للصمت وجهان، أحلاهما وجه العمل، وتوفير الطاقة فيما يفيد، والبعد عما يشغل النفس والعقل دون طائل، إلى ما يثمر على الأرض ويتجسد إنجازات وانتصارات، والأهم رضا عن الذات وعما قدم. ترأست إدارة الوصل حتى الآن، سبع إدارات، برعاية سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، كل منها أدى كما يرى وقدر طاقته، جمع بينهم كلهم الإخلاص في خدمة القلعة الوصلاوية.. جابهت الظروف بعضهم فانتصر عليها، وبعضهم تأجلت أحلامه، لكن بقي الوصل يباهي بكل من مر عليه، وكل من زرع نبتة في حديقته الموردة على الدوام. وطوال فترة عريضة من تاريخ النادي الوصلاوي، كان راشد بالهول، رئيس مجلس الإدارة الحالي، أحد الأسماء البارزة والمعطاءة، وكان ولا يزال أهم ما يميزه، العمل في صمت، فقد ترأس لجنة لتسيير أمور النادي بداية 2003، قبل أن يتولى رسمياً من 2003 إلى 2009، حين حقق ثنائية الدوري والكأس في 2007، وعاد ليتولى من جديد اعتباراً من 2014، وخلال الحقبة الأخيرة حقق الوصل وصافة دوري الخليج العربي، وعاد إلى المشاركة في دوري أبطال آسيا بعد غياب دام عشر سنوات، اليوم يتصدر الوصل ترتيب الدوري وكأس الخليج. ليست الكرة وحدها مقياساً للعمل ولا للعطاء، لكنها شاهد من الشواهد، ومميزات بالهول ليست في أن الفريق فاز أو تصدر، لكن الإنجاز الأكبر أن الرجل توصل إلى الطريق.. نعم توصل إلى الطريق وانطلق يعطي في أكثر من اتجاه، وطوال الرحلة -ما مضى والحالي منها- لم يتخل عن صمته الأبلغ من كل كلام.. لم تنل منه الانتقادات ولا دخل طرفاً في صراع لا يفضي إلى شيء.. كان على الدوام مصراً على العمل. بالهول أكثر رؤساء الأندية وجوداً في ناديه، وحريص على متابعة كل شيء.. بداية من فرق الأكاديمية تحت ثماني سنوات إلى الفريق الأول الذي يؤازره مع الجماهير في مدرجات الدرجة الثانية، واستطاع أن يجلب أجانب بأسعار متواضعة، لكنهم تصدروا المشهد، وتعاقد مع مدرب مغمور أصبح ملء السمع والأبصار، واختار لاعبين مواطنين لم يكونوا من نجوم الشباك لكنهم باتوا نجوماً في الوصل، وأرسى دعائم مشروع «شيخ أحمد سكوير» وفاء للأب الروحي للنادي، سيكون أكبر مشروع تجاري سكني للأندية الرياضية على مستوى الدولة، ويفتح باباً للمستقبل الرحب من بوابة الاستثمار الرياضي. ميزانية الوصل المعلنة 70 مليون درهم، لكن راشد بالهول أثبت بالدليل القاطع أن الميزانية الأهم ليست في الخزائن وإنما في العقول.. الميزانية دوماً هي الإرادة والقدرة على أن تضيف. كلمة أخيرة: في الضجيج.. لن تعمل ولن تسمع.. ولن يصل صوتك إلى أحد