في بعض الأحيان، تصبح الفكرة أكبر أو أقل أو أعمق من أن تكتب عنها.. في الفرحة الشديدة ربما لا يمكنك احتواء المشهد والمشاعر والغوص في أعماق الصدر، وفي الحزن أيضاً، قد لا تحتوي كل المشاهد الملتبسة التي تزاحم رأسك وقلبك وتغزوك كلك، وتعصف بك شيئاً فشيئاً، فتنثرك كلمة مع الكلمات، أو نقطة في أول السطر أو آخره.. لا يهم. أمس الأول، قرأت خبر عدم مشاركة منتخبنا الوطني لكرة السلة في بطولة دبي الدولية، وبرغم وجاهة رأي مدربه عبدالحميد إبراهيم، إلا أن الرأي في حد ذاته محبط ومفزع وحزين.. نحن لم نعد نشارك خوفاً من الحالة النفسية للاعبين، الذين يخسرون بلا حساب، ويحققون نتائج كارثية.. إذن الحل ألا نشارك. أما منتخب اليد، فهو لم يلعب مباراة واحدة منذ عام تقريباً، وتحديداً منذ لعب أمام عمان في البطولة الآسيوية بالبحرين، أواخر يناير العام الماضي.. وفي بطولة محمد بن خالد بنادي الشعب حل أخيراً، رغم أنه من قبل كان السابع آسيوياً وقبلها الرابع، لكن مشكلة التفرغ قتلت الطموح وهدمت البطولات. لست بصدد الكتابة عن الألعاب الجماعية والمعاناة، وعدم عدالة القسمة بينها وبين الكرة، ولا عن التفرغ ولا اللاعب الأجنبي في تلك الألعاب، ولن أكتب عن الأندية والاتحاد، والفارق بين ما تقدم تلك وما يهدم ذاك، فالأمر هنا أخطر وأشد حسرة ومرارة، ولو كان الأمر بيدي لألغيت اتحادات تلك اللعبات، فلا طائل منها طالما أن ضجيجها بلا طحين، والطحين في أي لعبة هو المنتخب.. هو العنوان والميدان.. هو الثمرة والتاج، وطالما ابتعد، فالأولى أن نبتعد جميعاً قبله. أنا لا أدري ما المشكلة بالضبط، وكيف تدار الأمور في المنتخبين، وكيف تتم المراسلات بين الأندية والاتحادين والهيئة، وهل تعلم الهيئة واللجنة الأولمبية بذلك، وإن علمت فهل يرضيها، وإن رضيت، فنحن أيضاً نريد أن نرضى وأن نسمع ونقرأ ما يشفي غليل الصدور، التي ترفض أن يحدث هذا العبث في الإمارات.. الإمارات التي يفيض شذاها وخيرها وإبداعها على العالم، لا يليق بها أن يكون بين دروبها هذا العبث وهذا التخلف، وهذا الاستسلام. افعلوا أي شيء، و«هاتوا من الآخر».. واجهوا أنفسكم.. إما أن تكون لدينا رياضة نؤديها، أو فلنتركها، أما أن تكون لدينا «لعبة» لا تلعب، فهذا هو العجب العجاب.. هو عنوان على أن القائمين على السلة واليد.. يديرون السراب. كلمة أخيرة: المواجهة أول طريق التغيير.. والفشل سلعة يتكسب منها البعض