نريدها مباراة سريعة مثل سرعة القرارات القانونية، ونريد مستوى أكثر ندية من تناقضات اللوائح، ونريد أهدافاً أكثر إثارة من قرارات اللجان المتقلبة! رجاءً لا تزيدوا من إرهاقكم النفسي في تلك القرارات القاسية وغير الواقعية، ولا في ذلك الاستئناف الغامض ولا عن لائحة تجد فيها كل التناقضات، ولا عن قانونيين يختلفون في قراءتهم للأحداث، رغم تشابههم في التخصص، فتجد الفيديو بالنسبة لهذا مسيئاً، وبالنسبة لذاك عادياً، ولا تتعبوا عقولكم لفهم لائحة تبصم بضرورة اتخاذ القرار بعجالة، ولكنها تؤيد في نفس الوقت الصبر والتروي والسماع لمذكرات الطرفين وتأجيل تنفيذ القرارات، ولا تتمعنوا كي لا يضيع عقلكم في لائحة تستوجب السماع للطرف المشتكي، وهي نفسها التي تسمح باتخاذ قرار بدون أن تستدعي الطرف الآخر لقراءة مذكرات دفاعه، ولا تعلقوا على قرار عقوبة حتى المشتكي، تفاجأ من المبالغة فيها، فالمشكلة ليست في الشكوى، ولا في الفعل، ولا في الفيديو، ولا حتى اللائحة، المشكلة أننا حين ندخل أي قضية «نخبصها» ببراعة! يبدو أن مشاكلنا ليست في المستوى الفني، ولا الحكام، ولا المدربين، ولا إدارات الأندية، ولا شعارات التطوير في اتحاد الكرة فقط، بل مصائبنا في كل موسم تكمن أيضاً في مكاتب بعض القانونيين وأهلية المعنيين فيها، وبدل أن يكون دورهم تنويريا وعادلا ومنصفا، تتحول الشكاوى التي تصل إليهم إلى قضية كوميديا تثير الضحك والبكاء في نفس الوقت! وإليكم ما سيحدث: ستجتمع لجنة الاستئناف يوم الأحد، وتنظر في شكوى النصر وتستمع لدفاع الوصل، وبعدها تعلق بعدم قبول الاستئناف، وتحول الموضوع إلى الأمانة للاتحاد والتي بدورها ستعرض القضية إلى اللجنة القانونية أو لجنة النقض، وكل الخلاف فيديو لا يتعدى مدته دقيقة! أقول لجمهور الأزرق والأصفر، انسوا الأوصاف الطفولية وتذكروا أن الكرة للرجال، وأن الغلبة ليست بالكلام ولا بشغل اللافتات.. انسوا نبرة التنابذ، فالنصر والوصل لا يجب أن تفرقهما هذه النعرات! أعزائي المسؤولين الكبار من الوصل والنصر، اتركوا خلفكم تراكمات العلاقة التي انقلبت بين يوم وليلة من سمن وعسل إلى شكاوى واعتراضات، ولا تنشغلوا بمناوشات انساق لها البعض من فرط الحماس وصغر العقل، ولي طلب واحد موجه إلى راشد بالهول وحميد الطاير، أعرف أن «قلوبكم صافية ونيتكم نقية وأخلاقكم رفيعة وأدرك مدى احترامكم لبعض وحرصكم على كياناتكم، ولكن لا تجعلوا أسرتي النصر والوصل في زمنكم تتحولان من أشقاء وأصدقاء إلى خصوم، وإن تخاصمتم فلا تفجروا فيها»! كلمة أخيرة النصر شعار دبي.. والوصل اسمه، وكفى!