اليوم لكل العرب في كأس العالم للأندية.. يواجه الجزيرة فريق أوراوا الياباني، ويخوض وداد الأمة المغربي مواجهة نارية أمام باتشوكا المكسيكي.. لا أحد اليوم يجب أن يكون مثلهما.. لا أحد اليوم يستحق أن يقف الجميع خلفه مثلهما.. في الطريق إلى نصف النهائي تبدو الأمنيات قريبة، لكنها لن تتحقق إلا بالجميع.. في الملعب على كل فريق أن يبدو مختلفاً وقادراً على انتزاع حلمه، وفي المدرجات لابد أن يكون هناك من يستحق، فالأحلام التي تأتي للنائمين غالباً لا تتحقق. تجاوز فريق الجزيرة عقبة مهمة، لكن مواجهة اليوم أصعب بكل تأكيد، فالفريق الياباني الذي يجلس على قمة آسيا، لن يقبل التفريط في مكانته أمام فريق من آسيا، وبإمكان «فخر أبوظبي» أن يكتب اليوم تاريخاً جديداً، ليس فقط بالصعود لمواجهة ريال مدريد، وإنما بالتفوق على بطل آسيا، والتأكيد على أن حسابات القوة لا تفرزها البطولات وحدها. لا مسلمات في قاعدة الكرة، وإذا كان الفريق الياباني يمتلك مميزات شتى أبرزها الخبرة والقوة والسرعة، فإن ممثل الإمارات هو أيضاً لديه مميزات كثيرة، أبرزها الأرض والجمهور، التي وإن لم تعد ميزة فارقة في الكرة الحديثة، إلا أنها تبقى مرجحة إذا ما أدى كل طرف ما عليه كما ينبغي. ذهاب الجمهور إلى استاد مدينة زايد الرياضية الليلة، يبدو واجباً تجاه فريق يدافع عن لون من ألوان الإمارات.. ليس مقبولاً ولا مستساغاً أن يذهب الجزيرة إلى هناك ليبدو مثل الضيف، وليس بإمكاننا أن نطلب من الفريق الفوز، ما لم نبادر ونذهب للدفاع عن الحلم الذي قد يتشكل بلون ومفردات التاريخ، بالصعود إلى مواجهة ريال مدريد، ووحدها تكفي وزيادة. أوراق تين كات تبدو مكتملة، من الحارس المخضرم والكبير على خصيف إلى كل اللاعبين أمامه، ولا شك أنهم يعلمون أهمية اللقاء وماذا يعنيه، وطوال تسعين دقيقة مطلوب من الفريق أن يختزل طوال هذه الدقائق أحلاماً قد تشكل الكثير في شهور وسنوات قادمة، ففي النهاية هناك تاريخ سيسجل، وسيحتفي بالمنتصر في هذا المحفل العالمي. كلنا اليوم فريق الجزيرة.. كلنا الفخر، وكلنا ننشد الفخر وأن نمسك بناصية المجد.. علينا أن نكون هناك فهذا واجبنا، أما واجب اللاعبين فهم ليسوا بحاجة لمن يذكرهم به.. هم يعلمون أن التاريخ لا يعترف إلا بالأقوياء ولا ينحاز إلا لمن ينحاز إليه. أما وداد الأمة المغربي، فله في مسيرة من سبقوه من بلاد أسود الأطلسي ما يكفيه.. عليه أن يضيف المزيد لكتاب الفخر المغربي، وهو يستطيع.. هو ند وأكثر لباتشوكا، وكم أتمنى أن يبتسم اليوم لكل العرب فما أحوجنا لأن نفرح. كلمة أخيرة: يوم يختزل سنوات جدير بالتحديات.. يوم يصنع التاريخ ويشيِّد الآمال يحتاج إلى رجال.