إذا أردت أن تعرف كل شيء عن دورينا، ليس عليك سوى أن تنظر في الجدول.. في الأهداف والنقاط.. في المقدمة والمؤخرة.. من سجل ومن صام.. عندها لن تعرف فقط مواقف الفرق.. عندها ستعرف كل شيء.. ستعرف الإدارات والمدربين واللاعبين.. من أجاد ومن عن الطريق حاد.
حتى الآن، لا يمكن إنكار أن دورينا مثير، وليس أدل على ذلك من أن ثلاثة فرق تحتل معاً الصدارة.. كل منها حصل على تسع نقاط من تسع، وفي المؤخرة هناك أيضاً تسعة فرق برصيد صفر من النقاط.
حين تنظر في الجدول، لن تنكر أن الوحدة الأفضل في كل شيء.. إدارة تعرف ما تريد وكيف تحقق ما تريد، وجهاز فني يتعامل مع الدوري كما يجب، وستجد «سُمعة» فاكهة اللاعبين والدوري والحالة الخاصة في دورينا، وستجد جمهوراً يحرك الصخر.
أما الشارقة، فقد كافأت الكرة عبدالعزيز العنبري، وليس مهماً أن تتأخر المكافأة.. المهم أن تأتي، وفي الشارقة، عادت الحياة إلى الإمارة الباسمة، وعادت مدرجات «الملك» تهتف وتضج بالفرحة والحياة.
أما العين، فيبقى العين.. يغيب من يغيب، لكن الكيان والحالة لا تغيب.. تبقى شخصية «الزعيم» حاضرة بألقها وعنفوانها، لتحقق صدارة بأقل مجهود، فكيف الأمر إذا عاد «البنفسج»؟.
وبعيداً عن ثلاثي الصدارة، فقد استعاد الجزراوي «فخر أبوظبي» جزءاً من هيبته، والنقاط السبع التي حققها داع كاف للحذر، لأنه يبقى رقماً صعباً، قادراً على قلب الموازين.
واتحاد كلباء بنقاطه الست، عنوان لكيفية العمل دون ضجيج.. تصريحات متواضعة أمام الكاميرات، وفي الملعب حقاً «نمور» يسيرون بخطى تنبئ بالأفضل في «غابة» دوري لا يرحم.
أما الوصل بنقاطه الأربع، فهو درس، على «الإمبراطور» أولاً أن يستوعبه، وأن يستوعب أن أكثر الخسائر ألماً، هي التي تكون سببها «أنت»، وفي ليلة الأصفر «الظلماء» -لا شك- يفتقد رودولفو. ونقاط الفجيرة الأربع، مؤشر جيد، قد تبث الأمل في نفس الصاعد بأن بإمكانه أن يبقى.
ولا زال شباب الأهلي في رحلة البحث عن الهوية، بثلاث نقاط، تؤكد أنه لم يعرف الطريق بعد. ورغم نقاط بني ياس الثلاث، إلا أن أداءه متوازن دون مغامرات دفاعية أو هجومية.. ينقصه فقط الفوز، وسيبقى ينقصه، طالما أنه لا يغامر.
أما الإمارات، فهو أكثر الفرق غموضاً بنقاطه الثلاث هو الآخر، وعليه أن يعلم أنه ليست في كل مرة «تسلم الجرة»، وكذلك الأمر في عجمان، ففي البداية ثار البركان، وبعدها تفرغ للبحث عن الأمان.
أخيراً، ثلاثي «الصفر»، النصر ودبا الفجيرة والظفرة.. لا تحتاج إلى كلام.. وحدها الإدارات هي من بإمكانها الإجابة عن علامات الاستفهام.
كلمة أخيرة:
إلى بعض المحللين في قنواتنا: الفائز هو الأولى بالكلام.. ارحمونا «يرحمكم الله».