محمد صلاح لاعب مصري، عمره 25 عاماً.. خلال هذه السنوات فقط، لعب للمقاولين العرب، وبازل السويسري، وتشيلسي، وفيورنتينا، وروما، وانتقل إلى ليفربول، بقيمة 42 مليون يورو، واليوم يتصدر قائمة هدافي الدوري الإنجليزي مع فريقه. محمد صلاح مشكلته الوحيدة بالنسبة للبعض، أنه تخلى عن عقلية اللاعب العربي، حين قرر أن يسافر إلى أوروبا، لا يرمي كلاماً كالطفل من دون أن يدرك معناه، ولا يفرد عضلاته، كأحد أبطال «الفرجان» وساحات المدارس، ولا يعتدي على زملائه أو على الحكام، ولم ينس أفضال أنديته السابقة عليه، فكل عقود محمد صلاح مع الأندية التي لعب لها تمنح نسبة محترمة لفريقه الأصلي في مصر، وشخصياً يتصف بتواضع، تدرك معه معنى أن تكون نجماً! محمد صلاح يعرف أن أول شروط الرجولة، أن تكون محترماً لنفسك ولغيرك.. يعرف ماذا يقول ويوزن «كلامه»، قبل أن يتفوه به، ويفكر قبل أن ينفعل، فهو ليس طفلاً بجسم «رجل»! محمد صلاح يدرك أن قوته ومهاراته وشطارته، تظهر في الملعب مع خصومه، وليس في «المكس زون»، وشاهدوا كم يتعرض من عنف غير مشروع، وضرب في الدوري الإنجليزي، ولكنه لم يأت يوماً ليقول «لو فيكم ريال»! صدقني يا ماجد ناصر، لم أزعل من الكلمة، بقدر ما زعلت عليك، فقد توقعتك تغيرت.. وحين سمعت التسجيل ظننتك تمزح، ولكن يبدو أن الموضوع جد، والرد عليك أعتبره هبوطاً في مستوى النقاش، ورغم ذلك سأهبط علّ وعسى تتضح الصورة ! الحكام يا ماجد ناصر، هم أكثر فئة ينالون النقد والتقييم واللوم، في كل جولة، سواء من المحللين والنقاد والإداريين أو حتى الجمهور.. ونقدهم أمر معتاد ولا يشكل رعباً بالنسبة لنا، وحين تريد أن تأخذ حقك، عليك أن تظهر أنت بنفسك كقائد لفريقك وتقف أمام الجميع، وتقول لنا ماذا فعل بكم الحكام، فنحن علينا أن نأتي بخبير يحلل الحالات والألعاب، ويعلق عليها، وإذا كنت معترضاً على موقف معين في الملعب، أظهر كصاحب حق وقل ما تريد.. هكذا يفعل الرجال يا ماجد.. أليس كذلك! أما الرجولة التي تتخيلها، أو التي تظنها فهي من تصنيفك وحدك، وتخص اعتقاداتك وظنونك وأفكارك، وأجزم أنها لن تنفع أي أحد، كلمة الرجولة كبيرة عند أهلها، ولكنها تبدو عادية عند الذين يرددون كلمات لا يدركون معناها.. ولا أعتقد أن أي زميل ينتظرك، كي تخرج من النور، وتصنّف «المراجل» لهم.. فهم في غنى عن أحكامك! كلمة أخيرة هل تعرف محمد صلاح يا كابتن.. لأنه «ريال» ستتابعه في المونديال الصيف المقبل!