تخيلوا أن أغلى مدرب في دورينا، وفي الخليج والشرق الأوسط، ويدخل قائمة أغلى المدربين في العالم، وقد يساوي ما يتقاضاه سنوياً، رواتب زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد.. أصبح اليوم مدرب «بو نقطة» لا يعرف إلا أن يتعادل، مدرب تم تلبية طلباته الفنية كلها، وتعاقدت إدارة الأهلي مع أغلب من طلبهم محلياً وخارجياً.. وفي هذا الصيف تم ضم فريق آخر إلى قائمته ليختار منهم من يشاء، ومع ذلك يعترف أنه بات ناجحاً في الكلام والتذمر واختلاق الأعذار فقط، كوزمين يحبه اللاعبون، ويعشقه كل من يلعب تحت قائمته، ولكن إما أن يكون الآمر الناهي و«الكل فالكل» أو يصبح باهتاً، هكذا هو.. واليوم يبدو أنه غير سعيد، ولا يشعر بالراحة، ولا بالسُّلطة، ولا بالسيطرة على كل شيء، ولذلك من الطبيعي تراه يعد أيامه الأخيرة، فما عاد يهمه شيء، ولا يشغل باله سوى ما تبقى له من عقد، ولأنه بات مستهتراً بمسؤولياته، ويعد الشهور والأيام ليحزم حقائبه ويرحل، فمن الطبيعي أن ترى سياسة «أنا ومن بعدي الطوفان» حاضرة في نتائج شباب الأهلي هذا الموسم! مع شوية «تمثيل» وادعاءات بالزعل، والنيل من الحكام في المؤتمرات فقط كي يذر الرماد في العيون! المدرب القوي والناجح، هو الذي يحول الأزمات إلى إنجازات، والقائد الحقيقي هو الذي يصنع تميزاً من رحم المعاناة، والرياضي المخلص هو الذي لا يصطاد في المياه العكرة، ولا يستغل الظروف الصعبة، كي تتحجج عوضاً عنه في الإخفاقات! ما نشاهده اليوم ليس الأهلي الذي كان سابقاً منافساً عنيداً وقوياً، ولا الشباب ذلك الفريق المشاكس الذي لا يُهزم بسهولة ويجاري كل الفرق، فماذا فعل كوزمين بهذه الخلطة، وكيف بات عاجزاً عن الاستفادة من كل تلك الأسماء وكل الإمكانيات، وأصبح بسببه مجرد فريق لا يجيد سوى الفوز بنقطة.. حتى عدوى التذمر نقلها إلى لاعبيه! عزيزي المدرب أنت تعلم الظروف الصعبة التي يمر بها النادي وتدرك حجم المعاناة، وشاهدت كيف جاهدت اللجنة الحالية في إنهاء مديونيات النادي والتخلص منها، وعمل التسويات مع بقية الأطراف، لإنهاء كل المتعلقات المالية، ودفع مستحقات اللاعبين، بالإضافة إلى تمكنهم من التوقيع مع 6 رعايات بمبالغ ضخمة لشركات كبرى، وصل البعض منها لـ35 مليون درهم، وتدرك أن النادي لا يستطيع أن يضع في فمك ملعقة الذهب من جديد، فلماذا الابتزاز لظروف النادي، وعدم الإحساس بكل تلك الظروف، وإثبات أن تحقيق الانتصارات ممكن سواء في السراء أو الضراء! كلمة أخيرة الناس في الدنيا.. معادن!