قبل أيام جرى تداول مقطع مصور من إحدى قرى الساحل الغربي لليمن، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية الإيرانية، يظهر وفاة طفلة لم تتعد أعوامها الخمسة، جوعاً بعد أن ظلت وأسرتها النازحة لأيام يقتاتون من أوراق الأشجار. مقطع مؤلم وقاسٍ يكشف ما وصلت إليه هذه المليشيات الانقلابية الإرهابية الإيرانية من ممارسات، وهي تستخدم أسلوب تجويع المدنيين في المقاطع الواقعة تحت سيطرتها لتتهم قوات التحالف بمنع وصول إمدادات الإغاثة. من خلال أبواق التضليل التابعة لها أو الموالية لإيران ومنصات «حزب اللات» اللبناني.
ممارسة تعكس السقوط الأخلاقي لهذه المليشيات، وهي تتخذ من المدنيين والأطفال والنساء دروعاً بشرية، وتستولي على مواد الإغاثة الإنسانية المقدمة للأهالي هناك، وتعيد بيعها لتمويل الحرب التي أشعلتها لخدمة المخطط الإيراني التوسعي، والذي تنفذه لصالح ملالي طهران.
يلاحظ المراقب أن وتائر ممارسات تجويع الأبرياء على يد المليشيات الحوثية الإيرانية تزايدت خلال الأيام القليلة الماضية مع توالي الهزائم التي منيت بها على مختلف الجبهات، وتضعضع معنويات عناصرها بعد التقدم الكبير على الميادين كافة، لجيش الشرعية والمقاومة اليمنية، بإسناد من قوات التحالف العربي.
ومما يؤسف له أن منظمات أممية ترى هذه الممارسات غير الإنسانية للمليشيات الحوثية بتجويع المدنيين واستهداف المدارس والمستشفيات، ومع هذا تصم الآذان وتغمض العيون عما يجري، ليس ذلك فحسب بل تتوافق معهم بزعم تسيير جسر جوي لإجلاء الجرحى والمصابين، بينما هي تعلم حد اليقين، أن هذه المليشيات الإرهابية التي تفتقر للحد الأدنى من الشعور بمعاناة الآخرين، تستغل مثل هذه التسهيلات لتهريب الأسلحة ونقل المطلوبين من قيادييها.
لقد كان أمراً مؤسفاً أن نرى مسؤولة أممية توقع اتفاقاً بهذا الشأن مع مسؤولي تلك المليشيات في انتهاك لقرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف سوى بالحكومة الشرعية لليمن.
تسجل مجريات الأحداث في اليمن الشقيق الجهد الإنساني الرفيع الذي تقوم به المملكة العربية السعودية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة، وكذلك دولة الإمارات ممثلة في مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، وهيئة الهلال الأحمر للتخفيف من حجم المعاناة الإنسانية، والكارثة التي تسببت فيها هذه المليشيات الحوثية الإيرانية، جراء إصرارها على تنفيذ مخططها الإجرامي لتسليم موطن العرب الأول لإيران، وزعزعة أمن واستقرار منطقتنا الخليجية ومنجزات ومكتسبات شعوبنا وتهديد سلامة الممرات المائية وحركة التجارة العالمية.