في قمة المعرفة التي عقدت في دبي، وافتتحها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كان كشف الحساب، أسفر عن إزاحة الظلام عن ثلاثين مليون شاب وطفل عربي، هؤلاء بفضل العناية الفائقة من ذوي الهمم العالية، خرجوا إلى العالم من بؤرة العتمة، إلى شجرة النعمة، هؤلاء بتلات الورد التي تفتحت في بستان الوطن العربي، هؤلاء السحابة التي نثت، والرحابة التي بثت، والنجابة التي حثت، هؤلاء مطر الحياة، الذي منه يثمر الشجر، ويينع الزهر، وينشد الطير على ضفاف النهر، ويسرد التاريخ قصة أمة، أضاءت قناديل الحياة، من فيض رجال، سجاياهم من فوح صحراء، ما عجفت نخيلها، وهي تمطر الناس، بخير العلم، وما جاشت به الروح من حلم لا ينحسر. قمة المعرفة، انثيال للعطاء، وسيل من فيض، يروي، عطش الذين، توارت عنهم قطرات الغيمة، وباتوا في هجير الليل، يحدبون بلا مرأى، ولا مسمع من العالم، اليوم هنا، في الإمارات، تبرز، نجمة تضيء سماء من تصهدوا، وتشظوا، اليوم، في الإمارات، تشع الشهب، بالإرادة، والعزيمة، وتذهب إلى الناس، لتخبرهم أن الحياة، جهاد، ومعرفة، ولا سبيل للعيش من دون المصابيح التي تنير الطريق، وتمهد لغد مشرق، شموسه هؤلاء هم الذين تشمشوا في الصحراء، واستناروا بنورها، وتدفؤوا، من نفح أهدابها الوضاءة، واستيقظت، عيونهم بعد سبات، وصحت عقولهم، تبغي الروابي العالية، وتنشد المستقبل، لتصبح هناك عند الأفق، فياضة، مضاءة بسراج الأمل، والأمنيات الكبيرة. قمة المعرفة، هي قيمة العارفين بأهمية العلم، وضرورته الحتمية، في بناء الإنسان، وتحصينه، من الزلل، والخلل، والكلل، والعلل والجلل. قمة المعرفة، المكان الذي تزهو فيه العقول، وتزهر الحقول، وتخضر الفصول، وتثري الجداول، تربة الحياة، بالعشب القشيب، والفكر الخصيب، والمدى الخضيب، بالمعنى، والدلالة. قمة المعرفة، الشدو، والحدو، والهديل على قمة الجبل، ونداء الوجود، من أجل خلود يمجد رحلة أمة من البدء، إلى آخر السطر، وسفر المراكب، عبر محيطات، يغسل موجها، وجه الماء، ويوشوس للوجود، هامساً، ها نحن هنا في قلب المحيط، في صلب العالم، في محور الكون، نشارك بكل قوة، في صياغة الجملة المفيدة، وننقش العبارة، بتأن، وروية، لأجل أن يهنأ العالم، بحياة، يعم فيها السلام، والوئام، وتخضر الأحلام، وتزدان الأقلام، بالكلمات المتفائلة، والبوح المنشرح. قمة المعرفة، رسالة الإمارات، إلى طيور السماء، بأن الأجنحة لا تحلق إلا في الأماكن المفتوحة. والنشيد،لا يعلو إلا من خلال الحناجر الصافية.