايد والدسائس والحرب الإبادة والتدمير القذرة التي تقوم بها الميليشيات الحوثية وقوات الحرس الإيراني وحزب الشيطان اللبناني، بغطاء سياسي ودعم مالي من قطر التي أسقطت الأحداث المتتالية كل أوراق التوت عنها، لتؤكد تلك الأحداث إصرار تنظيم الحمدين المضي حتى النهاية نحو الهاوية التي اختاروا خارج المسيرة الخليجية. تردي الأوضاع في منطقتنا العربية والإسلامية والانقسامات على الساحة الفلسطينية، والتي غذتها قطر بدعم طرف على حساب آخر، كانت سبباً رئيساً في تعثر المصالحة الفلسطينية، وبالتالي مسيرة السلام التي تلقت آخر مسمار في النعش بالقرار المتهور للرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة، واعتبارها عاصمة لإسرائيل، وهي الخطوة التي أعربت دولة الإمارات عن أسفها واستنكارها الشديدين لها باعتبارها «مخالفة لقرارات الشرعية الدولية، ولن تغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال، ويعتبر انحيازاً كاملاً ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس». اليوم أحوالنا لا تحتمل سوى الالتفاف حول رسالة الاستقرار التي تحملها هذه النقطة المضيئة من عالمنا، وقاها شر الدسائس والفتن.