تطل علينا الدورة الجديدة من معرض دبي الدولي للطيران هذا العام، في ظروف مختلفة، فقطاع الطيران شهد تطورات مهمة خلال السنوات الماضية حتى أضحت دولة الإمارات العربية المتحدة، مركزاً عالمياً في غاية الأهمية ضمن منظومة النقل الجوي العالمية، وأصبحت المطارات الإماراتية رقماً صعباً بين أكبر المطارات في العالم، بل تفوقت عليها في أعداد المسافرين الدوليين وفي دور الدولة كمركز للربط بين قارات العالم. وخلال العامين الأخيرين شهد قطاع الطيران بالمنطقة تطورات وتحديات مختلفة عن السابق، يرتبط بعضها بإجراءات اتخذتها شركات عالمية منافسة للشركات المحلية، لم يعجبها مدى النجاح والتفوق الذي حققته الشركات الإماراتية بالعالم، وهو ما قامت به بعض شركات الطيران الأميركية، ما أسفر عنه بعض الإجراءات الجديدة التي أثرت على أعمال شركاتنا ولو بشكل مؤقت، لكن يأتي معرض دبي للطيران بزخمه الكبير الذي شهده في يومه الأول أمس، ليبرهن من جديد على أن الناقلات الجوية الإماراتية ستكون دائماً في أفضل حالاتها، وأنها تتطلع إلى ما هو أبعد من هذه الإجراءات المنافية لمبادئ المنافسة الشريفة. فصفقة «طيران الإمارات» مع بوينج المقدرة بنحو 15 مليار دولار، والأنباء عن الصفقات الأخرى الخاصة بالشركات الإماراتية، تؤكد أن مسيرة قطاع الطيران الإماراتي ستواصل تطورها، وستواصل تأقلمها مع الظروف المتغيرة في بعض الأسواق، طالما أن هذا القطاع بني على أساس سليم يتمثل في تقديم أفضل الخدمات للشركات وللمسافرين، سواء خلال رحلاتهم على أساطيل الشركات المحلية، أو في تسهيل إجراءات سفرهم عبر مطارات الدولة، باستخدام أحدث التقنيات والتكنولوجيا الحديثة، أو حتى بوجود أحداث عملاقة مثل معرض دبي الدولي للطيران، والذي يحظى باهتمام هائل على المستوى العالمي، وبالتالي فلا قلق أبداً على مستقبل هذا القطاع الحيوي، ومساهماته المهمة والمتزايدة في اقتصاد دولة الإمارات. ويدرك العالم اليوم، أنه أصبح يمتلك «جوهرتين» لا تقدران بثمن، وهما «طيران الإمارات» و«الاتحاد للطيران»، إلى جانب الناقلات الإماراتية الأخرى مثل «العربية» و«فلاي دبي»، ولكن «الإمارات» و«الاتحاد» أصبحتا علامتين في غاية الأهمية يعرفهما كل من يهتم بالسفر والتنقل حول العالم ويبحث عن الخدمة الجيدة والمميزة، كما يدرك أهميتهما المصنعون الرئيسيون في قطاع الطيران بالعالم، بغض النظر عن الإجراءات التي يقوم بها فريق «الخصوم» من المنافسين، وستواصل هذه الشركات حصد النجاح تلو النجاح، رغم كل الظروف والتحديات.