نحن كلنا على خطأ.. الشارع الرياضي بكل أطيافه متسرع.. فالمباريات توازي حدثاً كبيراً، مثل كأس آسيا، ولكن مشكلتنا لا يعجبنا شيء.. منتخب مثل ترينيداد وصل تصنيفه إلى نادي المائة، فماذا نريد أكثر!
نريد أن نفوز حتى لو كانت المباراة تجريبية، ويريد المدرب دراسة مصادر القوة والضعف، فنحن ما زلنا في مرحلة التجارب، والوقت لا يزال طويلاً.. ولا أعرف «ليش مستعجلين»..!
نحن فقط نريد أن ننتقد ونتدخل ونفرض آراءنا.. حتى المحللون الفنيون في القنوات، فقد باتوا ينشرون النكد في كل استوديو، فهم لا ينظرون سوى للجانب السلبي لعمل المدرب ألبرتو زاكيروني، الذي هو أصلاً لا يعرف ماذا يريد.. في حين أن دور محللي القنوات يجب أن يكون الستر إرضاءً لبعض المسؤولين!
أعتقد أننا لم نستوعب بعد عبقرية مدرب منتخبنا، فهو يرى ما نراه.. يضم لاعبين لا يلعبون أصلاً ويستدعي المصابين، وكل من يعتذر أو يتعذر فهو مسامح وكريم، لا يريد أن يخسر أحداً أو يزعل عليه نجم.. مدرب بفكر دبلوماسي وبقلب عطوف أكثر حتى من الأب والأم!!
المشكلة ليست في كل هذا.. بل في طموحات الشارع الرياضي.. الذين يبالغون في طلباتهم ويبالغون في طموحاتهم، ويريدون أن نفوز ونمتع، ونكون جديين في كل مباراة وفي كل حدث.. ويريدون أن يتعب الفريق، في حين أن كل ما عليهم أن يلعبوا فقط!
أعتقد أن علينا أن نقلل من مستوى الطموح.. فإن تحقق ما هو أعلى منه فسيكون سبباً للفرح وتسجيله إنجازاً.. وأن لم يتحقق شيء فهذا أصلاً كان طموحنا ومستوانا وواقعنا..!
أما اتحاد الكرة، فلا تخافوا عليهم فهم باتوا متخصصين في التهدئة وتغيير «السالفة».. ورمي المسؤوليات على هذا وذلك، بالإضافة إلى تخصصهم: الإبداع في التخفيف من الأوجاع. وأكثر ما باتوا يبحثون عنه هو التبرير أكثر من الإصلاح والتعديل!

كلمة أخيرة
العبارة التي غرقت من بعدها كرة الإمارات.. «التغيير»!!