هذا هو جيل النصر.. جيل الأماني الممكنة.. هذا جوادنا الذي حمل منذ سنوات على صهوته الكثير من أحلامنا ولم يتخلف يوماً عن الموعد.. هذا هو جيل الفرحة واللُحمة والدفء الذي يأتينا في عز أيام البرد.. هؤلاء مستقبلنا الزاهر بإذن الله، وهم الذين نعلق في أعناقهم أكاليل الأمل ونحن على ثقة بإذن الله أنها ستزهر وتورق وتثمر انتصارات ومنصات تتويج. لم أيأس بالأمس وأنا أتابع «الأبيض» أمام الكويت، ولم أنتظر سوى الفوز، وحتى عندما تأخر، كنت موقناً بأنه سيأتي.. ليس شرطاً أن يكون بهدف أو اثنين أو ثلاثة.. ليس شرطاً أن يكون الفوز «بالفوز» بمعناه الضيق، لكنه في مجمله وفي أعماقه فوز بهذا الفريق الذي كسبناه هناك وفي كل التحديات التي خاضها.. نعم.. نحن فزنا بهذا الجيل وتلك المجموعة، وهي كأسنا قبل الكأس ومنصتنا قبل المنصة ونقاطنا الألف قبل ثلاث نقاط نتطلع إليها في مباراة. لم أفقد حماسي لهم أمس، ولا ثقتي بهم، ولا سعادتي لهم ومن أجلهم، فمن استطاع أن يصنع كل تلك الجسور الجوية بين الإمارات والبحرين، يستحق أن نحتفي به في كل الأحوال وأن نضعه في جوانح القلب بكل الأحوال، وقد كانوا دائماً هكذا، فكل الجسور الجوية كانت من أجلهم، رافقتهم شباباً إلى السعودية ومصر في كأس العالم، وفي جوانزو وأيضاً في لندن، ورافقتهم بالأمس، فلا أحد يفعل بالجمهور هذه الأيام ما يفعلون بأحبابهم وعشاقهم الذين تحدوا البرد وجاؤوا يتدثرون بالأمل من أجلهم. كانت مباراة الأمس عصيبة، وقوتها كانت في أنه «الأزرق»، وما أدراك ما «الأزرق» في كأس الخليج.. إنه جسر رهيب يعلو عشرة طوابق هي مجموع ما حصده الأشقاء في الكويت من بطولات الخليج، وهذا الجسر هو ما أرعب الكثيرين من قبل، وكان سبباً كافياً لترجيح كفتهم في أوقات كثيرة حتى وهم سيئون، لكن أجمل ما في أبنائنا بالأمس، أنهم لعبوا لأنفسهم أولاً ولعبوا لجمهورهم، لعبوا لنستمتع واستمتعنا.. لعبوا لندرك أنهم أقوياء وأقررنا.. لعبوا ليثبتوا أن ما كان ليس صدفة وأثبتوا، وحينما انتهت كل البراهين التي أرادوها، كانت الضربة القاضية، وما أحلاها من ضربة.. هو هدف اختزل كل أهدافنا التي ضاعت، وكل فرصنا التي تحطمت على حائط الحظ الذي ساند الأزرق كثيراً في المباراة. بالأمس، لم يخض نجومنا «الصغار الكبار» مباراة وكفى لكنهم في أول مشهد رسمي لهم وهم في عهدة المنتخب الأول، أرادوا أن يقدموا أوراق الاعتماد في نصف النهائي لفريق اعتاد النهائيات، واعتاد التحديات، ونجحوا في ذلك إلى أقصى درجة ممكنة. بالأمس، كانت الرسائل كثيرة، لكنها جميعاً رسائل تفاؤل وفرحة، فهذا الجيل أهل لما نريد منه.. تخيلتهم بالأمس في تصفيات كأس العالم، وتوقعت أعتى السيناريوهات، ووجدتهم أهلاً لها.. تخيلتهم في كأس آسيا بعد تصفياتها ووجدتهم أهلاً لها.. تخيلتهم في أكثر من مشهد، وكانوا رائعين في كل الصور. هذا جيل الأماني الإماراتية الجميلة والمفرحة.. جيل الألفية الثالثة الذي وُلد في مطلعها وتدرج بطموحاته، حتى بات أهلاً للمسؤولية.. هذا جيل نادر لا يتكرر كثيراً بتلك الروعة وهذا التناغم والتماسك واكتمال العناصر. هذا جيل استثنائي تنتظره بإذن الله أحلام استثنائية. كلمة أخيرة: الأشجار الخضراء تخبرك بحصادها قبل أن يأتي mohamed.albade@admedia.ae