يتحدثون عن ميناء المخا بأنه أول ميناء تخرج منه القهوة العربية اليمنية، وأن هذا الميناء هو بشارة وسيد الموانئ، وساعد في نشر رائحة القهوة في أصقاع الدنيا. العالم بأسره والناس في كل مكان لا تشرق شمسهم إلا على رائحة البن، ويكاد الجميع في كل الجهات الأربع تبدأ مساءاتهم وصباحاتهم على فنجان قهوة يغير من سهاد الليل أو يستقبل الأيام المشرقة برشفة، اختلف تحضيرها وتعددت الطرق التي تقدم بها القهوة، أضيف إليها الكثير من المواد والمنتوجات النباتية أو الحيوانية وألبانها، ولكن لا بد أن تكون القهوة هي سيدة الفناجين وحاضرة بقوة في التقديم، إنها النبتة العجيبة التي يعشقها كل الناس. الكثير يتحدث عن أول من عرفها وكشف سرها، وتؤكد الأحاديث أنه لا بد أن يكون ذلك الراعي اليمني، وما أعظمه من اكتشاف لنباتات خرجت من أرض الخير اليمن العزيز، وكان لا بد أن تسري رائحة القهوة اليمنية الجميلة، وغالية المكان والمكانة عند الإنسان العربي. ميناء المخا الذي يعود اليوم إلى أناس تحلم بيمن جديد وحياة جديدة في الجنوب العربي، بل اليمن قاطبة، بعيداً عن تجار السلاح والمخدرات وصناع الخراب والحروب، المخا الآن تشرق عليه شمس جديدة، ويظهر في سماء هذا الميناء التاريخي قمر جديد ونجم جديد. ونحسب أن حياة جديدة وطرقاً جديدة تسيّر ميناء المخا مثل ميناء عدن الذي تعود له الحياة ليعيد جمالية وروعة الجنوب العربي القديم بحياته الثقافية والفنية، وفتح كل الأبواب للسفن العابرة نحو الخليج العربي وموانئ العالم قاطبة، كذلك الموانئ الجوية التي أخذت تبعث الحياة ونموها المتصاعد في كل مدن الجنوب، وعلى الخصوص حضرموت والمكلا. الآن ستكون الخطوة واسعة عندما يبدأ ميناء المخا الدخول في أسلوب جديد في إدارته وتشغيله، بالتأكيد سوف تختفي زوارق التهريب وسفن تجارة السلاح المحملة بقنابل الموت وبنادق الفتك والألغام، تلك الأدوات العمياء التي تحصد الأبرياء من أبناء اليمن العزيز، وعوضاً عن كل ذلك سوف تعود ذاكرة الميناء القديمة وأهميته للحياة والتواصل مع عشاق الحرية والسلام والأمان، بارود الحرب وأصوات البنادق بالتأكيد سوف ترحل بعيداً مع صُنّاعها وتُجارها، وحدها رائحة القهوة اليمانية سوف تنتشر في مدن الجنوب، وميناء المخا على وجه الخصوص، إنها البشارة لمحبي الحياة وصانعي تطور اليمن القادم إن شاء الله، إنْ عاد ميناء المخا إلى تاريخه القديم المسالم وباعث الحياة والصباحات المعطرة برائحة القهوة، فإن اليمن سيعود أجمل، إنها البشارة.