في الثاني من ديسمبر، في هذا اليوم العظيم الذي نحتفل فيه بقيام وتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، يحق لنا أن نتفاخر أمام العالم بأننا وطن الإنجاز والتميز والتسامح والمحبة. 45 عاماً قد يراها الناس مجرد لحظة عابرة في الزمن، لكننا في الإمارات اعتدنا أن نقيس الإنجازات عاماً بعد عام، وساعة بعد ساعة ولحظة بعد لحظة. وفي كل يوم لدينا ما نضيفه إلى تاريخ الإنسانية وآمالها نحو السلام والتطور والرقيّ. وفي هذا العام 2016 نفخر بأننا من أوائل الدول التي تبتكرُ في المعرفة، وتشق لها نهراً جديداً كي تجد العقول والقلوب المبدعة مكاناً لها على هذه الأرض الحاضنة للجمال، وأول دولة في العالم التي تسن قانوناً خاصاً بالقراءة يهتم بري بذور الثقافة كي تنمو براعمها عالياً في بيئة المستقبل، الذي نريده مزهراً بشتى صنوف الورد وألوانه، وعندما يخصص هذا القانون حقيبة معرفية للمواليد منذ قدومهم للحياة، فإن ذلك دليلٌ على أن غرس الخير في الأبناء منذ الصغر، وإرواء الجذور بماء المعرفة، هو الطريق الذي يجعل من المكان جنّة للتعايش الجميل، وهو الفعل الذي يدحر الأفكار المريضة ولا يتيحُ للكراهية أن تجد لها موطئاً بين الناس. قانون القراءة الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، كان في عمقه يحمل رسالة إلى الإنسانية والعالم بأننا أمة اختارت النهوض والارتفاع إلى أبعد من حدود الضوء. ورسالة التسامح التي بثها قبل أيام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. جاءت في وقتها لتقول لجميع من يعيشون على هذه الأرض بأن الحب وحده، هو القانون الأسمى الذي تنتهجه الإمارات في تعاملها مع العالم. نعم، نحن نبتكر وننجز القيم الإنسانية وننتمي إليها ونجعلها نهجاً في تعاملاتنا. هنا وزارة للسعادة هي إضافة وقفزة نوعية في إخلاصنا لقيم الاتحاد، وهنا أيضاً وزارة للتسامح، وقوانين تدعم الابتكار والتميز، وقبل أيام تم الإعلان عن تأسيس أكبر مكتبة من نوعها هي مكتبة محمد بن راشد، التي يُراد لها أن تتوج هذا الإبحار الجميل في الثقافة، وتكون منصة إشعاع علمي ومعرفي نوعي وعالمي يضيء أحلام الأجيال المقبلة. حفظ الله الإمارات وشعبها وناسها، وليبقى علمها مرفوعاً عالياً بين الأمم.