هل تريدون حقاً الوصول إلى كأس العالم؟ هل تطمحون برؤية علم الإمارات مرفرفاً هناك في موسكو؟ هل تطمعون أن يكون منتخبنا الوطني ضمن أفضل 32 منتخباً في العالم؟ كلنا نجري خلف نفس الهدف، كلنا نفكر بنفس الطريقة، ولكن لن يتحقق ذلك ونحن في بيوتنا، ولن ننجح ونحن خلف شاشات التلفاز، أو في المقاهي، ولكن هذا الهدف سيتحقق عندما يقوم كل منا بدوره، فهو الأبيض ونحن جمهوره. كرة القدم لعبة لا يتحقق النجاح فيها إلا بتكامل كل العناصر، الاتحاد واللاعبين والجهازين الإداري والفني، والإعلام، والجمهور، أدوار مختلفة، ولكنها تسير في مسارات متوازية لا تتقاطع إلا عندما تصيب الهدف نفسه، وكل عنصر من هذه العناصر مسؤول عن القيام بدوره على أكمل وجه، ليقم كل منا بعمله والمطلوب منه، وفي نهاية المشوار دعونا نجلس ونتحاسب، هذا ما سنفعله بالتأكيد، ولكن عندما يحين الوقت المناسب. اليوم سنواجه العراق، ولنترك خلفنا الماضي بكل إيجابياته وسلبياته، لننسى ما حققناه حتى الآن، ولنفكر فقط في كيفية تجاوز هذه المواجهة، فكل لقاء في هذا الدور هو مباراة نهائية قائمة بحد ذاتها، فالمنافس هذا المساء ليس المنتخب العراقي الذي هزمناه قبل سنتين في كأس الخليج الماضية، وليس بذلك المنتخب الذي تفوقنا عليه في كأس آسيا وانتزعنا منه المركز الثالث، ولكنه المنتخب الذي سنواجهه اليوم، نحن أبناء اليوم، سنبدأ والنتيجة متعادلة بلا أهداف، أما النتيجة النهائية فستكون حسب معطيات ومجريات 90 دقيقة هي عمر المباراة. الطريق إلى كأس العالم لم يكن في يوم من الأيام سهلاً، وليس مفروشاً بالورود، ولكنه طويل وصعب، وقوده البذل والعطاء، يخوضه الجميع ولا يصل إلا الأقوياء، هو غير صالح لضعاف القلوب، واليوم نحن أمام مفترق طرق، نكون أو لا نكون، وها هي الفرصة تتاح لنا لتصحيح المسار، وتجديد الحظوظ، لنتعاضد ولنتكاتف، وننسى الذي فات، لنقف كلنا خلف الأبيض بصوت واحد: «إمارات إمارات». موعدنا هذا المساء، في مواجهة الحقيقة التي نطاردها، والحلم الذي يراودنا، الموعد الذي تتوحد به القلوب، وتتلاقى فيه المشاعر، على الجماهير أن تقوم بدورها، وعلى رجال الأبيض أن يثبتوا أنهم أهل للرهان، وأن الذهب لا يصدأ، بل يبقى ذهباً، لذا اتركوا كل ما مضى وانسوا كل ما فات، وتذكروا أنكم كنتم ولا زلتم جيل الذهب، فاليوم يومنا نحن الجمهور لنتكاتف ونتعاضد، واليوم يومك يالأبيض.