في حفل بهيج ساطع الضياء انضمت درة جديدة وفريدة لدرر الإنجازات الحضارية للإمارات، بافتتاح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة متحف لوفر أبوظبي رسميا أمس، بحضور عدد من قادة الدول الشقيقة والصديقة يتقدمهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في أول زيارة خارجية له للمنطقة . احتفاء الإمارات وحرصها على مشاركة الأشقاء والأصدقاء فرحتها بالإنجاز يعد امتداد لرسالة المحبة والسلام التي تحملها وتدعم نشرها في كل مكان، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن تعزيز قيم الخير والتفاهم الحضاري والإنساني، مفاتيح إسعاد الشعوب، والعمل على توفير كل مقومات الحياة الكريمة لها، وجعل النوافذ مشرعة أمام أنوار المعرفة ونتاج ثقافات الأمم والشعوب والحضارات التي تزدهر دوماً في موائل تمكين الإنسان من حقوقه الأساسية للوصول للمعرفة والثقافة والعلم والعمل. ويزدهر معها الإبداع الإنساني، وهو يتصدى لمعاول الانغلاق والتجهيل وممارسات الإقصاء ونبذ الآخر ورفض التنوع والاختلاف، وما يترتب عليه من تطرف وإرهاب بالمفهوم الواسع والمتمدد للكلمة. «لوفر أبوظبي» ليس مجرد متحف في المنطقة الثقافية من جزيرة السعادة.. جزيرة السعديات، وإنما يختزل موقع أبوظبي كملتقى لحضارات العالم وكل جهد إنساني نبيل لصالح الخير والإنسان أينما كان، بما تمثل من حاضنة للقيم الراقية التي جاء بها ديننا الحنيف من تسامح وحسن تعايش بين البشر على اختلاف معتقداتهم وأعراقهم وألوانهم. المعلَم الراقي والإنجاز العظيم سيكون ملتقى ومعبراً لكل المبدعين المسكونين بتقديم الجمال والخير، وتعريف الآخرين بحضارات العالم، وضرورة الاعتناء بشواهدها للتاريخ وللأجيال المتعاقبة، بصورة تدحض وترفض ممارسات برابرة العصر الذين خرجوا من جحور وأوكار الظلام في مجتمعات غير بعيدة، مستهدفين رموزاً حضارية في بلدانهم، ويعرضون على أنقاضها راياتهم السوداء البشعة وأفكارهم السوداوية الأكثر بشاعة، مما استدعى تضافر جهود قوى الخير في العالم للتصدي لما يمثلون من خطر على الإنسان وحضارته، وكل مظاهر التطور والتقدم والكرامة التي تحفظ حقوقه، وتحققت على امتداد العصور بفعل تفاعل وتلاقح الحضارات. «لوفر أبوظبي» رسالة الإمارات للعالم بأنها هذه البقعة المضيئة من عالمنا ستظل مركز إشعاع حضاري لخدمة الإنسان وإثراء معرفته مهما اشتدت العواصف والأنواء من حولنا، لإيماننا القوي والراسخ بأن نور الحق يدحر الظلام دوماً.