من «جميلة» إلى «كلب»، من المسرح إلى الشعر، من روعة الصوت الإذاعي إلى العمل الأدبي الإبداعي، مثل ما أعرف موج البحر ورفة طائر الماء، أعرفه، بل نعرفه جميعاً، بدأ نجماً ساطعاً على خشبة المسرح وبارعاً في فن الإخراج والكتابة للمسرح، البداية كانت مسرحية «جميلة»، وتلتها أعمال إبداعية مسرحية زيّنت خشبة المسرح بالبعد الفكري والرؤية الثاقبة للحياة الاجتماعية، ماضيها وجديدها. يزين الأعمال الفنية والثقافية، اسمه ووجوده، وينير مسار الأعمال الفنية المسرحية، بوجوده كاتباً أو مخرجاً، عرفته في البدء عن بعد، عن طريق المسرح، وعرفته عن قرب كصديق جميل رائع في كل شيء، إنْ أنشد قصائد المتنبي التي يعشقها.. أبدع، أو جاء صوته عبر الأثير خلف الشاشة التلفزيونية أو صوت الإذاعة، هو المبدع في المجالات الفنية والثقافية والأدبية، إنه الفنان والكاتب والأديب والمبدع جمال مطر، يجمع أجمل صفتين تبعثان على البشارة والحب والفرح والجمال، من اسمه ينطلق إبداعه وحضوره، وإذا كان للإنسان من اسمه نصيب، فإن جمال قد ملك الصفتين، جميل في حديثه وإنسانيته وحبه للناس والفن، هو المطر في العطاء والمشاركة الإبداعية في ساحة الإمارات الأدبية. جمال مطر في مجال الرواية، وهذه روايته الأولى تطل وتهل مثل المطر الهتان، قال ليّ هي المحاولة الأولى، ولكن عندما قرأت جزءاً من الرواية، ولم أكملها بعد، شعرت أن جمال مطر ينطلق من أرضية صلبة ومن دراية ومعرفة بفن الكتابة والدخول إلى عالم الرواية، ولعل تجربته في مجال كتابة المسرحيات، أوصلته إلى الطريق الصحيح في كتابة الرواية، ولو توقفنا مثلاً عند فاصلة ونقطة الحديث أو الحكاية عن فصل «كلب»، فإننا نقف على قدرة كبيرة لدى الكاتب على رسم الصورة والمشهد الروائي بطريقة رائعة وجميلة، ومخيلة إبداعية في غاية الحرفية والجمال في التقاط الحكاية والحديث المتخيل عن حياة «كلب» صغير يدخل إلى تدرج الحياة، ويقدم جمال تلك الصورة بنظرة المسرحي والكاتب المتمكن من كتابة النص الأدبي، كذلك أيضاً في فصول سبقت هذا المقطع من الرواية، مثل «الحلم» و«اسمي ليلى»، جمال مطر يتفوق على روايات جديدة، طرحها بعض الشباب المتعجل في الكتابة أو فاقد الأرضية الثقافية، وهذا عكس جمال مطر الذي يأتي من خلفية ثقافية وفنية ومسرحية وإذاعية، صنعت منه نجماً في مجالاته وإبداعاته. رواية كلب هي بداية الجمال والمطر، تماماً مثل النسمة.