انطلقت يوم أمس فعاليات دورة جديدة من معرض «توظيف أبوظبي 2018» التي تستمر حتى 31 من يناير الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وذلك بمشاركة أكثر من 100 جهة حكومية وخاصة، وذلك برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح. وقد أعلنت الشركة المنظمة للمعرض، في بيان لها، أن الدورة الجديدة منه سوف تركز على ثلاثة محاور رئيسة هي «التطوير المهني، والتدريب، والتوظيف»، بالإضافة إلى عقد أكثر من 27 ورشة تدريبية لتمكين المواطنين،، وتوقعت أن يزور المعرض أكثر من 15 ألف زائر من مواطنات ومواطني الدولة للفوز بالعديد من الوظائف التي تطرحها المؤسسات والشركات الحكومية والخاصة المشاركة في المعرض، إلى جانب اكتساب مهارات التخطيط لخياراتهم الوظيفية من أجل تحقيق أهدافهم وطموحاتهم الشخصية على المدى الطويل، والحصول على دورات تدريبية مجانية متخصصة في عدد من المهارات الشخصية والمهنية، وكتابة السيرة الذاتية. هذا الكلام المنمق في البيان الصحفي، يصطدم بواقع مغاير يتمثل في الانتقادات الواسعة لمثل هذه المعارض، تصل إلى درجة افتقاد الثقة فيها، والتشكيك في قدرتها على توفير وظائف حقيقية للباحثين عن فرص عمل، سواء للخريجين الجدد أو لغيرهم من الذين يعملون ولكنهم يسعون لفرص أفضل. أحدهم كان يتحدث بحرارة وهو يصف كيف أنه شاهد بأم عينيه في اليوم الأخير من أحد معارض التوظيف، الكيفية التي كان يتم بها التخلص من أوراق المتقدمين في زمن «الاونلاين»، كما يزعمون. آخر قال إنه يحرص على زيارة معارض التوظيف، ويقدم أوراقه هنا وهناك، ولكنه لم يجد أية جهة من التي قدم لها أوراقه تتصل به لتقول له إنها مهتمة بتعيينه أو غير مهتمة، وذكر أسباب الاعتذار. ثالث اعتبر هذه المعارض الاستعراضية محاولة من محاولات ذر الرماد في العيون، بعد أن تكون «الطيور قد طارت بأرزاقها»، وتكون الوظائف الشاغرة قد شغلت بالمحظوظين الذين كانت من نصيبهم. استعادة الثقة والمصداقية لهذه المعارض، تتطلب شفافية ومصارحة مثلما تحرص القوات المسلحة وشرطتا أبوظبي ودبي عندما تعلن أنها تجري مقابلات فورية في موقع الحدث نفسه، والاعتذار لمن لا تنطبق عليه الشروط. بينما لا تكترث جهات أخرى للاتصال بمن راهن عليها بمستقبله وتبلغه أنها تعتذر عن عدم قبول طلبه، وتتركه نهباً للقلق ومرارة الانتظار.