قبل أيام تبادل الناس التهاني للسماح بإجراء المكالمات الصوتية والمرئية من خلال تطبيق «الواتساب» و«سكايب» عبر «الواي فاي»، قبل أن تبدد هيئة تنظيم الاتصالات الفرحة، وتعلن أن الأمر مجرد إشاعة، رغم تأكيد البعض في مواقع التواصل الاجتماعي أنه جرب بنفسه تلك الوسائل للاتصال.
ما جرى يعبر عن لهفة ورغبة لتبني الأمر، وينطلق من حاجة فعلية إليه، خاصة أنها تقنية متاحة مجاناً في أصقاع الأرض، إلا عندنا، فآلاف الأسر المواطنة محدودة الدخل بحاجة ملحة للخدمة للاطمئنان على أبنائها المبتعثين للدراسة في الخارج أو أقارب لهم يتلقون العلاج في أماكن متفرقة من العالم، وكذلك الحال مع آلاف الأسر المقيمة التي تتيح لها هذه التقنيات الفعالة والمجانية القدرة على التواصل والتفاعل، وتسعدها من دون تكلفة إضافية، ترهق كواهلها المثقلة أصلاً بالأعباء والمسؤوليات والالتزامات.


إصرار «تنظيم الاتصالات» على حجب مثل هذه الخدمات الضرورية والمجانية، غير مبرر،

وقبل أيام تداول الناس مقطعاً مصوراً لرجل الأعمال المعروف خلف الحبتور، يشارك فيه سكان البلاد استغرابهم لهذا الحجب، الذي قال عنه «أبو راشد» لا يتناسب مع المكانة المرموقة التي حققتها دولة الإمارات على الصعد كافة.
شخصياً، أشعر بحرج شديد عندما تتصل بي فضائيات عالمية لإجراء مداخلة أو مقابلة حول حدث من أحداث الساعة، ولا سيما في الشأن المحلي عبر«سكايب»، وهي تقنية باتت معتمدة في الكثير من تلك الفضائيات، لأنها تحقق التواصل المباشر، وتوفر على الضيف والمحطة على حد سواء مشقة الذهاب إلى الأستوديو، فتجدني أعتذر عن إجراء المقابلة.
نعود لموضوعنا والتساؤلات الكبيرة التي يثيرها إصرار الهيئة وموفري خدمات الاتصالات على هذا الحجب غير المبرر، وهل هي بحاجة لفرض اشتراك شهري كالذي فرضته من قبل لإجازة خدمة«بوتم» لإجراء المحادثات الهاتفية صوتاً وصورة؟.


كنا نتمنى أن تتفاعل هيئة تنظيم الاتصالات مع احتياجات الجمهور لمثل هذه الخدمات الحيوية والمتاحة مجاناً، بدلاً من ترك مشغلي «الاتصالات» يفرضون ما يريدون، وفرض رسوم مبالغ فيها على خدماتهم،

والعديد منها تستخدم أساليب لا تليق بشركات تدر عشرات الملايين من الدراهم، فهي تقوم «بشفط» أرصدة المشتركين رغماً عنهم بزعم فتح واستخدام تطبيقات!!.
نتمنى من مشغلي«الاتصالات» والهيئة ممارسات تليق بدخولنا عصر الحكومات الذكية والثورة الصناعية الرابعة.